هونغ كونغ: زيادة الطلب على النقد وراء ارتفاع تكلفة الاقتراض

تكلفة الاقتراض لليلة واحدة ارتفعت بأكبر وتيرة لها منذ 2006

صور عامة للمباني في هونغ كونغ، الصين
صور عامة للمباني في هونغ كونغ، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت سلطة النقد في هونغ كونغ إنَّ ارتفاع أسعار فائدة التمويل بين البنوك في البلاد أصبح مدفوعاً بالطلب على العملة المحلية بسبب تقلبات السوق وتلبية احتياجات نهاية ربع عام.

ارتفعت تكلفة الاقتراض لليلة واحدة في سوق ما بين البنوك 253 نقطة أساس إلى 4.14% أمس الثلاثاء، وهو أكبر صعود لها منذ أن بدأت "بلومبرغ" تجميع البيانات في عام 2006.

ارتفعت تكلفة الاقتراض لشهر واحد بمقدار 51 نقطة أساس، وهي أكبر وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

من المقرر نشر أسعار الفائدة بين البنوك اليوم الأربعاء في الساعة 11:15 صباحاً بالتوقيت المحلي.

جاءت أزمة نقص السيولة بعد أن أحدث الاستحواذ على "كريدي سويس" اضطرابات في سوق الأوراق المالية بالمدينة، يوم الإثنين، مع انخفاض "إتش إس بي سي هولدينغز" أكثر من 6% وسط مخاوف بشأن سندات الشريحة الأولى الإضافية لرأس المال.

قد يؤدي عدم اليقين إزاء قرار سعر الفائدة الوشيك من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة التقلبات، حيث تربط هونغ كونغ عملتها بالدولار الأميركي.

هونغ كونغ تدافع عن نظام ربط عملتها بالدولار الأميركي

قالت سلطة النقد في هونغ كونغ في بيان أرسلته عبر البريد الإلكتروني مساء أمس الثلاثاء: "مع استمرار الولايات المتحدة في رفع أسعار الفائدة منذ مارس من العام الماضي، ارتفعت أسعار الفائدة على الدولار في هونغ كونغ بين البنوك بشكل تدريجي"، مضيفة أنَّ أسعار الفائدة مدفوعة أيضاً "بطلب السوق على التمويل بدولار هونغ كونغ ".

جاء في البيان: "خلال الآونة الأخيرة، تشمل العوامل ذات الصلة أنشطة سوق الأوراق المالية وطلب التمويل الموسمي نهاية الربع السنوي، وتقلبات السوق الخارجية".

الأنظار تتجه إلى قرار " الفيدرالي"

تراجع سعر الفائدة بين البنوك في هونغ كونغ لمدة شهر، والمعروف باسم "هيبور"، عن مكاسب نظيره في الولايات المتحدة.

أدى الاختلاف في العائد إلى جعل البيع على المكشوف بالنسبة لدولار هونغ كونغ مقابل الدولار الأميركي محققاً للأرباح، فيما يعرف باسم تجارة الفائدة.

أدى التدخل من جانب سلطة النقد في هونغ كونغ لمنع العملة من الانخفاض بعد النهاية الضعيفة لنطاقها إلى خفض السيولة النقدية في النظام المصرفي.

تقلّص الرصيد الإجمالي - مقياس السيولة بين البنوك - بأكثر من 80% منذ ذروته في عام 2021 إلى 77 مليار دولار هونغ كونغ، وهو أدنى مستوى خلال نحو ثلاث سنوات.

قد تدفع التكهنات بأنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يبطئ وتيرة رفع الفائدة المتعاملين إلى إلغاء صفقات تجارة الفائدة، مما يعزز الطلب على دولارات هونغ كونغ، وفقاً لأحد التجار. ولامست العملة المحلية في هونغ كونغ أعلى مستوى لها مقابل الدولار خلال شهر أمس الثلاثاء.

بالإضافة إلى تقلص السيولة بين البنوك؛ كان اللاعبون في السوق، بما في ذلك بعض المؤسسات الصينية، أقل استعداداً لتقديم التمويل بدولار هونغ كونغ، مما أدى إلى ارتفاع معدل الفائدة على التمويل، على حد قول التاجر.

بعد مرور عام.. سياسة "الفيدرالي" لرفع الفائدة "مكلفة"

قالت سلطة النقد في هونغ كونغ: "تستمر سوق دولار هونغ كونغ في العمل بطريقة سلسة ومنظمة".

أسبوع مزدحم

تحدث تلك التطورات في حين تستضيف هونغ كونغ العديد من الفعاليات العالمية المكثفة على مدار أسبوع منذ بدء الوباء. وتشمل الفعاليات المرتقبة "مؤتمر كريدي سويس للاستثمار الآسيوي" والمؤتمر المشترك بين سلطة النقد في هونغ كونغ وبنك التسويات الدولية للعاملين في البنوك المركزية، فضلاً عن مؤتمر ينظمه مكتب عائلي بعنوان "الثروة من أجل الخير" في قمة هونغ كونغ بالإضافة إلى معرض الفن الدولي "آرت بازل".

يجري نشر "هيبور" يومياً، استناداً إلى حساب الأسعار المعروضة من جانب 12 إلى 20 بنكاً يتم اختيارها من قبل سلطة النقد في هونغ كونغ.

كان 16 بنكاً من البنوك المساهمة في "هيبور" قد قدمت عروضاً بأكثر من 4% أمس الثلاثاء، في حين كان العرض الأعلى يوم الإثنين 1.7%.

كانت عروض "إتش إس بي سي هولدينغز" و "إندستريال آند كوميرشال بنك أوف تشاينا" أعلى 2.8 نقطة مئوية عن اليوم السابق، وهي أكبر زيادة بين البنوك، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".