كيف تقرأ الأسواق تحركات "الفيدرالي" لإنقاذ مودعي "سيليكون فالي"؟

خبراء استراتيجيون يتوقعون تحسن ثقة المستثمرين بفضل برنامج التمويل لأجل

مبنى "مارينر إس إيكلس" مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بالولايات المتحدة.
مبنى "مارينر إس إيكلس" مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بالولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يؤثر بشدة إفلاس مصرف "سيليكون فالي بنك" وعمليات إنقاذ الحكومة لمودعيه على رهانات السوق على كافة الأصعدة بداية من الاقتصاد وصولاً إلى توقعات أسعار الفائدة الأميركية.

هرع المسؤولون للحد من حالة الذعر إزاء سلامة النظام المالي الأميركي عن طريق التعهد بتوفير الحماية لأموال المودعين بصورة كاملة ومنح قروض لمدة سنة واحدة للمصارف بشروط أيسر مما هو معتاد. ينبغي أن يدعم ذلك ثقة المستثمرين في الأجل القريب، لكنه سيسفر بوجود مخاطر أخلاقية في الأجل البعيد، بحسب أفراد بالسوق.

نستعرض فيما يلي رأي المستثمرين والاستراتيجيين إزاء طريقة تأثير التطورات الأخيرة على الأسواق:

دعم ثقة المستثمرين

بريا ميسرا، الرئيسة العالمية لوحدة استراتيجية أسعار الفائدة في شركة "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities):

"حتى لو بيع سيليكون فالي بنك، فستستمر المخاوف حيال السيولة النقدية وموقف رأس المال في النظام المصرفي. يمنح برنامج التمويل المصرفي لأجل (BTFP) الجديد سيولة مالية للمصارف ويتعين أن يؤدي دوراً كبيراً على صعيد المساهمة في تعزيز ثقة المستثمرين. نتوقع أن تتدهور معايير الإقراض المصرفي أكثر، ما يفاقم المخاطر السلبية. نحافظ على مركز شرائي لسندات الخزانة الأميركية فئة استحقاق 10 أعوام، رغم أننا نتوقع أن يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي حملة رفع أسعار الفائدة جراء صعود معدلات التضخم في الولايات المتحدة. نتوقع زيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال مارس الجاري وبلوغ سعر الفائدة النهائي 5.75%".

مخاطر أخلاقية

مايكل إيفري، وبن بيكتون، خبيران استراتيجيان في مصرف "رابوبنك"

"إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يساند حالياً أي فرد يتعرض لمشكلات في الأصول أو أسعار الفائدة، فإنه عملياً يسمح بتيسير كبير للأوضاع المالية علاوة على مخاطر أخلاقية متفاقمة. تتمثل الانعكاسات على السوق في تسارع انخفاض الفائدة على السندات قصيرة الأجل أكثر من طويلة الأجل على أساس الرأي القائل بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيركز بشدة قريباً على ترتيب قروض لمدة سنة واحدة من خلال برنامج التمويل لأجل بالعائد الذي ستبلغه بالنهاية أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية، وقد يكون تسارع انخفاض الفائدة على السندات طويلة الأجل أكثر من قصيرة الأجل في حال ظن المستثمرون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيمكن معدلات التضخم بأن تصبح أكثر تجذراً عن طريق قراراته".

لا توجد ضمانات

بول أشوورث، كبير خبراء الاقتصاد في أميركا الشمالية في "كابيتال إيكونوميكس"

"يُعد منطقياً أن يكون هذا كافياً لمنع انتشار أي عدوى وانهيار مصارف أكثر، وهو ما يمكن أن يقع فجأة بلحظة واحدة خلال العصر الرقمي. لكن دائماً ما يرتبط حدوث العدوى بخوف غير منطقي، لذلك نؤكد أنه ليس هناك أية ضمانات بأن الأمر سيجدي نفعاً".

وقف الفيدرالي زيادة أسعار الفائدة

جان هاتزيوس وفريق خبراء في "غولدمان ساكس غروب"

«في ظل الضغوطات التي وقعت مؤخراً على النظام المصرفي الأميركي، لم نعد نتوقع أن ترفع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أسعار الفائدة في اجتماعها المقرر 22 مارس الجاري مع وجو حالة عدم يقين هائلة إزاء مسار السياسية النقدية فيما بعد مارس".

موجة صعود

إريكا نجاريان، محللة في شركة "يو بي إس سيكيوريتيز"

«نعتقد أنه قد يحدث صعود كبير" لأسهم مصارف أميركية، وقد يواصل عملاؤنا الانتقال لأسهم ذات نوعية جيدة، والتي من المفارقات أنها ضخمة بدرجة لا يمكن السماح بفشلها ولكنها تخضع لإجراءات تنظيمية حالياً تلزمها بتوفير كميات هائلة من السيولة المالية ورأس المال وتحديداً هي "جيه بي مورغان" و"بنك أوف أميركا" و"ويلز فارغو".

ضغوطات الدولار الأميركي

جون برومهيد، خبير استراتيجي في مصرف "أستراليا أند نيوزيلندا بانكينغ غروب"

"ينبغي أن يسهم مقدار وسرعة استجابة السياسة النقدية في الحد من المخاوف داخل النظام المصرفي. على غرار أزمة المعاشات التقاعدية في المملكة المتحدة خلال شهري سبتمبر أو أكتوبر الماضيين، استطاع صناع السياسة النقدية السيطرة بطريقة فعالة على المخاطر وتفادي أي نوع من الأحداث التي تحمل مخاطر مرتبطة بالمنظومة المالية. نرى صعوداً بسعر صرف العملات الحساسة للمخاطر على إثر ذلك، ما يُعد عاملاً سلبياً بالنسبة للدولار الأميركي. أعتقد أننا قد نشاهد ضغوطات أكثر على الدولار الأميركي، حتى لو تبددت المخاوف المتعلقة بالأنظمة المالية".