ودائع إنقاذ "فيرست ريبابليك بنك" تفشل في تهدئة مخاوف المستثمرين

الودائع البالغة قيمتها 30 مليار دولار من البنوك الكبرى لا تشتري سوى الوقت.. والمخاوف ما تزال قائمة

شعار "فيرست ريبابليك بنك" أمام فرع المصرف في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة
شعار "فيرست ريبابليك بنك" أمام فرع المصرف في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تجنّب مصرف "فيرست ريبابليك بنك" الانهيار المحتمل بعد أن وافقت مجموعة من المؤسسات المالية الكبرى على ضخ 30 مليار دولار في صورة ودائع لدى المُقرض. لكنَّ ضخ السيولة ليس سوى حل قصير الأجل، كما أنَّ المستثمرين غير راضين.

ما زال البنك الذي يقع مقره في سان فرانسيسكو، بحاجة إلى التحرك بسرعة لإيجاد طريقة للبقاء مستقلاً، أو إبرام صفقة استحواذ. ويتضمن الاتفاق الذي تم عقده مع 11 مقرضاً، بما في ذلك "بنك أوف أميركا" و"سيتي غروب" و"جيه بي مورغان" و"ويلز فارغو"، ودائع بأجل أوّلي تبلغ 120 يوماً.

"فيرست ريبابليك" يستعد للحصول على ودائع "إنقاذ" بقيمة 30 مليار دولار

قال آرثر ويلمارث، الأستاذ الفخري في كلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن، في مقابلة: "ربما ترى السوق أنَّ الودائع الجديدة البالغة قيمتها 30 مليار دولار التي يتم ضخها ربما تكون قد أوقفت سحوبات الموّدعين، لكنَّها لم تضف أي أسهم جديدة للبنك.. يعلم المساهمون أنَّهم بالتأكيد في خطر".

تراجعت أسهم "فيرست ريبابليك بنك" بنسبة 27% صباح اليوم الجمعة، ثم عمّقت خسائرها متراجعة 33% إلى 23.30 دولار في أواخر تعاملات في نيويورك.

سحب 109 مليارات دولار

قال أرنولد كاكودا، محلل قطاع البنوك لدى "بلومبرغ إنتليجنس"، إنَّ ما زاد من مخاوف السوق هي حقيقة أنَّ "فيرست ريبابليك" استغل خط سيولة من الاحتياطي الفيدرالي بما يصل إلى 109 مليارات دولار في الأيام التي سبقت إنقاذه من قبل البنوك الكبرى. وأوردت "بلومبرغ نيوز" في وقت سابق من هذا الأسبوع أنَّ المصرف يدرس الخيارات الاستراتيجية المتاحة، بما في ذلك البيع.

"فيرست ريبابليك بنك" يستكشف خياراته الاستراتيجية.. وأسهمه تواصل الانزلاق

قال كاكودا: "لذلك؛ ربما تكون هذه الودائع التي تبلغ قيمتها 30 مليار دولار من البنوك الكبرى لا تشتري سوى الوقت، لكنَّ المخاوف ما تزال قائمة".

رفض ممثل عن البنك التعليق.

لجأ المحللون إلى الاستقراء من البيانات التي قدّمها "فيرست ريبابليك" للوقوف على كيفية تغير وضعه المالي بشكل دقيق في الأيام القليلة الماضية. قدّرت "جيفريز فايننشال غروب" (Jefferies Financial Group) تدفقات الودائع الخارجة المحتملة عند 89 مليار دولار.

توزّع الودائع

قال البنك في بيان صدر في وقت متأخر يوم الخميس إنَّ الودائع المؤمّن عليها "ظلت مستقرة" بين نهاية العمل يوم 8 مارس و15 مارس. وأضاف: "تباطأت تدفقات الودائع الخارجة اليومية إلى حد كبير".

ووفقاً لإيداع في ديسمبر؛ كان لدى البنك ما يقرب من 119 مليار دولار من الودائع غير المؤمّن عليها بنهاية العام الماضي، أي ما يزيد قليلاً على 67% من إجمالي ودائعه البالغة 176 مليار دولار.

في غضون ذلك، خفض المحللون توصياتهم تجاه البنك. قلّص ديفيد شيافيريني، المحلل في "ودباش" (Wedbush)، توصيته بشأن أسهم البنك إلى "محايدة"، قائلاً إنَّه من الصعب "التوصل إلى سيناريو واقعي تتبقى منه قيمة لحاملي الأسهم العادية في (فيرست ريبابيلك بنك)" في حالة بيعه.

الصحة المالية لـ"فيرست ريبابليك"

من جهته، قال إريك كومبتون، المحلل الاستراتيجي في "مورنينغ ستار" إنَّه في حين تبدو الودائع البالغة 30 مليار دولار إيجابية؛ فإنَّها تؤكد أيضاً بعض أسوأ المخاوف بشأن الصحة المالية للبنك.

وكتب كومبتون اليوم الجمعة:" قبل هذه الأحداث، لم نكن نعرف على وجه اليقين ما إذا كان (فيرست ريبابليك بنك) قد شهد بالفعل سحباً حقيقياً للودائع، أو ربما كان المصرف قادراً على الحفاظ على قاعدة ودائعه سليمة نسبياً.. ولكنَّ الإفصاحات التي قدمها البنك بشأن ضخ السيولة الأخير تزيل كل الشكوك حول حدوث خروج كبير للودائع".

قال محللو "إيفرسكور" (Evercore) بقيادة جون بانكاري في مذكرة بحثية في وقت متأخر من يوم الخميس، إنَّ "ضخ الودائع يسمح للبنك بالصمود يوماً آخر، لكنَّه من المحتمل أن يكون حلاً مؤقتاً، لا سيما بالنظر إلى أجلها البالغ 120 يوماً".

"فيرست ريبابليك" يتخصص في الخدمات المصرفية الخاصة، وقد أسس امتياز إدارة الثروات بأصول تبلغ قيمتها نحو 271 مليار دولار. يقول أولئك الذين يراقبون أزمات البنك إنَّ ذلك يساعد في أن يكون هدفاً جذاباً ومحتملاً للاستحواذ.

قال جون أليسون، الرئيس السابق لشركة "بي بي آند تي كورب" (BB&T Corp)، وهي شركة اندمجت مع "صن تراست بنك" (SunTrust Banks) في 2019 لإنشاء "ترويست فايننشال كورب" (Truist Financial Corp): "لم يكن أبداً بنكاً تقليدياً.. إنَّه في سوق جيدة جداً، ولديه حصة سوقية جيدة جداً. فتخطى مرحلة ودائع الدخل المرتفع. ويكمن العيب لكونها غير مؤمّن عليها".