أسهم التكنولوجيا بأميركا تسجل أفضل أسبوع في 2023 وسط أزمة البنوك

متداولون يعملون في قاعة تداول بورصة نيويورك بتاريخ 27 فبراير 2023 في مدينة نيويورك.
متداولون يعملون في قاعة تداول بورصة نيويورك بتاريخ 27 فبراير 2023 في مدينة نيويورك. المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أسهم التكنولوجيا هي المستفيد من أسبوع مضطرب للأسواق العالمية وسط تصاعد القلق من أن الاضطرابات التي تهز القطاع المصرفي ستدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود.

ارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 5.8% مسجلاً أفضل أسبوع له منذ شهر نوفمبر، رغم هبوطه في تعاملات يوم الجمعة، حيث اقتنص المستثمرون أسهمهم المفضلة في قطاع التكنولوجيا، بما فيها أسهم "مايكروسوفت" و"ألفابت"، رهاناً على أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفف سياسة التقشف النقدي.

في مقابلة عبر الهاتف، قالت كيلي بوغدانوفا، نائبة الرئيس ومحللة المحافظ في شركة "آر بي سي ويلث مانجمنت" (RBC Wealth Management): "إن أداء هذه الأسهم كان قوياً منذ بداية العام، وواضح أن كثيراً من التقلبات والاضطرابات حالياً تتركز في أسهم المؤسسات المالية، وربما تتدفق أموال المستثمرين حالياً على أسهم التكنولوجيا. وبالنظر إلى قطاع التكنولوجيا ككل، نجد أن قيم الأسهم انخفضت بنسبة كبيرة، خاصة في قطاع الاتصالات، وقد تعرضت هذه الأسهم لضربة قوية في نهاية العام الماضي".

حقق مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" أيضاً مكاسب أسبوعية بنسبة 1.4%، رغم أن أسهم البنوك دفعته إلى الهبوط بنسبة 1.1% في تعاملات الجمعة.

أسهم المؤسسات المالية كانت الأسوأ أداءً على المؤشر مع تهاوي سهم "فيرست ريبابليك بنك" بنسبة تجاوزت 70% على مدى الأسبوع، وهو أحدث البنوك الأميركية التي ضربتها الأزمة، وذلك رغم أن البنوك الكبرى دفعت إليه بطوق النجاة يوم الخميس.

ودائع إنقاذ "فيرست ريبابليك بنك" تفشل في تهدئة مخاوف المستثمرين

"كريدي سويس" يعزز الأزمة

أضاف إلى أزمات القطاع بنك "كريدي سويس غروب" بعد أن نشرت وكالة رويترز تقريراً أفاد بأن أربعة بنوك كبرى على الأقل، من بينها "دويتشه بنك"، خفضت تعاملاتها مع البنك السويسري المأزوم. وانخفض مؤشر البنوك الإقليمية بنسبة 15% خلال الأيام الخمسة الماضية.

قالت بوغدانوفا: "عندما يقع حادث عنيف يؤثر على النظام المالي، تستغرق الأسواق عادة أكثر من بضعة أيام حتى تتعامل مع آثاره وتخرج منه، ولا نستطيع استبعاد آثار أخرى لهذه الضربة".

عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، التي تتسم بحساسية خاصة تجاه السياسة النقدية، هبط بما يزيد على 20 نقطة أساس للجلسة السابعة على التوالي، مع إعادة المتعاملين تقييم الرهان على رفع أسعار الفائدة. وانخفضت عوائد السندات على امتداد المنحنى يوم الجمعة بعد قراءة أضعف من المتوقعة في تقديرات معدل التضخم. وتراجع مؤشر الدولار الأميركي.

تضافرت جهود البنوك، بما فيها "جيه بي مورغان تشيس" و"سيتي غروب" في استعراض موقفها الداعم لمصرف "فيرست ريبابليك بنك" يوم الخميس، ورغم أن محاولة الإنقاذ عززت ثقة المستثمرين، فإن المستثمر الملياردير بيل أكمان كان من بين من تشككوا في قدرة ذلك الدعم على وقف الأزمة.

المستثمرون يبحثون عن الأمان في الذهب مع تدهور الثقة بسبب أزمة "كريدي سويس"

في الوقت نفسه، اقترضت البنوك الأميركية مجتمعة 164.8 مليار دولار من برنامجين للاحتياطي الفيدرالي لتقديم الدعم والمساندة خلال الأسابيع الأخيرة، في إشارة إلى تصاعد أزمة التمويل في أعقاب انهيار مصرف "سيليكون فالي بنك".

سياسة نقدية عنيفة

إدوارد مويا، محلل أسواق أول في شركة "أواندا" (Oanda) كتب أن: "دورة رفع أسعار الفائدة التي يقوم عليها الاحتياطي الفيدرالي تحقق أثرها التقشفي فعلاً، والآن أصبحت آفاق النمو الاقتصادي قاتمة في ضوء زيادة مخاطر الحاجة إلى إنقاذ البنوك ومعايير ائتمانية أشد تقشفاً وصرامة. سيكون الأسبوع القادم أسبوعاً صاخباً حيث لا تعرف الأسواق هل سيواصل الاحتياطي الفيدرالي سياسة التقشف النقدي، أو أنه سيقرر التوقف عن ذلك في ضوء الأزمة المصرفية التي شهدناها في الأسبوع الحالي".

