ميزانية البنتاغون تطلب زيادات ضخمة لشراء الأسلحة والتطوير

إجمالي الموازنة المطلوبة 835 مليار دولار صعوداً من 816 مليار دولار للسنة المالية الحالية

ميزانية البنتاغون الأميركي تطلب مزيداً من الطائرات المقاتلة من طراز أف-35
ميزانية البنتاغون الأميركي تطلب مزيداً من الطائرات المقاتلة من طراز أف-35 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المقرر أن تتضمّن خطة الإنفاق التي سيطرحها الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الخميس ما يعتبره المسؤولون بأنَّها واحدة من أكبر ميزانيات الدفاع في وقت السلم للبلاد، وتشمل 170 مليار دولار أميركي لشراء الأسلحة و145 مليار دولار للبحث والتطوير، وكلاهما رقمان قياسيان حديثان.

ستتجاوز "القيمة الإجمالية" لميزانية وزارة الدفاع للسنة التي تبدأ في الأول من أكتوبر المقبل 835 مليار دولار، مرتفعة من 816 مليار دولار خصصها الكونغرس الأميركي للسنة المالية الحالية، بحسب أحد المسؤولين، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته نظراً لمناقشته الميزانية قبل إرسالها رسمياً للكونغرس. وامتنع متحدث باسم مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض عن التعليق على الأرقام.

تحدي الصين

برغم أنَّ الأسلحة المرسلة لأوكرانيا استنزفت مخزونات البنتاغون، لكنَّ الإنفاق لتدعيم تصدي الرئيس فلاديمير زيلينسكي للغزو الروسي مُوّل عن طريق اعتمادات تكميلية منفصلة. تتبلور الميزانية العادية لوزارة الدفاع بطريقة كبيرة بناء على تفاقم التوترات مع الصين، التي يُنظر إليها من قبل البنتاغون على أنَّها التحدي الرئيسي المحتمل للقيادة العسكرية الأميركية.

حروب الأمس لم تهيئ البنتاغون لمواجهة الصين

أوضح مارك كانسيان، محلل شؤون الدفاع السابق بمكتب الإدارة والميزانية الذي يعمل حالياً في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية أنَّ طلب البنتاغون المقبل لتحديث الأسلحة "يجسد ميزانية ما زالت تركز بصورة أساسية على تطوير أسلحة للحروب المستقبلية عوضاً عن شراء أسلحة لحروب في الأجل القريب".

طلب الشراء بقيمة 170 مليار دولار يزيد بمقدار 8 مليارات دولار عما خصصه الكونغرس للعام المالي الحالي. كما يفوق طلب تمويل البحوث والتطوير عما اعتمده الكونغرس بنحو 5 مليارات دولار.

أف-35 والصواريخ

يأتي من ضمن الأنظمة الأساسية المستفيدة من الموازنة المقترحة الجديدة طائرات "إف-35" الأغلى في نظام الأسلحة الأميركي، والتي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن". ستطلب الميزانية تخصيص 13.5 مليار دولار لتمويل مشتريات الطائرات المقاتلة والتطوير المستمر والتحديثات.

وسيطلب البنتاغون 83 طائرة "أف-35" للقوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية، لتلبية أهداف هذه الأفرع العسكرية. ويشتمل ذلك على 48 طائرة وفقاً لمخططات خاصة بالقوات الجوية، مقابل 35 طائرة للبحرية ومشاة البحرية.

يمثل الطلب الجديد زيادة بـ21 طائرة عن طلب الإدارة الأميركية البالغ 61 طائرة في السنة الماضية. عاد الكونغرس ليزيدها بمقدار 19 طائرة إضافية في مشروع قانون الإنفاق النهائي للعام الجاري، ليصبح الإجمالي 80 طائرة.

"البنتاغون" و"لوكهيد" تتوصلان إلى اتفاق لتصنيع 375 طائرة مقاتلة "إف-35"

تنطوي الميزانية المقترحة أيضاً على 4.3 مليار دولار، أغلبها لعمليات تمويل جهود البحث والتطوير، لصاروخ باليستي جديد عابر للقارات تابع لشركة "نورثروب غرومان"، مما يفوق طلب البنتاغون للعام المالي الجاري بمقدار 700 مليون دولار تقريباً.

أشار أحد المسؤولين إلى أنَّ الميزانية تطلب أيضاً تمويلاً ضخماً لعتاد القوات الجوية والقوات البحرية بعيدة المدى الذي يمكن استعماله في صراع مستقبلي محتمل مع الصين.

إشارات للقطاع

أشار كانسيان إلى أنَّ طلب تمويل البحث والتطوير سيكون الأعلى بالتاريخ، بينما ستعادل المشتريات أعلى المستويات منذ الذروة خلال حربي العراق وأفغانستان.

بناء على قيمة الدولار المعدلة وفق التضخم في 2022، وصلت نفقات المشتريات خلال السنة المالية 2008 مبلغ 207 مليارات دولار، بحسب سجلات البنتاغون التاريخية.

قالت المراقبة المالية السابقة في البنتاغون إيلين مكوسكر: "التركيز الشديد على عمليات الشراء سيبعث بإشارة متعلقة بحجم الطلب، وهي مهمة للقطاع وسلاسل التوريد والقوى العاملة، وأتوقَّع أن يولي أعضاء الكونغرس اهتمامهم بهذه الموضوعات، علاوة على ما تقترح الوزارة القيام بشرائه تحديداً ليتضمن الكميات مع التقيد بمواعيد وصول هذه المشتريات للمخازن والقوات والأسطول".

بعد نجاحها في أوكرانيا.. "لوكهيد" تتطلّع لمضاعفة إنتاج صواريخ "جافلين" إلى 4 آلاف

أكد مسؤول كبير بالإدارة الأميركية أنَّ الطلب سيكون الأكبر من حيث سعر الدولار "الاسمي" غير المعدل وفق التضخم. برغم ذلك؛ أشار المسؤول إلى أنَّ بعضاً من الميزانيات المخصصة للبنتاغون فقط في نصف العقد الأول من القرن الـ21 كانت أعلى عند تحديثها بقيمة الدولار الأميركي الحقيقية خلال السنة المالية 2022.

في هذا السياق، أثناء الأعوام المالية خلال الفترة من 2008 إلى 2011، عندما دفعت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش بالقوات والمعدات الأميركية إلى العراق، كان إجمالي نفقات البنتاغون يتراوح من 832 مليار دولار إلى 858 مليار دولار عند احتساب قيمة الدولار الحقيقية في 2022.

أجواء الكونغرس

برغم أنَّ بعض أعضاء الكونغرس من الجمهوريين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين دعوا لخفض أو تقييد الإنفاق على الأنشطة الدفاعية، لكنَّ مؤيدي الميزانيات المتصاعدة الرامية للتصدي للغزو الروسي لأوكرانيا واستعراض الصين لقوتها بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ قد طغوا عليهم.

صرّح روجر ويكر، النائب عن ولاية ميسيسيبي، أكبر جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أثناء مقابلة: "ليست هناك رغبة وسط الديمقراطيين أو الجمهوريين، ولا توجد رغبة لدى الأغلبية لتخفيض الأرقام الإجمالية لميزانية البنتاغون، وفي حين قد يتحدث بعض الأشخاص عن ذلك الأمر؛ لكن من غير المحتمل حدوثه".