أزمة "كريدي سويس" تخلق أكبر كيان في العالم لإدارة الثروات بـ4 تريليونات دولار

مجموع الثروات التي يديرها أكبر مصرفين أميركيين يعادل 78% فقط مما لدى مصرف "يو بي إس" السويسري بعد عملية الاستحواذ

شعار كريدي سويس في نافذة فرع البنك في زيورخ، سويسرا.
شعار كريدي سويس في نافذة فرع البنك في زيورخ، سويسرا. المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انهار أحد أكبر البنوك في سويسرا التي تُعد قبلة أموال الأغنياء، لا سيما أولئك الذين يسعون إلى تنمية مدخراتهم عبر أقسام إدارة الثروات في مصارف الدولة ذائعة الصيت عالمياً.

ورغم تعثر القطاع بانهيار "كريدي سويس"، إلا أن صفقة الاستحواذ عليه من قبل "يو بي إس"، خلقت كياناً عالمياً هو الأكبر لإدارة ثروات بقيمة 4 تريليونات دولار، وفق تقديرات وحدة أبحاث مركز "غلوبال داتا".

أبرمت مجموعة "يو بي إس" اتفاقاً لشراء منافستها الأصغر مقابل نحو 3.3 مليار دولار، في صفقة تشمل ضمانات واسعة ومخصصات للسيولة.

"فيما كانت الصفقة مزعجة لأسباب عدة، إلا أنها خلقت قوة عظمى يمكن أن تهيمن على صناعة إدارة الثروات. فقد أدى الجمع بين بنكين رائدين في سويسرا إلى إنشاء بنك خاص مشترك مع ما يقرب من 4 تريليونات دولار من الثروات تحت الإدارة، استناداً إلى بيانات البنكين حتى نهاية 2022"، وفق ما قاله أندرو هاسليب، المحلل المختص في مجال إدارة الثروات لدى "غلوبال داتا".

تمثل هذه الأموال نحو 6.2% من إجمالي إدارة ثروات الأفراد في العالم، والتي تزيد استثمارات كل فرد فيها على مليون دولار.

تضمنت الصفقة تنازلاً خاصاً لوحدة إدارة الأصول، للمحافظة على الوحدة السويسرية المربحة لبنك "كريدي سويس"، والتي قال عدد من المحللين إنها تساوي أكثر من ثلاثة أضعاف ما دفعه "يو بي إس" في الصفقة بأكملها.

اقرأ أيضاً: من "بير ستيرنز" إلى "كريدي سويس".. إليكم أبرز الانهيارات وصفقات الإنقاذ

مشكلات تنافسية

من المحتمل أن تتسبب هذه الصفقة في مشكلات تنافسية كبيرة، إذ إن أقرب منافس في قطاع إدارة الثروات للبنك السويسري الناشئ عن عملية الاندماج، هو "مورغان ستانلي" الذي وصلت الثروات التي يديرها إلى 1.7 تريليون دولار في نهاية 2022، و"بنك أوف أميركا" بـ1.4 تريليون دولار، ومجموع حصتهما سيعادل 78% فقط من الثروات التي يديرها مصرف "يو بي إس" بعد عملية الاستحواذ. كما أن "يوليوس باير"، أقرب بنك سويسري منافس للكيان الجديد، أنهى عام 2022 بثروات مدارة قيمتها 458.6 مليار دولار.

يقول هاسليب، إن داخل الولايات المتحدة، حيث لا يوجد لدى "كريدي سويس" وحدة لإدارة الثروات، هناك "بنك أوف أميركا" و"مورغان ستانلي" وغيرهما من البنوك الرائدة، "وهي كبيرة بما يكفي لتحدي الكيان المشترك في الداخل".

مع ذلك، فإن التفاوت في الحجم صارخ خارج الولايات المتحدة، وداخل السوق السويسرية، إلى درجة لا يمكن معها تجنب القضايا التنافسية، بحسب هاسليب.

الاندماج القسري يحل أزمة "كريدي سويس" الحالية، ومع ذلك، ستكون هناك تكلفة من حيث المنافسة في مجال إدارة الثروات، خصوصاً في سويسرا.

اقرأ أيضاً: تفاصيل استحواذ "يو بي إس" التاريخي على "كريدي سويس"

سيكون أمام "يو بي إس" الكثير من العمل لفرز الأشخاص والشركات في وحدة إدارة الأصول، إذ من الممكن أن يتخلى عن بعضهم، لكنه سيحصل على 56 مليار فرنك للمساعدة على تغطية أي عمليات ناتجة عن انخفاض قيمة البنك بسبب سوء السمعة، بالإضافة إلى 9 مليارات فرنك ضمانات من الحكومة السويسرية لتحمل خسائر معينة. ويمكن للمجموعة الوصول إلى خط سيولة ضخم من البنك المركزي، وفق بنود الصفقة.