دراسة: محيطات العالم تعج بـ171 تريليون قطعة بلاستيكية

زيادة سريعة غير مسبوقة في كمية العبوات البلاستيكية بالمحيط منذ 2005

جسيمات بلاستيكية جرفها البحر للشاطئ من ناقلة حاويات غارقة، أوسيويتاكايياوا، سريلانكا.
جسيمات بلاستيكية جرفها البحر للشاطئ من ناقلة حاويات غارقة، أوسيويتاكايياوا، سريلانكا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أصبح هناك بما يقرب من 171 تريليون جسيم بلاستيكي دقيق تزن 2 مليون طن وتطفو على سطح المحيط، تراكم معظمها بعد عام 2004، حسب بحث نشرته مجلة "بلوس وان" (PLOS One) العلمية.

أجرى البحث ماركوس إيريكسن وباحثون ومنظمات وجامعات أخرى. يعمل إيريكسن في "فايف غايرز إنستيتيوت" (5 Gyres Institute)، وهي منظمة غير هادفة للربح مقرها في كاليفورنيا تركز على التلوث البلاستيكي.

كانت هناك محاولة سابقة في 2014 لتقدير حجم البلاستيك الذي يطفو على سطح المحيطات. ويستند البحث إلى بيانات مجموعة شاسعة من العينات يقارب عددها 12 ألف عينة جُمعت من المحيطات في أنحاء العالم.

جمع العينات

في هذه الدراسة جُمعت العينات من خلال جر شبكة متقاربة الخيوط بشكل استثنائي لعدة كيلومترات على سطح المحيط لتحديد متوسط حجم الجسيمات لكل كيلومتر من الماء، بعدها حلل نموذج حاسوبي مقدار تركيزات البلاستيك خلال خروجها من الأنهار والشريط الساحلي وطرق الشحن البحري، واستنبط الباحثون من هذا تقدير لعدد القطع في المحيط العالمي، ثم قارنوا نموذجهم بالتركيزات الواقعية.

جُمعت العينات بين 1979 و2019، وكشفت عن زيادة سريعة غير مسبوقة في كمية العبوات البلاستيكية بالمحيط منذ 2005.

عوامل زيادة التلوث المحيطات

يقول "إيريكسن" إن هناك عدة عوامل لتلك الزيادة، أولها الارتفاع الكبير في الإنتاج الإجمالي للبلاستيك، وزيادة كميات جسيمات البلاستيك الدقيقة –نتيجة لتحلل العبوات البلاستيكية القديمة بمرور الزمن- والافتقار للقوانين الدولية التي تعالج التلوث البحري.

هل تفوق أضرار البلاستيك القابل للتحلل العضوي منافعه؟

كما قال: "كل هذا التلوث أربك المنظومة، نحتاج لاستراتيجيات وقائية وألا نكتفي بالتركيز على التنظيف وإعادة التدوير. علينا إيجاد بدائل للعبوات وحيدة الاستخدام لأن إعادة التدوير لا تفيد".

توفر المحيطات نصف أكسجين الكوكب، وتمتص ما يزيد عن ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، وتمد المليارات بالغذاء، لكنها تواجه مشكلات الصيد الجائر ورمي النفايات البلاستيكية والتحمض.

معاهدة تاريخية

يأتي البحث بعد أيام من اتفاق المفاوضين على نص معاهدة الأمم المتحدة التاريخية التي تهدف للحفاظ على 30% من المحيط. ستقيم المعاهدة محميات يُمنع فيها الصيد وتقيد أنشطة استغلال الموارد مثل التنقيب.

رغم ذلك؛ لن توقف المعاهدة تلوث البحار بالبلاستيك الناتج بشكل كبير عن التدفق من اليابسة في أنحاء العالم. واتفقت الدول على وضع اتفاق إطاري للمعاهدة العالمية لمقاومة التلوث البلاستيكي، لكنها لم تتوصل لاتفاق. ستُعقد الجولة الثانية من مفاوضات الأمم المتحدة عن التلوث البلاستيكي في الربيع المقبل.

معاهدة الأمم المتحدة التاريخية جاهزة لضبط التنقيب في المحيطات

في الوقت الراهن، ما زالت بعض الدول متخلفة عن الركب حتى في إنشاء البنية التحتية التي تمنع تسرب النفايات البلاستيكية إلى البيئة المحيطة. نشر "البنك الأوروبي للاستثمار" (European Investment Bank) دراسة تكشف عن فجوة قيمتها 6.7 مليار يورو (7.6 مليار دولار) في التمويل الموجه للبنية التحتية للفرز وإعادة التدوير. وتحتاج أوروبا لهذه البنية التحتية لتحقيق هدفها في الوصول إلى زيادة كبيرة في المُكون المعاد تدويره في المنتجات البلاستيكية بحلول 2025.