تداعيات انهيار "سيليكون فالي بنك" تتجاوز حدود التكنولوجيا وتصل مزارع الكروم

البنك كان داعماً بقوة للشركات الناشئة ومصانع النبيذ في شمال كاليفورنيا

المقر الرئيسي لمصرف "سيليكون فالي بنك" في سانتا كلارا، كاليفورنيا، الولايات المتحدة
المقر الرئيسي لمصرف "سيليكون فالي بنك" في سانتا كلارا، كاليفورنيا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وصلت الآثار المتتالية لواحدة من كبرى عمليات سحب الودائع من البنوك الأمريكية خلال أكثر من عِقد إلى مجموعة واسعة من الأعمال، إذ رفعت شركات، من بينها الشركات الناشئة حتى أصحاب مزارع الكروم أيضاً، راية الخطر ودقوا أجراس الإنذار.

انهار مصرف "سيليكون فالي بنك" (Silicon Valley Bank)، الذي كان يوماً ما المُفضل في النظام المالي في كاليفورنيا، سريعاً أمس الجمعة، غداة محاولة المستثمرين والمودعين إجراء عمليات سحب حجمها 42 مليار دولار.

كانت "روكو" و"ليندينغ كلوب" و"إيغر بيوفارم فارماسوتيكالز" من بين عشرات الشركات التي كشفت أنَّ لديها ودائع عالقة في البنك. وتظهر الأموال العالقة أنَّ مشكلات "سيليكون فالي بنك" تنتشر في شتى أنحاء النظام البيئي لوادي السيليكون، وتشكّل خطراً على الاقتصاد ككل.

وحذر وزير الخزانة السابق لورانس سامرز من أنَّه ستكون هناك عواقب "وخيمة" إذا لم تخطط الهيئات التنظيمية انتقالاً سلساً لــ"سيليكون فالي بنك". وقال "سامرز" في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "سيكون لذلك عواقب وخيمة على وادي السيليكون- وعلى اقتصاد قطاع رأس المال الجريء ككل، الذي كان مفعماً بالحيوية والنشاط- ما لم تتمكن الحكومة من ضمان أنَّ هذا الوضع سيجد طريقه إلى التسوية والحل".

صلات واسعة

اشتهرت "إس في بي فايننشال غروب"، الشركة الأم للبنك، بصلاتها مع الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الراسخة في كاليفورنيا وخارجها، التي أودع فيها العديد ملايين الدولارات. تعمل "المؤسسة الفيدرالية الأميركية للتأمين على الودائع" حالياً على تأمين تلك الودائع التي تصل قيمتها إلى 250 ألف دولار. وقال "سيليكون فالي بنك" في إفصاح لدى الهيئات التنظيمية إنَّ أكثر من 93% من الودائع المحلية لديه لم تكن مؤمنة بنهاية العام الماضي.

انهيار "سيليكون فالي بنك" وفرض الحراسة على ودائعه

قالت "روكو" لتكنولوجيا البث في إفصاح، أمس الجمعة، إنَّ نحو 26% مما لديها من النقد والنقد المكافئ كان مودعاً لدى "سيليكون فالي بنك"، مما يعادل نحو 487 مليون دولار. وقالت شركة "سوفي" إنَّ لديها آلية إقراض بقيمة 40 مليون دولار مقدمة من خلال "سيليكون فالي بنك"، التي "لا تتأثر" بالحراسة القضائية للمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع.

أما "إيغر" فقالت إنَّ "سيليكون فالي بنك" يحتفظ بنحو 8.3 مليون دولار من ودائعها.

وادي النبيذ

تأثيرات انهيار "سيليكون فالي بنك" تعدّت حدود وادي السيليكون، بل وصلت إلى مصانع النبيذ في شمال كاليفورنيا. فقد كان البنك مُقرضاً بارزاً لهذه الصناعة، كما أنَّ له فروعاً في مناطق مزارع الكروم في نابا وسانت هيلينا.

تراجعت أسهم "روكيت لاب يو إس إيه" (Rocket Lab USA) بعد أن قالت الشركة التي تصنّع الأقمار الصناعية الصغيرة وتطلقها إلى الفضاء إنَّ لديها ودائع في "سيليكون فالي بنك". وأضافت الشركة الناشئة، أمس الجمعة، في إفصاح أنَّ لديها نحو 38 مليون دولار في حساباتها بالبنك، أو نحو 7.9% مما لديها من النقد وما يعادله.

"سيليكون فالي بنك" يسابق الزمن لمواجهة سحب العملاء ودائعهم

في المقابل، قالت شركة "ليمونادا" للتأمين والمدعومة من "سوفت بنك غروب" إنَّ لديها أقل من 7000 دولار نقداً في البنك.

قالت عضوة مجلس النواب آنا إيشو، وهي ديمقراطية من كاليفورنيا تضم منطقتها أجزاء من وادي السيليكون، في منشور عبر "تويتر" إنَّ على المؤسسة الفيدرالية للتأمين أن "توفر المزيد من الوضوح للمودعين بشأن موعد سداد المدفوعات في المستقبل على المدى القصير، وكذلك وضع أموالهم على المدى الطويل".

الرواتب عالقة أيضاً

من ناحية أخرى، ربما تكون بعض الودائع العالقة في "سيليكون فالي بنك" مخصصة لكشوف الرواتب، وهو مصدر قلق أثاره الرئيس التنفيذي لشركة "واي كومبينيتور" (Y Combinator)، غاري تان، من بين آخرين. وقال في تغريدة على "تويتر" إنَّ انهيار "سيليكون فالي بنك" يمكن أن يمحو شركات ناشئة.

قالت جيني فيلدنغ، الشريكة المؤسسة والإدارية لشركة رأس المال الجريء "ذا فاند" (The Fund)، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "إذا كان لديك كشف رواتب وأنت (ودائعك) عالق في (سيليكون فالي بنك) وهذه الأموال- ربما يتوفر 250 ألف دولار يوم الإثنين- وكان لديك 50 موظفاً يكسبون 150 ألف دولار، فأنت تعاني من عجز يبلغ نحو 100 ألف دولار يوم الإثنين فقط، لذلك فالجميع متوتر للغاية".

كشفت شركة "فيميو" (Vimeo) وكذلك "ليندينغ كلوب" عن تعرضهما لمصرف "سيليكون فالي بنك" في أعقاب الانهيار.

قال "سامرز"، الأستاذ بجامعة هارفارد الذي يظهر في تلفزيون "بلومبرغ" مقابل أجر: "هناك العشرات، إن لم يكن المئات، من الشركات الناشئة التي كانت تخطط لاستخدام تلك الأموال لسداد رواتبها الأسبوع المقبل. إذا لم يتسن ذلك؛ فستكون العواقب وخيمة للغاية على نظام الابتكار لدينا".