آسيا تتوقع مخاطر عدوى محدودة من أزمة "سيليكون فالي بنك"

أرباح البنوك الآسيوية مرشحة للارتفاع 29% خلال عام مقارنة بتغير طفيف في نظيرتها الأميركية

لافتات خارج مقر "سيليكون فالي بنك" في سانتا كلارا، كاليفورنيا، الولايات المتحدة
لافتات خارج مقر "سيليكون فالي بنك" في سانتا كلارا، كاليفورنيا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت أسهم البنوك الآسيوية نتيجة الأزمة التي ضربت "إس في بي فايننشال غروب" (SVB Financial Group)، لكن من المرجح أن تواجه المنطقة مخاطر عدوى محدودة بفضل آفاق النمو المرتفعة وقاعدة العملاء المتنوعة لدى البنوك وتحسن جودة الأصول.

ما سبق أعلاه، هي وجهة نظر المشاركين في السوق بعد انخفاض أسهم بنوك المنطقة بالتوازي مع مصارف "وول ستريت" وسط مخاوف من أن تؤدي مواجهة بنك رئيسي في وادي السيليكون إلى حدوث مخاطر أوسع.

لكنَّ الانخفاضات في آسيا كانت أكثر اعتدالاً، إذ انخفض مؤشر " إم إس سي آي" لأسهم القطاع المالي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ 2.6% مقارنة بهبوط بلغت نسبته 8.1% لمؤشر "كيه بي دبليو" لأسهم القطاع المصرفي في الولايات المتحدة.

في حين يجري تداول أسهم البنوك في آسيا والولايات المتحدة عند تقييمات مماثلة وفق القيمة الدفترية المحاسبية؛ من المتوقَّع أن ترتفع أرباح البنوك الآسيوية 29% خلال الأشهر الـ12 المقبلة مقارنة بتغيّر طفيف بالنسبة للمصارف الأميركية، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

كما تم رفع تقديرات أرباح البنوك الآسيوية لعام2023، في الوقت الذي تم تخفيض التوقُّعات للبنوك الأميركية.

تشير انخفاضات أسهم البنوك إلى أنَّ المشاكل التي تواجه "سيليكون فالي بنك" لم تكن أكبر عامل مؤثر في السوق بالنسبة لمؤشر "إم إس سي آي" لأسهم القطاع المالي في آسيا والمحيط الهادئ.

التوقف عن رفع أسعار الفائدة في آسيا "مهمة معقدة"

تصدّرت البنوك اليابانية الأسهم الخاسرة بالقطاع، مثل "ميتسوبيشي يو اف جاي فايننشال غروب" (Mitsubishi UFJ Financial Group) الذي تراجع بوتيرة أكثر بسبب قرار البنك المركزي الإبقاء على برنامج التحكم في منحنى العائد دون تغيير في الاجتماع الأخير للمحافظ هاروهيكو كورودا.

تعليقات المحللين

فيما يلي مجموعة مختارة من التعليقات حول ما تعنيه أزمة "سيليكون فالي بنك" للمنطقة:

قال جوناثان غارنر، محلل استراتيجي لدى "مورغان ستانلي": "إنَّه أمر سلبي للبنوك بشكل واضح أن تفتح الباب حالياً لنوع النقاش بشأن جودة الائتمان".

أضاف أنَّ المخاوف بشأن آسيا معتدلة نسبياً، حيث يتسارع النمو من جديد، كما لا تسود المخاوف بشأن جودة الأصول وفق ما كان عليه الحال في العام الماضي.

من جهته، قال نيتين شاندوكا، المحلل الاستراتيجي لدى "بلومبرغ إنتليجنس": "تتمتع البنوك الكبيرة بمصادر تمويل متنوعة بشكل جيد بخلاف (سيليكون فالي بنك) الذي تنحصر قائمة عملائه بشكل أساسي في شركات رأس المال الجريء، وتعمل في بيئة اقتصادية كلية صعبة.. وبالتالي؛ تأثير العدوى يبدو محدوداً على البنوك الآسيوية".

قال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي بالشبكة المالية "تيستي لايف" ( Tastylive): "لن يكون لـ(سيليكون فالي بنك) تأثير مباشر على آسيا، لكنَّه مهم للغاية لأنَّه يظهر أنَّ المصاعب بدأت تقترب من الأجزاء الأصغر والمحفوفة بالمخاطر في السوق مثل العملات المشفَّرة إلى التمويل التقليدي الأكثر رسوخاً".

وأضاف أنَّه "مع ذلك؛ فإنَّه يفاقم ما يحدث في أسواق آسيا اليوم"، حيث تعد الأسواق المالية المهمة مثل هونغ كونغ وأستراليا من بين الأسوأ أداء.

قال كيري غوه، مدير الاستثمار لدى "كاميت كابيتال بارتنرز" (Kamet Capital Partners): "في هذا الجزء من العالم، سأكون أكثر قلقاً بشأن البنوك الجديدة في إندونيسيا التي تقرض الشركات الناشئة عالية التقييم في مجال التكنولوجيا المالية، والتي لا تحظى بتمويل جيد..هذه ليست مقارنة المثل بالمثل، ولكن يبدو أنَّ هذا هو الجزء الأكثر عرضة لخطر العدوى".

من جانبه، يرى جونغ جونساب، المحلل لدى "إن إتش انفستمنت أند سيكوريتيز" (NH Investment & Securities) أنَّ التراجع يسلط الضوء على المخاطر المحتملة التي تواجه النظام المصرفي في الولايات المتحدة، ويمكن أن يؤثر على معنويات المستثمرين المحليين، ولكن سيكون "بعيداً جداً" للتشكيك في أداء البنوك الكورية.

ترينه نغوين، كبيرة الاقتصاديين لدى بنك "ناتكسيس" (Natixis) في هونغ كونغ، قالت: "الأصول في الدول الآسيوية الناشئة ليست معرضة فقط لبيئة أكثر عزوفاً عن المخاطرة بسبب تدفق محافظ الأوراق المالية الأكثر تردداً، ولكنَّها عرضة لتداعيات رفع أسعار الفائدة في الداخل أيضاً".