"بلومبرغ إن إي إف": استهلاك الفحم سيبلغ ذروته العام المقبل

توليد الطاقة الكهربائية من الفحم شهد ارتفاعاً ملحوظاً في كل من العامين الماضيين

آلة ضخمة تعمل فوق كومة ضخمة من مخزونات الفحم في جيانغسو، الصين.
آلة ضخمة تعمل فوق كومة ضخمة من مخزونات الفحم في جيانغسو، الصين. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المتوقع أن يبلغ الاستهلاك العالمي للفحم ذروته بحلول العام المقبل، في ظل تحويل استراتيجيات الاقتصاد والمناخ العالم نحو الطاقة النظيفة، لكن العديد من العوامل المجهولة قد يحدد مدة استمرار استهلاك الوقود الأحفوري الأكثر تلويثاً، وفقاً لـ"بلومبرغ إن إي إف" (BloombergNEF).

شهد توليد الطاقة الكهربائية من الفحم ارتفاعاً ملحوظاً في كل من العامين الماضيين، في ظل مواجهة الصين والهند نقصاً حاداً في إمدادات الكهرباء وسعي أوروبا إلى استبدال إمدادات الغاز الطبيعي الروسي. وضعت "بلومبرغ إن إي إف" نموذجاً لسيناريوهين -أحدهما اقتصادي بحت والآخر مدفوع بسياسات للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050- وكلاهما يشهد ارتفاع الطلب على الفحم إلى مستوى قياسي خلال العام المقبل قبل أن يشهد تراجعاً.

سوق الفحم تترقب المزيد من الضغوط وسط حظر للواردات من روسيا

في كلا السيناريوهين، قد يؤثر عدد من العوامل المجهولة على مدى بطء أو سرعة تراجع استهلاك الوقود الأحفوري. قد يشمل ذلك الطلب الأقوى من المتوقع على الكهرباء، والاحتجاجات الواسعة على فقدان وظائف التعدين والضغط من أصحاب المصانع. كما تُعتبر سياسات الطاقة النظيفة في الصين، والدعم الاقتصادي لتحولات الطاقة في الدول الفقيرة والأسعار عوامل رئيسية أخرى.

الضغط على الإمدادات

تتوقع "بلومبرغ إن إي إف" استمرار استهلاك الفحم حتى منتصف القرن، في ظل السياسات الصارمة وصولاً إلى صافي انبعاثات صفرية، حيث سينخفض الطلب عليه في مجال الكهرباء بنحو 70% من ذروته المتوقع بلوغها عام 2024 ليصل إلى 1.5 مليار طن سنوياً، وقد يتطلب الأمر وجود محطات مجهزة بأنظمة احتجاز الكربون لالتقاط الانبعاثات. كما سيتطلب ذلك استثمارات ضخمة في مجال التكنولوجيا، التي كافحت لإثبات قدرتها على العمل تجارياً على نطاق واسع.

تجاوز إنتاج الفحم الطلب على مدى العامين الماضيين، حيث رفعت أكبر شركات التعدين في الصين والهند الإنتاج للمساعدة في مكافحة نقص إمدادات الكهرباء. وأدى ذلك إلى زيادة في المخزونات بحلول نهاية عام 2022، خاصة في الصين.

العودة إلى الفحم كبدت العالم ثمناً فادحاً في أزمة المناخ

يسلط التقرير الضوء على بعض العقبات التي قد تُواجهها تجارة الفحم الحراري المشحونة عبر البحر. ورغم ارتفاع الإنتاج للاستخدام المحلي في الصين والهند، خفّض عمال المناجم في الدول المصدرة التي شملت أستراليا والولايات المتحدة استثماراتهم تجنباً للوقوع في الأصول العالقة. قد يؤدي ذلك بالتالي إلى الضغط على الإمدادات إذا ارتفع الطلب في الدول المستوردة.

و"قد يؤدي الضغط على الإمدادات في سوق الفحم الحراري المشحون بحراً إلى رفع أسعار الفحم وجعله أقل قدرةً على المنافسة في قطاع الكهرباء في الدول المستوردة للفحم، وبالتالي تسريع وتيرة تراجع استهلاك الفحم في جميع أنحاء العالم"، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ إن إي إف" في التقرير.