الأسهم الأميركية تتخلص من توترات السوق.. وأسعار السندات تنخفض

رسم بياني لأداء بنك "وادي السليكون" في بورصة نيويورك يوم 10 مارس 2023
رسم بياني لأداء بنك "وادي السليكون" في بورصة نيويورك يوم 10 مارس 2023 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت أسعار سندات الخزانة في تعاملات الثلاثاء، وارتفعت الأسهم الأميركية مع مراهنة المتعاملين على أن أسوأ مراحل الأزمة المصرفية قد عبرت.

استرد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" كثيراً من مكاسبه التي فقدها في نهاية جلسة منتصف اليوم، بعد اصطدام مقاتلة روسية بطائرة أميركية بدون طيار مما أضعف نشاط السوق في بداية التداول. وسجل مؤشر "ناسداك 100"، الذي يعطي وزناً كبيراً لأسهم التكنولوجيا، أعلى مكاسبه في يوم واحد منذ 6 أسابيع.

ارتفاع أسهم البنوك الذي سبب ارتياحاً في السوق كان محدوداً، وقد أنهي مؤشر القطاع المصرفي "كيه بي دبليو بنك" (KBW Bank Index) جلسة التداول مرتفعاً بنسبة 3.2%. وأكدت ملاحظات وكالات التصنيف الائتماني حول قطاع المال على ضعف مشاعر الثقة بعد أن اهتزت الأسواق نتيجة أكبر انهيارات في البنوك الأميركية منذ الأزمة المالية العالمية.

خفضت "وكالة موديز لخدمات المستثمرين" نظرتها المستقبلية للقطاع في أعقاب ثلاثة انهيارات مصرفية خلال الأيام القليلة الماضية. وشهد مصرف "فيرست ريبابليك بنك" وقف التداول على أسهمه نتيجة التقلبات الحادة بعد أن وضعت وكالة "إس أند بي غلوبال ريتينغز" البنك تحت المراقبة السلبية بسبب احتمال خفض التصنيف.

قفز عائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى 4.3% - بعد تهاويه على مدى ثلاثة أيام بأعلى نسبة منذ عقود وسط الاضطرابات - إذ أظهرت البيانات أن معدل التضخم ظل مرتفعاً في شهر فبراير. ومرة أخرى، يتوقع المتعاملون على عقود المقايضة أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. وتراجعت احتمالات الزيادة إلى ما يقرب من 50-50 يوم الإثنين.

ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% في فبراير، متواكبا مع توقعات الاقتصاديين. أما مؤشر أسعار المستهلك الأساسي الذي تتم مراقبته عن كثب - ويستبعد أسعار الغذاء والطاقة – فقد ارتفع بنسبة 0.5%، متجاوزاً قليلاً متوسط تقديرات الاقتصاديين الذي بلغ 0.4%.

تسارع التضخم يضع "الفيدرالي" في مأزق بعد انهيار "سيليكون فالي"

مواجهة التضخم في بيئة خطرة

قالت ليز يونغ، رئيسة استراتيجية الاستثمار في شركة "سوفي" (SoFi): "حالة السوق ليست مستقرة في الوقت الحالي، ولا تستطيع أن تحسم تماماً في أي اتجاه يفترض أن تسير، ويبدو أننا لم نعد نميز بين ما هو جيد وما هو سيئ، ففي نهاية يوم أمس، حاولت السوق أن تراهن على نتائج مؤشر أسعار المستهلك، ثم أعلنت نتائج المؤشر ومازلنا عالقين في هذه المنطقة بين الجنة والنار".

توقع توم إساي، المتعامل السابق لدى بنك "ميريل لينش"، ومؤسس النشرة البريدية "ذي سفنس ريبورت" (The Sevens Report)، أن تدفع البيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي في مساره الصحيح لرفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في الأسبوع المقبل.

وكتب إساي: "في ضوء مشكلة القطاع المصرفي، فإن هذا التقرير ليس سيئاً إلى الدرجة التي تعيد إلى الطاولة احتمال رفع الفائدة 50 نقطة أساس، ولكن إذا أراد الاحتياطي الفيدرالي الحفاظ على مصداقيته في مواجهة التضخم، فهذا التقرير يدفعه إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى الأسبوع المقبل دون تلميح إلى أنه انتهى من ذلك".

قال إيان لينغن، استراتيجي أسعار الفائدة في شركة "بي إم أو كابيتال ماركيتس" (BMO Capital Markets): "بشكل عام، إذا أخذنا في اعتبارنا بيانات التضخم منفصلة عن غيرها من الظروف فإنها قد تشير إلى أن رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل أمر مفروغ منه. غير أن أزمة البنوك الإقليمية للأسف تترك قرار السياسة النقدية في الأسبوع القادم غامضاً ومبهماً حتى تتضح الصورة بدرجة أكبر حول مدى النجاح في وقف امتداد العدوى إلى القطاع المصرفي من (سيغنتشر) و(سيليكون فالي بنك)".

ما الذي تفعله أميركا لتجنب أزمة في قطاع البنوك؟ ولماذا؟

على صعيد آخر، واصلت أسعار النفط انخفاضها، وتراجع الذهب بعد ارتفاعه في الجلسات الثلاث السابقة، مع تحول المتعاملين إلى الأصول الآمنة.

