الأسهم الأميركية ترتفع بعد إنقاذ البنوك.. وقفزة في عوائد السندات

أحد فروع "فيرست ريبابليك بنك" في سانتا مونيكا، بولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة
أحد فروع "فيرست ريبابليك بنك" في سانتا مونيكا، بولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أنهت الأسهم الأميركية تعاملات الخميس مرتفعة بعد تأمين حزمة إنقاذ لمصرف "فيرست ريبابليك بنك" (First Republic Bank)، الأمر الذي أطلق موجة انتعاش في أسهم البنوك الإقليمية المأزومة. وانخفضت سندات الخزانة الأميركية بعد أن رفع "البنك المركزي الأوروبي" سعر الفائدة، معززاً الرهان على أن نظيره في الولايات المتحدة سيرفع الفائدة على أرصدته أيضاً في اجتماع الأسبوع القادم.

مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" سجل أعلى نسبة ارتفاع له في يوم واحد منذ يناير، بعد موافقة البنوك الكبرى في الولايات المتحدة على المساهمة بمبلغ 30 مليار دولار في صورة ودائع لبنك "فيرست ريبابليك". وكانت أسهم البنك الإقليمي قد انخفضت بنسبة تجاوزت 60% في وقت سابق من الأسبوع الحالي، وسط تكهنات المستثمرين بأن يفلس ويلحق باثنين من البنوك الإقليمية البارزة، بعد أن انهارا وفجرا هذه الأزمة في الأسبوع الماضي.

"المركزي الأوروبي" يرفع الفائدة 50 نقطة أساس إلى 3.5% متماشياً مع التوقعات

أغلق مؤشر البنوك الإقليمية مرتفعاً في جلسة الخميس، غير أنه مازال منخفضاً بما يزيد على 20% في مارس. وقفز مؤشر "ناسداك 100"، الذي يعطي وزناً نسبياً أكبر لأسهم التكنولوجيا، بنسبة 2.7%، مسجلاً أعلى مستوى له منذ شهر. وقال توني ويلش، رئيس شؤون الاستثمار في شركة "سيغنتشر إف دي" (SignatureFD)، إن أسهم التكنولوجيا أصبحت شديدة الحساسية لحركة أسعار الفائدة.

أضاف ويلش: "عندما يصبح تحقيق نمو اقتصادي أمراً نادراً، فإننا نحتاج إلى أن نلتفت إلى الصناعات والقطاعات التي تحقق نمواً، وقطاع التكنولوجيا هو قطعاً واحد من القطاعات التي يمكن أن تصبح أفضل قاطرة للنمو".

تأثير خطة الإنقاذ

في نفس الوقت، قال آرت هوغان، رئيس استراتيجية السوق في شركة "بي رايلي ويلث مانجمنت" (B. Riley Wealth Management) إن تصريحات وزيرة الخزانة جانيت يلين المعدة سلفاً، والتي أدلت بها في "الكابيتول هيل" يوم الخميس، "أثرت بصورة إيجابية بتعزيز الثقة في النظام المصرفي".

وعن البنوك الكبرى التي تقدمت لمساعدة البنك الإقليمي، قال هوجان: "هي الرغبة في رؤية القطاع الخاص وهو يقدم الدعم والمساندة، ومن المرجح أن يكون ذلك هو أول دعم يقدم الآن من بنوك كبرى تتمتع بمراكز مالية قوية ستقدم العديد من حزم الدعم الأخرى للبنوك التي ربما أضعفت ميزانياتها العمومية".

تأتي أنباء إنقاذ مصرف "فيرست ريبابليك بنك" بعد أن حقق شريان الحياة الذي مدته الجهات التنظيمية السويسرية الليلة الماضية استقراراً لمجموعة "كريدي سويس غروب"، فتراجعت مخاوف السوق من أن تؤدي أزمة المجموعة المصرفية الأوروبية إلى أزمة مركبة في تلك المنطقة.

"كريدي سويس" يقترض 54 مليار دولار من "المركزي السويسري" لاستعادة الثقة

وألغيت فكرة دمج البنك قسراً مع مجموعة "يو بي إس غروب" المنافسة والأكبر حجماً، يوم الخميس، وأنهت شهادات الإيداع الدولية لـ"كريدي سويس" جلسة التداول دون تغيير، في حين استمرت تكلفة التأمين على ديون البنك السويسري في الارتفاع.

