المستثمرون يراهنون على تعادل التضخم الأوروبي مع الأميركي

مؤشرات ضغوط الأسعار الأوروبية تخلفت عن نظيرتها في أميركا لسنوات منذ الأزمة المالية العالمية

متسوقون ومشاة في برلين بألمانيا.  المتداولون يتطلعون للبيانات الرئيسية عن الاقتصاد الألماني مثل بيانات التضخم الأوّلية لشهر يناير وأرقام الإنتاج الصناعي.
متسوقون ومشاة في برلين بألمانيا. المتداولون يتطلعون للبيانات الرئيسية عن الاقتصاد الألماني مثل بيانات التضخم الأوّلية لشهر يناير وأرقام الإنتاج الصناعي. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يراهن المستثمرون للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية على أن التضخم في منطقة اليورو سيعادل نظيره في الولايات المتحدة على المدى الطويل، ما يبرز التغير الكبير مؤخراً في التوقعات لأوروبا.

استقر ما يعرف بسعر مقايضة التضخم المتوقع، وهو مؤشر على توقعات التضخم في منطقة اليورو في النصف الثاني من العقد المقبل، عند 2.5% تقريباً، ليقترب بذلك من مستوى ضغوط الأسعار على المدى الطويل المتوقعة في الولايات المتحدة.

يعتبر ذلك تحولاً كبيراً لمنطقة لجأ فيها مسؤولو البنوك المركزية لأسعار الفائدة السلبية وشراء السندات لتحفيز الاقتصاد وتعزيز التضخم الذي ظل دون المستوى المستهدف أغلب العقد الماضي.

اقتصاد منطقة اليورو يفشل في النمو بالربع الأخير من 2022

هبطت توقعات التضخم على جانبي المحيط الأطلسي، وعكست اتجاهها الصعودي بعد تصريحات الأسبوع الجاري من العضو في البنك المركزي الأوروبي، روبرت هولزمان، ورئيس الفيدرالي، جيروم باول، لكن المؤشر في أوروبا لا يزال قريباً من نظيره في الولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، يأتي تحرك المؤشر بعد إعادة تسعير قوية لرهانات الأسواق على ذروة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا في ظل توقع المتداولين مزيداً من التشديد.

تضخم أكثر استمرارية

قال أندرو شيتس، الاستراتيجي في "مورغان ستانلي": "التضخم في منطقة اليورو قد يكون أكثر استمرارية.. لكن يمكن النظر للوراء لرؤية مدى الثقة التي امتلكها السوق سابقاً في الاتجاه المعاكس، فهل تبددت حقاً جميع المحركات الهيكلية لانخفاض النمو والتضخم؟"

التضخم الأساسي في منطقة اليورو يتسارع ويباغت "المركزي الأوروبي"

تخلفت مؤشرات ضغوط الأسعار الأوروبية على المدى الطويل عن نظيرتها في الولايات المتحدة لسنوات منذ الأزمة المالية العالمية قبل أن تقفز أسعار المستهلكين العام الماضي لمستوى قياسي. تساهم المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة وضغوط الأجور في التكهن بتغيرٍ في هيكل التضخم.

بيانات غامضة ورد فعل كبير

يخضع صناع السياسة لضغوط بعد القفزة في مقاييس توقعات التضخم القائمة على الأوراق المالية المتداولة، لكن المسؤولين الأوروبيين حصلوا على بعض الراحة من نتائج استطلاع أُجري أمس الثلاثاء، والذي أظهر أن توقعات المستهلكين للتضخم بمنطقة اليورو انحسرت قبيل اجتماع قرار الفائدة المقرر، الأسبوع المقبل، حيث أصبحت زيادة الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية إلى 3% أمراً شبه مؤكد.

قال محللو "رابوبنك"، ومن بينهم ريتشارد ماغواير: "من المنصف أن نقول إننا نعاني لتذكر مناسبة أثارت فيها مثل هذه البيانات الغامضة نسبياً رد فعل كبير بهذا القدر.. يسلط ذلك الضوء على أهمية توقعات التضخم لمسار زيادات الفائدة من قِبل المركزي الأوروبي وعلى الطريقة شديدة المحلية لقياس ذلك".

اقرأ المزيد: تراجع حاد في توقعات المستهلكين بشأن التضخم بمنطقة اليورو

حتى الآن، يشكك معظم المحللين في إمكانية استمرار التقارب بين المخاطر التضخمية في الولايات المتحدة وأوروبا. وترى إيفلين غوميز-ليتشي، استراتيجية الفائدة في "ميزوهو" أن المؤشر الأوروبي يتراجع على المدى المتوسط.

قالت: "لا أعتقد أننا نشهد تغييراً في النظام، حيث تظل توقعات التضخم في منطقة اليورو بشكل دائم حيثما هي التوقعات الأميركية.. مع ذلك، على المدى القريب، قد يظل هذا الفارق ضئيل للغاية".