أسعار السلع تتراجع تحت وطأة أزمة البنوك

النفط يتقهقر لأدنى مستوياته منذ ديسمبر 2021.. والذهب يتخطى 2000 دولار للأوقية

شاحنة قلابة تحمل خام النحاس في منجم  إردينيت، منغوليا
شاحنة قلابة تحمل خام النحاس في منجم إردينيت، منغوليا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واصلت السلع التعرّض للضغط على الرغم من تدخّل السلطات في عطلة نهاية الأسبوع لاحتواء أزمة مصرفية أدت إلى موافقة "يو بي إس غروب" على الاستحواذ على "كريدي سويس غروب"، فضلاً عن تحرّك البنوك المركزية لدعم سيولة الدولار.

انخفض النفط، إذ هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى ما دون 65 دولاراً للبرميل ليصل إلى أدنى مستوى منذ أواخر 2021، فيما تراجع النحاس أيضاً بعد فشله في التمسك بمكاسبه المبكرة.

صعد الذهب -الذي استفاد من الاضطرابات المصرفية وارتفع 6.5% الأسبوع الماضي- ليتخطى مستوى 2000 دولار للأوقية لأول مرة منذ نحو عام، مما يشير إلى استمرار قوة الطلب على الملاذات الآمنة.

خاسرون كثر وفائز واحد من استحواذ "يو بي إس" على "كريدي سويس"

بعد أن سجّل رقماً قياسياً العام الماضي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، فقدَ مؤشر "بلومبرغ" للسلع الأساسية أكثر من ربع قيمته بسبب المخاوف من التباطؤ العالمي، وزيادة أسعار الفائدة، وعمليات البيع الضخمة في الغاز الطبيعي التي أدت إلى تراجع المقياس. أدت اضطرابات القطاع المصرفي -التي شملت الانهيار السريع لعديد من البنوك الأميركية والأزمة اللاحقة في "كريدي سويس"- إلى تعميق التراجعات، على الرغم من أن الذهب كان المستفيد.

أزمة ثقة

ووسط أزمة الثقة التي تهدد بالانتشار عبر الأسواق المالية، توسّطت الحكومة السويسرية في صفقة "كريدي سويس" خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك ضمان الخسائر المحتملة من الأصول التي سيستحوذ عليها "يو بي إس". وعلى الجانب الآخر، أعلن الاحتياطي الفيدرالي وخمسة بنوك مركزية أخرى عن اتخاذ إجراءات منسّقة لتعزيز السيولة في ترتيبات مقايضة الدولار الأميركي.

قال ييب جون رونغ، استراتيجي الأسواق لدى "آي جي آسيا" (IG Asia) في سنغافورة: "لا يزال المشاركون غير مقتنعين تماماً بما إذا كانت التحركات الأخيرة التي اتخذتها السلطات يمكن أن تحتوي على مزيد من التداعيات المصرفية". وألمح ييب إلى أن المستثمرين يتساءلون الآن عما إذا كانوا سيشترون في أوقات الهبوط.

الأسعار:

  • سعر مزيج برنت تسوية مايو هبط 3.2% ليصل إلى 70.63 دولار للبرميل في بورصة أوروبا للعقود الآجلة في الساعة 7:04 صباحاً في لندن.
  • يُتداول خام غرب تكساس الوسيط منخفضاً 3.3% عند 64.56 دولار للبرميل.
  • النحاس انخفض 0.5% ليصل إلى 8.536 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، بعد أن تراجع بأكثر من 3% الأسبوع الماضي.
  • ارتفع سعر الذهب الفوري 0.8% ليسجل 2,004.28 دولار للأوقية.

جاء تراجع السلع على الرغم من الانتعاش الاقتصادي السريع للصين بعد أن تخلى المسؤولون عن سياسة "صفر كوفيد" في أواخر العام الماضي. خفضت بكين كمية السيولة النقدية التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها احتياطياً لدى البنك المركزي الأسبوع الماضي لدعم الإقراض وتعزيز الانتعاش.

سيتوقف مسار أسعار المواد الخام هذا الأسبوع في الغالب على كيفية استيعاب تفاصيل أنباء صفقة "كريدي سويس" بالكامل، وكذلك على نتيجة اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتحديد سعر الفائدة المنتظر يوم الأربعاء.

على الرغم من أن صانعي السياسة النقدية الأميركية قد أشاروا إلى عزمهم رفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس لاحتواء التضخم الذي لا يزال عنيداً قبل اندلاع الأزمة المصرفية، فإنّ مراقبي السوق يتوقعون الآن إقرار زيادة أقل، أو ربما حتى الإبقاء على أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل.

في بيان صدر نهاية الأسبوع، قال بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية المشاركة إنهم سيزيدون وتيرة عمليات الاستحقاق البالغة سبعة أيام من أسبوعياً إلى يومياً. وأوضحوا أن الترتيبات الجديدة ستكون بمثابة "دعامة سيولة مهمة لتخفيف الضغوط في أسواق التمويل العالمية".

قال وانغ رونغ، المحلل في "غوتاي جونان فيوتشرز" (Guotai Junan Futures) في شنغهاي: "صفقة (يو بي إس - كريدي سويس) ترفع المعنويات في جميع الأسواق، على الرغم من أن المستثمرين لا يزالون يراقبون بحذر تطور الأزمة المصرفية".