واصلت الأسهم الآسيوية انخفاضها يوم الثلاثاء، مدفوعة بضعف الأسهم المالية، حيث استمرت تداعيات انهيار "سيليكون فالي بنك" في الارتداد عبر الأسواق العالمية.
هبط مؤشر الأسهم الآسيوية 1.7% صوب أدنى إغلاق منذ أوائل يناير، فيما كانت الأسهم المالية العائق الأكبر حيث يقيم المستثمرون المخاطر في القطاع. فقد سجل مؤشر (KBW) لقطاع البنوك الأميركية يوم الاثنين أكبر انخفاض له منذ بداية جائحة "كوفيد-19"، ما يبرز المخاطر المرتبطة بالقطاع.
ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين بأكثر من 15 نقطة أساس، لكنه ظل أقل بشكل ملحوظ من مستويات أواخر الأسبوع الماضي، بعد أن سجل أكبر تراجع لمدة ثلاثة أيام منذ يوم الإثنين الأسود في أكتوبر 1987 في نهاية التعاملات الأميركية يوم أمس.
تراجعت عائدات السندات الحكومية النيوزيلندية لأجل عامين بأكثر من 20 نقطة أساس، كما هو الحال مع عائد السندات الأسترالية لأجل ثلاث سنوات. وكذلك انخفض عائد السندات اليابانية لأجل خمس سنوات إلى أدنى مستوى منذ أوائل ديسمبر.
ارتفع مؤشر قوة الدولار بنسبة 0.2% بعد محو مكاسبه للعام يوم الاثنين، وسط إعادة تسعير لتوقعات أسعار الفائدة.
يقوم متداولو عقود المقايضات الآن بتسعير احتمالات أقل من 60% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع ربع نقطة مئوية أخرى في وقت لاحق من هذا الشهر.
قالت ماري مانينغ، مديرة المحفظة العالمية في شركة "ألفينيتي لإدارة الاستثمار" (Alphinity Investment Management)، لتلفزيون بلومبرغ: "المخاطرة الأكبر في الأسواق هي توجهات السياسة النقدية.. هناك صعوبة في السيطرة على التضخم مع معالجة حقيقة وجود حالة من عدم الاستقرار في النظام المصرفي".
قال الاقتصاديون ومديرو الأصول في أكبر صندوق سندات مُدار بنشاط في العالم من شركة "باسيفك إنفستمنت مانجمنت" (Pacific Investment Management)، إن الاحتياطي الفيدرالي قد يأخذ قسطاً من الراحة بشأن رفع أسعار الفائدة بعد انهيار "سيليكون فالي بنك"، فيما اتخذ الاقتصاديون في "نومورا" خطوة أخرى إلى الأمام، قائلين إن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض سعر الفائدة المستهدف الأسبوع المقبل.
يتطلع المتداولون إلى تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأميركي في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، بحثاً عن إشارات قد تؤدي إلى مزيد من التحولات في الرهانات على الخطوة التالية للاحتياطي الفيدرالي.
قال أندرو تيشهرست، كبير الاقتصاديين بشركة "نومورا أستراليا المحدودة" لتلفزيون بلومبرغ: "إذا كانت قراءة مؤشر أسعار المستهلك متوافقة مع الإجماع أو لم تكن أسوأ من الإجماع، فيمكن أن تهدّئ روع السوق، ولكن إذا حصلنا على رقم أكبر، فإن كل الرهانات ستكون خارج الطاولة.. هذا من شأنه أن يضع بنك الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب حقاً، لأن البيانات ستقول إنك بحاجة إلى رفع أسعار الفائدة، بينما لدينا مخاطر تتعلق بالاستقرار المالي في الجانب الآخر".
أغلق مؤشر "ستاندر آند بورز 500" يوم الاثنين منخفضاً بنسبة 0.2%، بعد تقلبه بين المكاسب والخسائر، وسط تردي أداء أسهم البنوك، بينما ارتفع مؤشر "ناسداك 100" الحساس للسياسة النقدية بنسبة 0.8%، وهو التراجع الأكبر في أكثر من أسبوع.
دفعت تداعيات انهيار بنك "إس في بي" الرئيس جو بايدن إلى الوعد بتنظيم أقوى للمقرضين الأميركيين، مع طمأنة المودعين بأن أموالهم آمنة.
وفي مكان آخر من الأسواق، انخفضت أسعار النفط قبل بيانات التضخم، حيث استمرت تداعيات أكبر انهيار لبنك أميركي منذ عام 2008 في الانتشار في الأسواق المالية، لتنخفض أسهم الطاقة الآسيوية، وكذلك انخفض الذهب بعد ارتفاعه في الجلسات الثلاث السابقة، حيث تحول المتداولون إلى أصول الملاذ الآمن.
الأسهم
العملات
العملات المشفرة
السندات
السلع