وول ستريت تتجنب المخاطرة وزلزال البنوك يعصف بحركة التداول

رسم بياني يوضح حركة سهم مجموعة "إس في بي فايننشال غروب" في قاعة التداول ببورصة نيويورك للأوراق المالية في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الجمعة 10 مارس 2023.
رسم بياني يوضح حركة سهم مجموعة "إس في بي فايننشال غروب" في قاعة التداول ببورصة نيويورك للأوراق المالية في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الجمعة 10 مارس 2023. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

موجة جديدة من التقلبات العنيفة هزت الأسواق في مختلف أنحاء العالم، إذ أثارت أزمة مجموعة "إس في بي فايننشال" المالية (SVB Financial Group) قلقاً بشأن ما سيليها من أحداث سيئة في وقت تطبيق مجلس الاحتياطي الفيدرالي أعنف حملة تقشفية منذ جيل.

حتى التصريحات التي صدرت عن شخصيات بارزة بأن حدوث أزمة مالية شاملة أمر غير مرجح لم تستطع تهدئة المستثمرين، فباعوا الأسهم بكثافة حتى أوشك "مؤشر ستاندرد أند بورز 500" على محو جميع مكاسبه لعام 2023. وتدفق المتعاملون بأعداد كبيرة بحثاً عن الأمان في السندات، التي ارتفعت أسعارها بعد أن قدمت أرقام الوظائف بصيصاً من الأمل في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يحجم عن تسريع وتيرة رفع أسعار الفائدة.

مع تعرض الأصول الخطرة لضربات متتالية وعنيفة، عانى مؤشر الأسهم الأميركية المعياري من أسوأ أسبوع له منذ سبتمبر. وارتفع ما يُسمى بـ"مقياس الخوف" في وول ستريت، إذ سجل مؤشر التقلب (Cboe Volatility Index) 29 نقطة عند لحظة معينة. وهبطت بتكوين دون مستوى 20000 دولار للوحدة، وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين 29 نقطة أساس إلى 4.58%.

انطلقت موجة من تجنب المخاطرة في السوق بعد الأنباء التي أفادت بأن "سيليكون فالي بنك" (Silicon Valley Bank) أصبح أبرز انهيار لمؤسسة مالية في الولايات المتحدة منذ ما يزيد على عشر سنوات، بعد تزايد القلق وسط قاعدة عملائه الراسخة من الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا فسارعت إلى سحب ودائعها. وبذلك أصبح البنك مؤسسة الإقراض الإقليمية الثانية التي تنهار هذا الأسبوع بعد أن أعلنت شركة "سيلفرغيت كابيتال كورب" (Silvergate Capital Corp) عن تصفية طوعية للبنك التابع لها.

انهيار "بنك سيليكون فالي" وفرض الحراسة على ودائعه

توقعات أسعار الفائدة

علاوة على ذلك، تتصاعد حالة التوتر قبل صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأسبوع المقبل، خاصة بعد تأكيد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مؤخراً أن تحركه نحو تطبيق وتيرة أسرع في تشديد السياسة النقدية سيعتمد على "البيانات الإجمالية".

قال بيتر فان دويجويرت من شركة "مان سولوشنز" (Man Solutions): "بدأنا الآن نشعر بتأثير سياسة التقشف الكمي على الأسواق والاقتصاد، ويبدو أن السوق تعود إلى توقع رفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل بعد أن كانت متيقنة تقريباً من رفعها بمقدار 50 نقطة أساس قبل بضعة أيام فقط. أما أسوأ سيناريو في الفترة القادمة فهو ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأسبوع المقبل بما يلوي ذراع بنك الاحتياطي الفيدرالي رغم الإشارات إلى مشكلات تواجه استقرار النظام المالي".

جيروم باول: لم نتخذ أي قرار بشأن تسريع وتيرة رفع أسعار الفائدة

يرجح متداولو عقود المقايضة الآن رفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية في مارس الجاري على احتمال رفعها بمقدار نصف نقطة مئوية. كذلك خفض هؤلاء المتعاملون توقعاتهم بشأن الذروة التي سيرفع إليها بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض- ومرة أخرى يراهنون على خفض سعر الفائدة من مستوى الذروة بحلول نهاية العام.

هروب المستثمرين إلى السندات

لم يكن رفع أسعار الفائدة في العام الماضي مقدمة لأن يصبح الاقتصاد معتدلاً في أدائه، لا يتوسع بسرعة زائدة ولا ينكمش بوتيرة أسرع مما ينبغي، بل كان مقدمة لـ"هبوط عنيف ومشكلات ائتمان"، بحسب ما كتب الاستراتيجيون في "بنك أوف أميركا" بقيادة مايكل هارتنت في مذكرة حول تدفقات أموال الصناديق تشير إلى أسبوع آخر من تجنب المستثمرين للمخاطرة في الأسواق.

سحب المستثمرون 500 مليون دولار من صناديق الاستثمار في الأسهم وضخوا 18.1 مليار دولار في الصناديق النقدية و8.2 مليار دولار في السندات، وفقاً لـ"بنك أوف أميركا"، استناداً إلى بيانات شركة "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global) خلال هذه الفترة حتى 8 مارس.

قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن النظام المصرفي بالولايات المتحدة "ما يزال قوياً" وإن الجهات التنظيمية "لديها أدوات فعالة" لمواجهة أي تطورات تتعلق بـ"سيليكون فالي بنك". قال وزير الخزانة السابق لورانس سومرز إن انهيار "سيليكون فالي بنك" لا ينبغي أن يشكل تهديداً للنظام المالي طالما تم تعويض المودعين والحفاظ على أموالهم.

بنك يغلق وآخر يتأرجح.. هل الولايات المتحدة أمام أزمة وشيكة؟

في تغريدة يوم الجمعة، قال محمد العريان، رئيس مجلس إدارة شركة "غرامرسي فاندس" (Gramercy Funds) وكاتب عامود في "بلومبرغ": "يمكن احتواء خطر العدوى والتهديد الهيكلي بسهولة من خلال الإدارة الدقيقة للميزانية وتجنب المزيد من أخطاء السياسة النقدية".

بعض التحركات الرئيسية في الأسواق:

الأسهم

  • انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.4% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.4%.
  • هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.1%.
  • سجل مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية هبوطاً بنسبة 1.4%.

العملات

  • انخفض مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" بنسبة 0.4%.
  • ارتفع سعر اليورو بنسبة 0.5% إلى 1.0639 دولار.
  • صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.8% إلى 1.2026 دولار.
  • سجل سعر الين الياباني ارتفاعاً بنسبة 1% إلى134.83 ين للدولار.

العملات المشفرة

  • انخفضت بتكوين بنسبة 1.2% إلى 19974.68 دولار.
  • هبطت إيثر بنسبة 1% إلى 1418.3 دولار.

السندات

  • عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات هبط بمقدار 22 نقاط أساس، مسجلاً 3.68%.
  • تراجع عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات 13 نقطة أساس 2.51%.
  • انخفض العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات 16 نقطة أساس إلى 3.64%.

السلع

  • أسعار خام غرب تكساس الوسيط ارتفعت بنسبة 1.1%، مسجلة 76.56 دولار للبرميل.
  • عقود الذهب المستقبلية ارتفعت بنسبة 2.1% إلى 1873.60 دولار للأونصة.

الأميركيتان