أسهم "فيرست ريبابليك بنك" تفقد 78% من قيمتها

متعاملون يرونها إشارة على عدوى انهيار "سيليكون فالي بنك" بالقطاع المصرفي

فرع "فيرست ريبابليك بنك" في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة.
فرع "فيرست ريبابليك بنك" في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

امتدت التداعيات التي أعقبت انهيار "سيليكون فالي بنك" اليوم الإثنين، إذ فقدت أسهم "فيرست ريبابليك بنك" (First Republic Bank) 78% من قيمتها، على الرغم من الجهود التي يبذلها المُقرض الإقليمي الأميركي لطمأنة المستثمرين بشأن السيولة.

"فيرست ريبابليك بنك" الأميركي يفقد 60% من قيمته رغم تأكيده موقف السيولة

تسارع هبوط أسهم "فيرست ريبابليك بنك"، على الرغم من تأكيد البنك في بيان في وقت متأخر من يوم الأحد بأن لديه أكثر من 70 مليار دولار من السيولة غير المستغلة لتمويل العمليات عبر اتفاقيات ضمت الاحتياطي الفيدرالي و"جيه بي مورغان تشيس".

قال البنك: "إن قدرة الاقتراض الإضافية من الاحتياطي الفيدرالي، واستمرار الوصول إلى التمويل عبر بنوك قروض الإسكان الفيدرالية، إلى جانب القدرة على الحصول على تمويل إضافي من (جيه بي مورغان)، تعزز، وتعمل على تنويع، موقف السيولة الحالي للمصرف".

فشلت هذه التأكيدات في إقناع المستثمرين في ظل اندفاع العديد بحثاً عن الملاذات الآمنة في الديون الأميركية والألمانية، مما يؤكد المخاوف بشأن احتمال أن تكشف زيادات أسعار الفائدة عن مخاطر خفية في أماكن أخرى.

تراجعت أسهم البنوك الأوروبية على الرغم من أن المحللين بما في ذلك في "دويتشه بنك" و"سيتي غروب" قالوا إن أزمة "سيليكون فالي بنك" لم يكن لها تأثير يُذكر على توقعاتهم للمقرضين في المنطقة الذين حققوا مؤخراً أرباحاً قوية.

محللون: انهيار "سيليكون فالي بنك" لن يؤثر على بنوك أوروبا

وأشار البيان الصادر عن البنك أيضاً إلى توافر مزيد من السيولة من خلال تسهيل الإقراض الجديد التابع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

جاء هذا البيان بعد تعرّض سيولة البنك لضغوط -شأنه في ذلك شأن بنوك محلية أخرى- بعد انهيار الوحدة المصرفية التابعة لمجموعة "إس في بي فاينانشيال" (SVB Financial Group) ووضعها تحت الحراسة القضائية يوم الجمعة.

تحركات أوروبية

وفي المملكة المتحدة، تعمل "إتش إس بي سي هولدينغز " (HSBC Holdings) على شراء ذراع "إس في بي" في البلاد، بعد عطلة نهاية أسبوع صعبة استكشف فيها الوزراء والمصرفيون طرقاً مختلفة لتجنب انهيار وحدة "سيليكون فالي بنك".

في سياق مواز، جمّدت هيئة التنظيم المالي الألمانية فرع مصرف "سيليكون فالي بنك" في البلاد. وقالت الهيئة الاتحادية للرقابة المالية في بيان إنه لن يُسمح لفرع "سيليكون فالي بنك ألمانيا" (Silicon Valley Bank Germany) ببيع الأصول أو إجراء مدفوعات لأنه مُعرّض لخطر عدم القدرة على الوفاء بالتزاماته للدائنين.

أوضحت الهيئة أن عمليات البنك في ألمانيا ليست كبيرة ولا تشكل مخاطر نظامية. فقد بلغ حجم الميزانية العمومية للمؤسسة التي يقع مقرها في فرانكفورت، 789.2 مليون يورو (842.3 مليون دولار) في نهاية العام الماضي، كما أنها لا تقبل الودائع، وفقاً للهيئة التنظيمية.

من جهة أخرى، تراجعت أسهم "كريدي سويس غروب" بنسبة 15% صباح يوم الإثنين، دون توافر أي دليل على وجود صلة واضحة بأزمة "سيليكون فالي بنك". علماً بأن المقرض السويسري المضطرب يمر في خضم عملية إصلاح معقدة ويكافح للاحتفاظ بأموال العملاء وسط شكوك بشأن عودته إلى الربحية.

وتجدر الإشارة إلى أنه قبل انهيار "إس في بي"، رأى المحللون في "بلومبرغ إنتليجنس" أن "فيرست ريبابليك بنك" مؤهل لتحقيق نمو أفضل في القروض وجودة الأصول مقارنة بنظرائه، بسبب تركيزه على الأفراد ذوي الملاءة المالية المرتفعة في الأسواق المتحضرة ولديه "ثقافة ائتمانية متحفظة".