قالت ميرا بانديت، استراتيجية السوق العالمية في شركة "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت"، على تلفزيون بلومبرغ: "لا ينبغي أن ترتفع السوق بنسبة كبيرة استناداً إلى رد الفعل الإيجابي نسبياً لحقيقة أننا نستخدم بعض الدعم والمساندة. فما تزال بعض المخاطر من التصحيح قائمة لأننا لا نعرف ما سيؤول إليه الوضع الحالي".

زيادة أسعار الفائدة

تستوعب الأسواق أيضاً رفع "البنك المركزي الأوروبي" سعر الفائدة وتعليقات رئيس البنك التي توقع فيها أن يظل التضخم مرتفعاً للغاية لفترة طويلة جداً. ومن المتوقع أن يرفع "مجلس الاحتياطي الفيدرالي" أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الأسبوع المقبل. وقد ترتب على زيادة احتمالات اتخاذ هذه الخطوة عودة عوائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى الارتفاع متجاوزة 4%، رغم أنها مازالت أقل مما كانت عليه قبل أسبوع واحد فقط.

الأوراق المالية الحكومية تأرجحت خلال الجلسة مع ارتفاع العوائد في نهاية المطاف.

ارتفعت أسهم شركة "فيديكس كورب" (FedEx Corp) في تعاملات ما بعد الجلسة، حيث تجاوزت أرباح شركة التوصيل التقديرات، وتحسنت توقعاتها المستقبلية لهذا العام.

يمكن أن يؤدي التأثير الثلاثي الفصلي - أي انتهاء صلاحية العقود الآجلة على المؤشر، وخيارات مؤشر الأسهم وخيارات الأسهم - إلى زيادة التقلبات في تعاملات الجمعة.

تتجه كل الأنظار الآن إلى اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، حيث يناقش المتعاملون ما إذا كان البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة. وتشير تقديرات السوق إلى أن البنك سيتحول قريباً ويبدأ في خفض أسعار الفائدة هذا العام.

"الفيدرالي" يدرس تشديد قواعد البنوك بعد انهيار 3 مصارف

أظهرت بيانات يوم الخميس انخفاض طلبات إعانة البطالة لأول مرة بأكثر من تقديرات المحللين الأسبوع الماضي، في حين جاءت أعمال بناء المساكن وتصاريح البناء متجاوزة للتوقعات، مما يؤكد قوة الاقتصاد التي سمحت لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بتشديد السياسة النقدية بقوة خلال العام الماضي.

كتب لويس نافلييه، رئيس شؤون الاستثمار في شركة "نافلييه آند أسوشيتس" (Navellier & Associates)، في نشرته البريدية اليومية: "يبدو أن البنوك المركزية مستعدة لزيادة المشكلات التي يسببها رفع أسعار الفائدة من أجل معالجة التضخم"، وهو يرى أن زيادة سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي "اختبار" يستبق اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي المقبل.

وقال: "مع بقاء جميع العوامل الأخرى ثابتة، فإن زيادة قيود وتكاليف الإقراض ترفع من مخاطر ركود الاقتصاد. توقع الكثير من التقلبات على المدى القريب وكن حذراً مع استمرار هذه الأزمة المصرفية".

بعض التحركات الرئيسية في الأسواق:

الأسهم

  • ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.8% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
  • صعد مؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.7%.
  • تقدم مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.2%.
  • سجل مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية ارتفاعاً بنسبة 1.3%.

العملات

  • هبط مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" بنسبة 0.3%.
  • تقدم سعر اليورو بنسبة 0.3% إلى 1.0614 دولار.
  • ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.5% إلى 1.2118 دولار.
  • لم يسجل سعر الين الياباني تغييراً يذكر عن مستوى133.47 ين للدولار.

العملات المشفرة

  • ارتفعت بتكوين بنسبة 2.5% إلى 25003.38 دولار.
  • صعدت إيثر بنسبة 1.8% إلى 1683.68 دولار.

السندات

  • عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات تقدم 11 نقطة أساس، مسجلا 3.57%.
  • صعد عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات 16 نقطة أساس إلى 2.29%.
  • ارتفع العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات 10 نقاط أساس إلى 3.43%.

السلع

  • أسعار خام غرب تكساس الوسيط ارتفعت بنسبة 0.7%، مسجلة 68.09 دولار للبرميل.
  • عقود الذهب المستقبلية انخفضت بنسبة 0.4% إلى 1924.40 دولار للأونصة.

الأميركيتان