انهيار أسهم "فيرست ريبابليك بنك" يضغط على البنوك المحلية بأميركا

أسهم المصرف خسرت أكثر من 60% من قيمتها في التعاملات المبكرة صباح اليوم الإثنين

أحد فروع "فيرست ريبابليك بنك" في نيويورك، الولايات المتحدة.
أحد فروع "فيرست ريبابليك بنك" في نيويورك، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كانت من المنتظر أن يتعزز أداء الأسهم الأميركية اليوم الإثنين بفعل الخطوات التي اتخذتها الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة بين عشية وضحاها، لتحقيق الاستقرار في النظام المالي، لكن بعض جهات السوق أشارت إلى أن تداعيات ما حدث لم تنته بعد.

رغم ارتفاع العقود المستقبلية لمؤشري "ستاندرد أند بورز 500" و"ناسداك"، ظلت الاضطرابات تعصف بمصرف "فيرست ريبابليك بنك"، الذي هوت أسهمه أكثر من 60% في التعاملات المبكرة صباح اليوم. وخسرت أسهم "باك ويست بانكورب" أكثر من 20%، فيما تراجعت أسهم "كولومبيا بنكينغ سيستم" 5%.

أكدت الأسهم التي توشك على الانهيار أنه حتى بعد اتخاذ الجهات التنظيمية الأميركية إجراءات طارئة، لا تزال بعض المناطق في القطاع المصرفي غير مستقرة، ويشعر المستثمرون بالقلق بشأن احتمال حدوث المزيد من الأزمات.

على نطاق أوسع، دعمت الإجراءات الحكومية الأسواق، رغم أن المكاسب التي تحققت في الأسواق الخارجية بدأت تتلاشى صباح يوم الإثنين في لندن.

الأسهم الأوروبية تتراجع

تراجعت الأسهم الأوروبية وسط الهبوط الذي شهدته أسهم القطاع البنكي، بعد موافقة بنك "إتش إس بي سي" على شراء ذراع "سيليكون فالي بنك" البريطانية.

مقابل جنيه استرليني واحد.. HSBC يستحوذ على ذراع "سيلكون فالي" البريطانية

شملت أكثر الأسهم انخفاضاً "فيرجن موني يو كيه" (Virgin Money UK) و"بانكو دي ساباديل" (Banco de Sabadell) و"كوميرز بنك" (Commerzbank). كما انخفض سهم "كريدي سويس" أكثر من 8%.

قال بنجامين غوي، المحلل في "دويتشه بنك": "بعد أزمة صناديق الاستثمارات المدفوعة بالالتزامات (LDI) في خريف 2022، نرى أن هذه حلقة أخرى تتأثر فيها أجزاء من النظام المالي ببدء التراجع عن سياسة البنك المركزي التيسيرية".

رغم تقديم الجهات التنظيمية الأميركية دعماً جديداً للبنوك، وصفه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي بأنه كبير بما يكفي لحماية الودائع البنكية في البلاد، كان الإعلان المفاجئ بإغلاق "سيغنتشر بنك" (Signature Bank) أبوابه بمثابة تذكِرة للمستثمرين أن حدوث مزيد من الاضطرابات لا يزال أمراً محتملاً، بين البنوك المحلية على الأقل.

مشكلات مماثلة

قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخزانة الأميركية إن بعض المؤسسات واجهت مشكلات مماثلة لتلك التي واجهها مصرف "سيليكون فالي بنك" المنهار.

ارتفعت أسهم أغلب البنوك الأميركية الضخمة، مثل "جيه بي مورغان" و"بنك أوف أميركا" و"ويلز فارغو". وفي الوقت نفسه، انخفضت أسهم "فيرست ريبابليك بنك" 60% رغم تأكيد البنك أنه يملك سيولة غير مستغلة تبلغ أكثر من 70 مليار دولار، لتمويل عمليات مرتبطة باتفاقات مع الاحتياطي الفيدرالي و"جيه بي مورغان".

"فيرست ريبابليك بنك" الأميركي يفقد 60% من قيمته رغم تأكيده موقف السيولة

تراجعت أسهم "باك ويست بانكورب" 25% في تعاملات ما قبل السوق.

تداعيات انهيار "سيليكون فالي بنك"

هبطت الأسهم الأميركية في نهاية الأسبوع الماضي، عندما انهار "سيليكون فالي بنك" فجأة في أكبر أزمة من نوعها منذ الأزمة المالية العالمية. ورفعت دورة التشديد، التي قام بها الاحتياطي الفيدرالي، أسعار الفائدة، ما جعل بعض البنوك تحتفظ بسندات لآجال طويلة هبطت قيمتها بشدة في الوقت نفسه الذي ارتفعت فيه تكاليف تمويلها.

قالت ماريا فيتمان، محللة استراتيجيات الأصول المتعددة في "ستيت ستريت غلوبال ماركتس" (State Street Global Markets): "يُرجح أن تظل السوق حذرة للغاية رغم تدخّل الجهات التنظيمية. هذا وضع صعب للاحتياطي الفيدرالي؛ فمن جهة، عليه الاستمرار في رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم، لكن عليه أيضاً حماية النظام المالي. يبدو أن الوضع ينطوي على خسارة لكل من الاحتياطي الفيدرالي والسوق".