تعليقات إضافية من وول ستريت

  • بيتر شاتويل، رئيس استراتيجيات التداول الكلية في بنك "ميزوهو إنترناشيونال" (Mizuho International):

"رغم أن رقم التضخم الأساسي على أساس شهري أعلى من المتوقع، فربما لا يكفي ذلك لدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تبني موقف متشدد في الاجتماع المقبل. لذلك فإن الأصول الخطرة ربما تستطيع أن تجد مجالاً للحركة، إذ يحتمل أن يطرح بنك الاحتياطي الفيدرالي خيار التيسير في الاجتماع القادم، إذا شعر صناع السياسة النقدية أن النظام المصرفي يحتاج إلى ذلك".

  • وولف فون روتبرغ، استراتيجي الأسهم في بنك "جيه سافرا ساراسين" (Bank J. Safra Sarasin):

"رقم مؤشر أسعار المستهلك لا يغير قواعد اللعبة. بعد أحداث الأسبوع الماضي، لا يرجح أن يقرر البنك المركزي رفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس، كما أن قراءة التضخم الأساسي التي جاءت أقوى قليلاً من المتوقع تنفي تكهنات توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن زيادة سعر الفائدة. إن البنك المركزي في طريقه إلى رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل. وينبغي أن تنتعش الأسهم إلى حد ما بعد أن صارت مواقف البنك أكثر قابلية للتنبؤ في الوقت الحالي. غير أن تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على الاقتصاد بدأ يظهر الآن ومن المرجح أن يصبح أكثر وضوحاً بمرور الوقت".

دورة التشديد تقترب من نهايتها مع هبوط عوائد السندات دون تكلفة الاقتراض

  • سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في "هارغريفز لانسداون" (Hargreaves Lansdown):

"ربما يشعر صناع السياسة النقدية بأنهم مجبرون على التوقف مؤقتاً عن رفع أسعار الفائدة، رغم دلائل ارتفاع معدل التضخم وأنه ما يزال يشكل خطراً، فهم لا يريدون أن يلقى عليهم اللوم في تطور الأمور إلى وضع أسوأ. وفي حين أن البنوك الصغيرة مازالت مضغوطة، فهناك مخاوف من أن تصبح البنوك الكبيرة أكثر عزوفاً عن المخاطرة في الإقراض، مما قد يدفع الاقتصاد إلى أزمة أشد".

  • جيمس آثي، مدير الاستثمار في "أبردن" (Abrdn):

"ما تزال الأسعار في أسواق الأسهم مرتفعة على أساس أن المستقبل وردي، وهو أمر يتضح أنه خيالي يوماً بعد آخر. أنا متأكد من أن عدم وجود عمليات بيع كثيفة في أسواق أسعار الفائدة سيريح البعض، ولكن الحقيقة هي أن سندات الخزانة تستشعر ما تتجاهله الأسهم صدفة أو عن قصد - وهذا النوع من التقشف النقدي في مثل هذا الموقف الاستثنائي هو أمر سيئ لا لبس فيه لنظام شديد الضعف والهشاشة".

  • بريان نك، رئيس استراتيجية الاستثمار في شركة "نوفين" (Nuveen):

"إن كل 24 ساعة تمر دون أن تحدث مشكلة أخرى في الوقت الحالي، وربما للأسبوع المقبل أو نحو ذلك، لها تأثير إيجابي ومشجع، وقد تساهم في ارتفاع أسعار الأسهم في جميع القطاعات. غير أن هذا لا يعني أننا سنتجاوز هذه الأزمة، على افتراض أننا رأينا أسوأ ما فيها، دون أن يصيبنا مكروه. وهذه إشارة إلى ضرورة رفع الفائدة 25 نقطة أساس".

  • تشارلز هيبورث، مدير الاستثمار في شركة "جي إيه إم إنفستمنتس" (GAM Investments):

"مازال هناك ما يبرر استمرار السياسة التقشفية، أو على الأقل هذا ما يريد بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يذكره على الأرجح. وهو ما يضعه في موقف حرج. وربما لا يريد المستثمرون رفع أسعار الفائدة وسط الاضطرابات في القطاع المصرفي. ومع ذلك، فإن التوقف المؤقت عن زيادة الفائدة ربع نقطة مئوية في الأسبوع المقبل يؤخر فقط ما لا مفر منه".

"بلاك روك": "الفيدرالي" سيواصل رفع الفائدة رغم أزمة البنوك

بعض التحركات الرئيسية في الأسواق:

الأسهم

  • ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.7% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
  • قفز مؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.3%.
  • صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.1%.
  • سجل مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية ارتفاعاً بنسبة 0.9%.

العملات

  • انخفض مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" بنسبة 0.1%.
  • لم يشهد سعر اليورو تغييراً يذكر عند مستوى 1.0741 دولار.
  • الجنيه الإسترليني لم يتغير بنسبة تذكر عن مستوى 1.2178 دولار.
  • سجل سعر الين الياباني هبوطاً بنسبة 0.7% إلى134.15 ين للدولار.

العملات المشفرة

  • قفزت بتكوين بنسبة 3.4% إلى 25052.27 دولار.
  • ارتفعت إيثر بنسبة 3% إلى 1722.92 دولار.

السندات

  • عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات ارتفع بمقدار 9 نقاط أساس، مسجلاً 3.66%.
  • تقدم عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات 16 نقطة أساس إلى 2.42%.
  • صعد العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات 12 نقطة أساس إلى 3.49%.

السلع

  • أسعار خام غرب تكساس الوسيط انخفضت بنسبة 4.3%، مسجلة 71.56 دولار للبرميل.
  • عقود الذهب المستقبلية هبطت بنسبة 0.4% إلى1908.50 دولار للأونصة.

الأميركيتان