أزمة أخرى و"فرصة" جديدة للعملات المشفرة

عطلة نهاية الأسبوع وفّرت دروساً بالغة الأهمية حول الارتباط الوثيق بين النظام المالي التقليدي والعملات المشفرة

رسم توضيحي لرموز العملات المشفرة
رسم توضيحي لرموز العملات المشفرة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في هذا الإصدار من النشرة الإخبارية لـ"بلومبرغ كريبتو"، يسرد مايكل بي ريغان تفاصيل عطلة نهاية أسبوع مليئة بـ"الفرص":

العمل من أجل عطلة نهاية الأسبوع

كثيراً ما يقال إن كل أزمة هي فرصة بحد ذاتها. وفقاً لهذا المنطق، لم تكن سوق العملات المشفرة سوى "أرض الفرص" خلال العام الماضي.

بالنسبة لعشاق العملات المشفرة، كانت الأزمة الأخيرة التي ضربت قطاع الخدمات المصرفية الأميركية بمثابة فرصة أخرى غير متوقعة. أولاً، عادت من جديد قصة بداية "بتكوين" التي ظهرت في أعقاب الأزمة المالية العالمية: وهي أنها بديل مفضل وأكثر استدامة مقارنة بالنظام المصرفي التقليدي، كما أنها محصنة من نوع الذعر الذي أصاب "سيليكون فالي بنك" الأسبوع الماضي، الذي أدى إلى حدوث ثاني أكبر انهيار بنك على الإطلاق.

مع ذلك، كان هناك مزيد من الدقة في الفرص المتاحة في هذه الأزمة، بعيداً عن عودة نقاط نقاش "متطرفي بتكوين". هذا لأنه، على عكس الأسواق الأخرى التي تمنح الجميع فرصة لالتقاط أنفاسهم يومي السبت والأحد، تُتداول العملات المشفرة على مدار الساعة، سبعة أيام في الأسبوع.

"بتكوين" تمر بأسوأ أسبوع منذ انهيار "إف تي إكس"

لذا، مع بدء عطلة نهاية الأسبوع الماضية مصحوبةً بلغز مصير إيداعات عملاء مصرف "سيليكون فالي بنك"- بما في ذلك نحو 3.3 مليار دولار لدعم العملة المستقرة لشركة "سيركل إنترنت فاينانشيال" (Circle Internet Financial)، التي تحمل رمز "يو إس دولار كوين" (USDC)- تمكن متداولو العملات المشفرة من التدخل في الوقت الذي كانت فيه العملة من المفترض أن تكون دائماً مربوطة بـ1 دولار تُباع مقابل 85 سنتاً.

على وجه التحديد، بالنسبة لأولئك العاملين في التمويل اللامركزي الذين اقترضوا "يو إس دولار كوين"، وعملة مستقرة أخرى غير مربوطة تدعى "دي أيه آي" (DAI)، كانت هذه فرصة لاقتناص تلك العملات وسداد ديون بأكثر من ملياري دولار بخصم إجمالي يبلغ نحو 105 ملايين دولار، كما ذكر الموقع الإخباري الإلكتروني "أكسيوس" (Axios)، نقلاً عن تقديرات من "فليبسايد كريبتو" (Flipside Crypto).

دروس من الأزمة

هناك بعض الدروس المستفادة من هذه القصة. أحدها هو أنه بغض النظر عن كل الحديث عن بناء نظام مالي جديد ومحسّن، فإن بعض أهم ركائز العملات المشفرة لا تزال مرتبطة بشكل وثيق بالنظام التقليدي. لذا، يمكن للتطورات في أحدهما أن ترتد بسرعة كبيرة إلى النظام الآخر.

ما عليك سوى أن تسأل المستثمرين الذين يحملون أسهماً تدهورت قيمتها في "سيلفرغيت كابيتال كورب"، و"سيغنتشر بنك" (Signature Bank) "الصديقين للعملات المشفرة"، الذين تبخرت حيازاتهم مع تصفية تلك البنوك. أو عملاء المملكة المتحدة في بورصة "بينانس"، التي علّقت خدمات الإيداع والسحب عبر التحويلات المصرفية ومدفوعات البطاقات بعد أن توقف شريك محلي لها عن تقديم الدعم للمعاملات بالجنيه الإسترليني.

"بينانس" توقف عمليات السحب والإيداع لعملائها في المملكة المتحدة

الدرس الآخر هو لأولئك الذين تخلصوا من "يو إس دولار كوين" بسعر 85 سنتاً من الدولار يوم السبت، ربما ناسين أو غير مدركين أنه بينما قد يتم إغلاق النظام المالي التقليدي في عطلة نهاية الأسبوع، يميل "الاحتياطي الفيدرالي" إلى العمل لساعات إضافية يومي السبت والأحد عندما تكون هناك مشكلات تستوجب الحل السريع.

بعبارة أخرى، أحياناً تكون الفرصة التي تخلقها الأزمة هي فرصة لجعل الموقف أسوأ. وهذه ليست طريقة مناسبة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.

مراقبة سعر "بتكوين"

تجاوز سعر "بتكوين" مستوى 26,000 دولار للمرة الأولى منذ يونيو، حيث عاد الهدوء إلى الأسواق المالية واكتسبت الروايات القديمة حول العملة المشفرة حياة جديدة.

يقول ماركو ليم، مدير تنفيذي لصندوق تحوط عملات مشفرة: "اختفى أكبر بنكين صديقين للعملات المشفرة... لقد مررت بالعديد من الأزمات".

وفي الوقت نفسه، يتسابق مستثمرو وشركات الأصول الرقمية لبناء علاقات مصرفية جديدة بعد انهيار ثلاثة بنوك أميركية صديقة للعملات المشفرة.