"تيك توك" تدرس الانفصال عن "بايت دانس" إذا فشل اتفاقها مع أميركا

الشركة الصينية تهدف إلى معالجة المخاوف الأميركية المتعلقة بمخاطر الأمن القومي

شعار تطبيق "تيك توك" يظهر على شاشة هاتف ذكي
شعار تطبيق "تيك توك" يظهر على شاشة هاتف ذكي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تدرس قيادة "تيك توك" (TikTok) إمكانية الانفصال عن "بايت دانس" (ByteDance)، الشركة الأم الصينية، في إطار سعيها إلى معالجة المخاوف المتعلقة بمخاطر الأمن القومي في الولايات المتحدة.

تعتبر هذه الخطوة التي قد تؤدي إلى بيع الشركة أو طرحها للاكتتاب العام، الملاذ الأخير، الذي يجب ترقبه في حال لم تتم الموافقة على اقتراح الشركة الحالي مع مسؤولي الأمن القومي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، رفضوا الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات. وحتى ذلك الحين، سيتعين على الحكومة الصينية الموافقة على مثل هذه الصفقة، وفقاً للمصادر.

مطالبة في الكونغرس الأميركي بإزالة "تيك توك" من متاجر "أبل" و"غوغل"

يمكن تقييم أعمال "تيك توك" في الولايات المتحدة بما يتراوح بين 40 و50 مليار دولار بناءً على تطور وسائل التواصل الاجتماعي وعوامل أخرى، وفقاً لمحللي "بلومبرغ إنتليجنس"، منديب سينغ، وداميان ريميرتز.

حماية بيانات المستخدمين

تخضع "تيك توك" للتدقيق بسبب ملكيتها الصينية، حيث يخشى المسؤولون الأميركيون من أنَّها قد تؤدي إلى التلاعب أو تجسس الحكومة الصينية على بيانات المستخدمين الأميركيين -وهي مخاوف تسعى "تيك توك" للتخفيف من حدّتها- إذ وافقت الشركة التي تخضع لمراجعة الأمن القومي من قبل لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة العام الماضي، على تنفيذ تعديلات عدّة في خطة أطلق عليها اسم "مشروع تكساس".

يتضمن الاقتراح تعيين شركة "أوراكل" (Oracle) الأميركية العملاقة للتكنولوجيا، وتكليفها بتولي بيانات المستخدمين الأميركيين ومراجعة برامجها، وتعيين مجلس رقابة يتألف من ثلاثة أشخاص معتمدين من الحكومة. ويشار إلى أنَّ الكثير من هذه التحركات يجري حالياً العملعليها بالفعل.

"الشيوخ الأميركي" بصدد إقرار حظر "تيك توك" بدعم من بايدن

توقفت "سفيوس" (Cfius)، وهي لجنة متعددة الوكالات ومعنية بالأمن القومي عن عملية المراجعة، تاركةً "تيك توك" في حيرةٍ فيما إذا كانت خططها كافية لمواصلة عملها في الولايات المتحدة، وفقاً للمصادر.

لم يُبدِ أعضاء اللجنة من وزارة العدل الأميركية أي استعداد لقبول اقتراح "تيك توك"، وفقاً لأشخاص آخرين مطلعين على الأمر.

من جهته، قال بروك أوبرويتر، المتحدث باسم "تيك توك": "لا حظر (تيك توك)، ولا فصل التطبيق عن شركته الأم قد يساهمان في التخفيف من مخاوف الأمن القومي بشأن نقل بيانات المستخدمين". وأضاف: "بموجب مشروع تكساس، سيُحتفظ ببيانات مستخدمي (تيك توك) الأميركيين، وفقاً لمعايير أمان أعلى بكثير من أي شركة أميركية مماثلة".

رأي "بلومبرغ إنتليجنس":

إدراج أعمال "تيك توك" في الولايات المتحدة يمكن أن يجلب تقييماً للشركة يتراوح بين 40 و50 مليار دولار، من خلال تطور وسائل التواصل الاجتماعي الحالية، ونمو الشركة الأعلى مقارنةً بـ(ميتا) و(سناب تشات)، و(بنترست) (Pinterest)، وفقاً لتقديراتنا بعد أن ذكرت "بلومبرغ نيوز" أنَّ قيادة "تيك توك" تدرس انفصالها عن "بايت دانس".

لا نعتقد أن هناك شركة تكنولوجيا كبيرة قد تهتم بشراء "تيك توك"، لكنَّ تركيز "مايكروسوفت" على "بينغ" (Bing) و "تشات جي بي تي" (ChatGPT) قد يؤدي إلى زيادة الاهتمام بإضافة منصة فيديو مثل "تيك توك" للتنافس مع "يوتيوب" التابع لـ"ألفابيت"، خصوصاً إذا فشلت صفقة "مايكروسوفت أكتيفيشن" (Microsoft-Activision).

_ مانديب سينغ وداميان رايمرتز، محللان في "بلومبرغ إنتليجنس"

أداة مراقبة

تواجه "تيك توك" أيضاً سلسلة من التشريعات المحتملة في الكونغرس الأميركي، يفرض بعضها الانفصال عن الشركة الأم، إذ اقترح المشرعون -الذين يشعرون بالقلق إزاء مشاركة التطبيق بيانات المستخدمين مع الحكومة الصينية أو من استخدامه كأداة تأثير من قبل الصين- مشاريع قوانين متعددة بدعم من الحزبين، تدعو إلى حظر تطبيق مشاركة الفيديو أو بيعه.

كندا تنضم لأميركا والاتحاد الأوروبي في حظر استخدام موظفيها لـ"تيك توك"

في هذا الإطار، طُلب من شوزي تشيو، الرئيس التنفيذي للشركة، الإدلاء بشهادته أمام لجنة في مجلس النواب الأسبوع المقبل حول ممارسات خصوصية وأمن بيانات التطبيق، وعلاقة الشركة بالحزب الشيوعي الصيني.

استثمار شركة أبوظبي للذكاء الاصطناعي

مع دخول استثمار شركة أبوظبي للذكاء الاصطناعي "جي 42" (G42)، بلغ تقييم شركة "بايت دانس" نحو 220 مليار دولار، بحسب ما ذكرت "بلومبرغ نيوز" بشكل منفصل، وهو أقل بكثير من التقييم المحدد عند 300 مليار دولار عندما نفّذت الشركة برنامج إعادة شراء الأسهم الأخير.

"بلومبرغ": أبوظبي تشتري حصة في الشركة الأم لـ"تيك توك"

قال أشخاص مطلعون على الصفقة إنَّ مجموعة "جي 42" التي يرأسها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان استحوذت في الأشهر الأخيرة على حصة بالشركة الصينية من مستثمرين حاليين تزيد قيمتها على 100 مليون دولار، من خلال صندوق "42 إكس" (42X).

اشترى صندوق آخر بعد فترة وجيزة، حصصاً في "بايت دانس" تقيّم الشركة أيضاً بـ225 مليار دولار، وفق ما قاله شخص طلب عدم الكشف عن هويته لخصوصية المعلومات.