هل أوشكت إيران على صنع قنبلة نووية؟

وكالة الطاقة الذرية تكتشف جسيمات مخصبة بنسبة 84%.. وطهران تملك الصواريخ الباليستية لحمل الرؤوس النووية

برج آزادي بمدخل العاصمة الإيرانية طهران
برج آزادي بمدخل العاصمة الإيرانية طهران المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يقلص الاتفاق المبرم في العام 2015 برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها، وصمم هذا الاتفاق لغرض إبطاء البرنامج إلى درجة أن إيران ستحتاج عاماً لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لتزويد السلاح بها، إذا قررت الانسحاب من الاتفاق النووي. قبل سريان الاتفاق، أشارت التوقعات أن بضعة شهور تفصلنا عن فترة الاختراق.

بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية في 2018 تحت رئاسة دونالد ترمب، سرعت إيران وتيرة خروقاتها للاتفاق. حالياً يُفترض أنها على بعد أسابيع من إنتاج اليورانيوم المُخصب الكافي لصنع قنبلة. ما زالت إيران في حاجة لإتقان عملية تسليح الوقود النووي قبل أن تملك قنبلة نووية صالحة للاستعمال يمكنها أن تصيب هدفاً بعيداً.

1) كيف اقتربت إيران من امتلاك مقومات صناعة القنبلة؟

وافقت إيران على الاتفاق في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها نظراً للشكوك المحيطة ببرنامجها النووي، وبموجب الاتفاق، قبلت إيران عدم تخصيب اليورانيوم لما يتجاوز 3.7% لمدة 15 عاماً، وذلك هو تركيز نظير اليورانيوم-235 الانشطاري اللازم لمحطات الطاقة النووية. كما تعهدت طهران بتقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى 300 كيلو غراماً، أو ما يمثل نحو 3% مما كان في حوزتها قبل عقد الاتفاق.

وسط توقعات بعدم صدور قرار جديد.. جروسي: جهودنا مع إيران قد تُجنب "مواجهة عسكرية"

لكن بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة وإعادة فرض العقوبات التي حرمت إيران من المنافع الاقتصادية التي وعد بها الاتفاق، بدأت طهران في زيادة دعم برنامجها، فجمعت ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع عدد من القنابل حال قرر زعماء الدولة تنقية المعدن الثقيل إلى مستوى 90% المستخدم عادة في الأسلحة النووية. فضلاً عن ذلك، لم تعد فقط تخصبه بمستوى 20%، بل وصلت للمرة الأولى إلى 60% وهو مستوى التنقية الذي تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه يتعذر تمييزه فنياً عن الوقود المستخدم في الأسلحة.

أشار المفتشون في تقاريرهم في فبراير إلى أن طهران جمعت 87.5 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب لمستوى 60%، مؤكدين أنهم اكتشفوا جسيمات يورانيوم مخصبة لنقاء 84%، وهو اكتشاف رفضته الحكومة الإيرانية باعتباره مسألة فنية.

2) ما أهمية تخصيب اليورانيوم؟

الخطوة الأصعب في عملية صنع الطاقة أو الأسلحة النووية هي الحصول على المواد اللازمة لتحفيز الانشطار الذري. تحتاج الدول لتطوير البنية التحتية الصناعية لإنتاج نظائر اليورانيوم-235، التي تشكل 1% من مادة اليورانيوم الخام، لكنها أساسية في استمرار التفاعل الانشطاري التسلسلي.

إيران: لا اتفاق مع "الطاقة الذرية" على تركيب كاميرات مراقبة جديدة

تُستخدم الآلاف من أجهزة الطرد المركزي التي تدور بسرعات تفوق سرعة الصوت لفصل المادة. تتابع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التغييرات بمقدار الغرام في مخزونات اليورانيوم في أنحاء العالم للتأكد من عدم استخدام العنصر في الأسلحة. لطالما ادعت طهران أنها تسعى لصناعة الطاقة النووية، لا الأسلحة النووية، لكن القوى العالمية شكت في ذلك الزعم.

3) هل هناك ما نحتاجه بخلاف اليورانيوم لصنع قنبلة نووية؟

إضافة إلى العنصر الانشطاري، تحتاج طهران إلى القنبلة ووسيلة إطلاقها. الأرجح أن إيران لديها المعرفة الفنية لإنتاج قنبلة نووية من النوع المدفعي مثل القنبلة التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما في 1945، وحينها يجب على الطيار الإيراني التسلل حياً إلى منطقة العدو لإسقاطها. أما لقصف هدف بعيد، فما زالت إيران في حاجة لتصميم وصنع جهاز مصغر بما يكفي لتركيبه في قمة الصاروخ ويتحمل العودة إلى الغلاف الجوي للأرض. تشير التقديرات إلى أن مدة هذه المهمة تتراوح ما بين 4 أشهر إلى سنتين.

بكين تدعو واشنطن إلى "قرار سريع" بشأن "النووي الإيراني"

تملك طهران صواريخ باليستية لإطلاق تلك القنبلة، ويُقدر مدى أقوى صواريخها بنحو 5 آلاف كيلومتر، ما يعني قدرته للوصول إلى أي دولة أوروبية.

4) هل تزيد قدرة إيران النووية من خطر الحرب؟

بعد عقد الاتفاق مع إيران في 2015، قال الرئيس الأميركي حينئذ، باراك أوباما، إن البديل قد يكون صراعاً عسكرياً يؤدي إلى اضطرابات كبرى في الاقتصاد العالمي. صرح المسؤولون الإسرائيليون عدة مرات بأن قواتهم المسلحة ستقصف البنية التحتية النووية في إيران إذا وصلت لحد القدرة على تصنيع الأسلحة النووية. الاصطفاف قيد التشكيل بين الصين وروسيا وإيران قد يزيد من مخاطر التدخل المسلح بفتح جبهات جديدة للصراع.