تجار الحبوب يعولون على تجديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية

الاتفاق الحالي مستمر حتى 18 مارس ويمكن أن يمتد 120 يوماً إذا لم يحاول طرف تعديله أو وقف العمل به

أكوام من الحبوب على متن سفينة " أوسبري إس" الراسية في بحر مرمرة خلال عملية تفتيش قام بها ممثلون يعملون مع فريق التفتيش المشترك في 18 أغسطس 2022 في إسطنبول، تركيا
أكوام من الحبوب على متن سفينة " أوسبري إس" الراسية في بحر مرمرة خلال عملية تفتيش قام بها ممثلون يعملون مع فريق التفتيش المشترك في 18 أغسطس 2022 في إسطنبول، تركيا المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اتفاق الحبوب الحيوي الذي أعاد إحياء صادرات المحاصيل الأوكرانية وساعد على خفض الأسعار العالمية، تجري محادثات بشأن تجديده مرة أخرى، وتراهن السوق على تمديده.

يسري الاتفاق الحالي حتى 18 مارس ويمكن أن يستمر لمدة 120 يوماً إذا لم يحاول طرف تعديله أو وقف العمل به.

شددت الأمم المتحدة يوم الأربعاء على أهمية الاتفاق، وأعربت كييف وموسكو عن اهتمامها بالمحادثات الجارية.

تراجعت العقود الآجلة للقمح والذرة - أهم محصولين يتم شحنهما - في الأسابيع الأخيرة وسط توقُّعات بوفرة الإمدادات. سجل القمح أدنى مستوياته منذ 2021، بفضل توفّر المحاصيل الروسية والأسترالية الكبيرة.

قال جيمس بوليسوورث، العضو المنتدب لدى شركة "سي آر إم أغري كوموديتيز" ( CRM AgriCustomities)، إنَّ السوق ربما "تتبنى سياسة مفادها أنَّ ثبات الوضع الحالي أمر جيد.. لكن هذا قد يهيّئ المسرح لبعض المفاجآت المحتملة. وأعتقد أنَّها ستظل متقلبة".

حرب الغرب الاقتصادية ضد بوتين بدأت تؤتي ثمارها الآن

الصادرات مع التأخير

شحنت أوكرانيا 23 مليون طن منذ إبرام الاتفاق لأول مرة في يوليو 2022، وساعد ذلك على رفع الوتيرة عما كانت عليه في وقت سابق من الموسم، على الرغم من أنَّ الأحجام ما تزال منخفضة بنحو الربع عن العام الماضي.

العائق الرئيسي تمثل في عمليات تفتيش السفن التي ترتاد الموانئ الثلاثة وفق الاتفاق، دخولاً وخروجاً.

يجري مسح حوالي ثلاث سفن مغادرة فقط كل يوم، مما يحد من وصول المبادرة إلى هدفها الشهري البالغ 5 ملايين طن. وتقول أوكرانيا إنَّ روسيا تعمد إلى إبطاء الوتيرة، وهو الأمر الذي تنفيه موسكو.

خفض الأسعار

ساعدت الصادرات في دفع مؤشر أسعار السلع الغذائية العالمي- الذي وصل إلى مستوى قياسي بعد الغزو الروسي مباشرة - إلى أدنى مستوى له في 17 شهراً. يؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط على تضخم أسعار المواد الغذائية، برغم استمرار شعور المستهلكين بالأزمة في متاجر البقالة.

الحرب تلتهم 30% من اقتصاد أوكرانيا وتوقعات بنمو طفيف في 2023

زرع الفلاحون في أوكرانيا القمح من أجل حصاده خلال العام الجاري، ويعتزمون قريباً زراعة الذرة وعباد الشمس. الزراعة هي العنصر الرئيسي لاقتصاد البلاد، وتجديد الاتفاق سيكون عاملاً حيوياً لتوفير الإمدادات من الحبوب.

طرق نقل أخرى

بقيت أوكرانيا تنقل الحبوب عبر السكك الحديدية والطرق والأنهار، وقد لجأت إليها بعد إغلاق موانئها على البحر الأسود في بداية الحرب. ستواصل كييف استخدام تلك المسارات إذا تعطلت التجارة في البحر الأسود، لكنَّها لا تستطيع التعامل مع جميع التدفقات، وهي بديل مكلف.

تدفقت مبالغ كبيرة إلى دول مجاورة مثل رومانيا وبلغاريا وبولندا. قالت هيلين دوفلوت، المحللة لدى شركة "ستراتيجي غرينز" (Strategie Grains) إنَّ لدى هذه الدول الكثير من المحاصيل المتاحة للبيع قبل موسم الحصاد المقبل، وهذا يؤثر أيضاً على أسعار القمح.

التصدي لمشكلة الجوع

انتقدت موسكو الاتفاق لعدم استفادة أفقر الدول والمساعدة في تخفيف حدة الجوع، برغم أنَّ الأمم المتحدة تقول إنَّ المبادرة تحقق هدفها المتمثل في الحد من تكاليف الغذاء عبر تخفيض الأسعار العالمية.

صادرات القمح الروسي تتضاعف عن مستويات ما قبل الحرب

أكدت الأمم المتحدة أنَّ المحادثات مستمرة، دون أن تذكر موقف كل طرف أو ما إذا كان هناك من يسعى لتعديل الاتفاق.

التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف يوم الأربعاء لمناقشة الاتفاق، وشدد على أهمية التجديد. تتوقَّع الأمم المتحدة وصول وفد روسي إلى جنيف لإجراء مناقشات الأسبوع المقبل.