تستوعب الأسواق أيضاً رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وقد مهدت رئيسة البنك كريستين لاغارد الطريق أمام استمرار التقلبات العنيفة في سوق السندات على ارتفاعها في الفترة المتبقية من هذا العام عبر التأكيد على أن الأزمة في القطاع المصرفي، وكذلك مؤشرات الأداء الاقتصادي، هي التي ستوجه قرارات أسعار الفائدة مستقبلاً، بينما يحاول المتعاملون توقع موعد انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة.

تراوحت مراهنات السوق على اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في 21-22 مارس بين الرهان على رفع الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، أو الرهان على توقف البنك مؤقتاً عن زيادة الفائدة لأول مرة منذ ما يزيد على عام. عقود المقايضة على مؤشر الفائدة لليلة واحدة تراهن حالياً بنسب تقترب من 50-50 على رفع الفائدة ربع نقطة مئوية في الأسبوع القادم.

انقسام وول ستريت

ما زالت وول ستريت منقسمة حول الاتجاه الذي ينبغي أن يسير فيه البنك المركزي، وقالت أنستازيا أموروسو، رئيسة استراتيجية الاستثمار في "آي كابيتال" (iCapital)، لتلفزيون "بلومبرغ"، إن الثقة في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع الفائدة 25 نقطة أساس لن تبلغ "ذلك المدى".

قالت أموروسو: "على البنك أن يتوقف عن رفع الفائدة، إن أهم إشارة تعزز الثقة هي أن يقول البنك إن تحركه يتناغم مع الأزمة، وإنه يريد وقتاً كافياً حتى يتأكد أنه يتبنى سياسة صحيحة قبل أن يستأنف دورة زيادة أسعار الفائدة. وبالنسبة لي، هذا هو أفضل نهج يتبعه".

لا يتوقع معهد "بلاك روك إنفستمنت إنستيتوت" (BlackRock Investment Institute) أن تردع الشروخ التي ضربت قطاع المال البنوك المركزية عن رفع أسعار الفائدة إلى مستوى أعلى من أجل احتواء التضخم. بل يتوقع أن يذهب البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي إلى "أقصى مدى ممكن حتى يفصلا حملات مواجهة التضخم عن تدابير التعامل مع مشكلات البنوك وحماية النظام المالي"، وفق مذكرة كتبها فريق من محللي "بلاك روك".

جاك مانلي، استراتيجي السوق العالمية في شركة "جيه بي مورغان إنفستمنت مانجمنت" (JPMorgan Investment Management) يتوقع أن يقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي نوعاً من التأجيل في الأسبوع القادم بما يساعد الأسواق على "تنفس الصعداء".

وقال مانلي لتلفزيون "بلومبرغ": "إن الاستقرار المالي أهم من مواجهة التضخم، فسوف يواجه الاحتياطي الفيدرالي صعوبة بالغة في بث السياسة النقدية في مفاصل نظام مصرفي محطم".

ارتفعت بتكوين إلى أعلى مستوى لها منذ شهر يونيو وسط موجة صعودية عامة للعملات المشفرة، شهدت أيضاً ارتفاع عملات "إيثر" و"سولانا" و"بولكادوت". وسجل النفط أسوأ أسبوع له منذ بداية العام الحالي، وارتفعت أسعار الذهب.

بعض التحركات الرئيسية في الأسواق:

الأسهم

  • انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.1% في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
  • هبط مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.5%.
  • تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.2%.
  • سجل مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية هبوطاً بنسبة 0.6%.

العملات

  • هبط مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" بنسبة 0.3%.
  • تقدم سعر اليورو بنسبة 0.5% إلى 1.0662 دولار.
  • ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.5% إلى 1.2170 دولار.
  • صعد سعر الين الياباني بنسبة 1.3% إلى 131.99 ين للدولار

العملات المشفرة

  • ارتفعت بتكوين بنسبة 8.6% إلى 26885.52 دولار.
  • صعدت إيثر بنسبة 5.3% إلى 1747.32 دولار.

السندات

  • عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات تراجع 15 نقطة أساس إلى 3.42%.
  • خسر عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات 18 نقطة أساس، مسجلاً 2.11%.
  • انخفض العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات 14 نقطة أساس إلى 3.28%.

السلع

  • أسعار خام غرب تكساس الوسيط انخفضت بنسبة 3.1%، مسجلة 66.23 دولار للبرميل.
  • عقود الذهب المستقبلية ارتفعت بنسبة 3% إلى 1998.30 دولار للأونصة.

الأميركيتان