تقنية احتجاز الكربون من الهواء تستهلك طاقة تفوق منازل العالم

نجاح سيناريو "شل" للطاقة المستقبلية يحتاج إلى زيادة هائلة في الطاقة المتجددة

أغلفة تديرها شركة "كارب فيكس"، تعمل بتكنولوجيا تستخدم في تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض، في هيليشيدي في أيسلندا
أغلفة تديرها شركة "كارب فيكس"، تعمل بتكنولوجيا تستخدم في تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض، في هيليشيدي في أيسلندا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحتاج التكنولوجيا التي تحتجز انبعاثات الكربون من الهواء لطاقة تفوق ما يُستخدم لتشغيل المنازل على مستوى العالم، وذلك إذا كان ينبغي لها أن تلعب دوراً ملموساً في تحقيق أهداف المناخ العالمية.

يأتي ذلك بحسب سيناريو الطاقة المستقبلي الذي وضعت نموذجه شركة "شل" عملاقة النفط، حيث يشتمل على احتجازه من الهواء مباشرة، إذ يُصفي الغاز من الهواء ليمكن تخزينه بطريقة آمنة ودائمة. يمثل هذا السيناريو إحدى الطريقتين الأساسيتين لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون، علاوة على البدء في احتجازه قبيل مغادرته المداخن.

برغم أنَّ أهداف صافي الانبعاثات الصفرية بأغلب أنحاء العالم، ستتطلب من الحكومات إجراء تغييرات هائلة للحد من درجة حرارة الأرض لأقل من درجتين مئويتين بكثير، وتفادي أسوأ تداعيات التغير المناخي. لن يسفر تحقيق ذلك الهدف فقط عن تقليص كبير في استخدام الوقود الأحفوري لصالح مصادر الطاقة المتجددة والبطاريات، ولكن سيوسع أيضاً من استعمال التكنولوجيات المستخدمة لحجز ثاني أكسيد الكربون.

ما يزال احتجاز الكربون من الهواء مباشرة في مراحله الأولى، وبينما قد يكون في يوم من الأيام أداة مناخية حيوية، لكنَّه يحتاج لاستهلاك طاقة كثيفة بطريقة هائلة. يشبه ذلك عملية تشغيل مكيف هواء عملاق لتبريد الغلاف الجوي.

أكبر محطة لإزالة الكربون في العالم

وفق سيناريو سيحد فيه العالم من ارتفاع حرارة الأرض بما يواكب اتفاقية باريس للمناخ؛ يزداد الطلب النهائي على الطاقة لاحتجاز الكربون من الهواء مباشرة من صفر تقريباً حالياً إلى ما يقترب من 66 إكساجول بحلول 2100. سيتجاوز ذلك الطاقة اللازمة لتدفئة وتشغيل كل منازل العالم مع حلول ذلك الوقت، بحسب تقرير لـ"شل".

أوضحت "شل" أنَّ هذه الكمية من الطاقة ستمكّن أجهزة امتصاص الكربون حول العالم من امتصاص ما يزيد على 5 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. إذا تحقق ذلك؛ فسيصبح في الإمكان الوصول بمعدل ارتفاع درجة حرارة الأرض لحوالي 1.24 درجة سيليزوس مع حلول 2100، بعد صعودها لفترة قصيرة فوق 1.5 درجة سيليزيوس خلال منتصف القرن الجاري.

برغم أنَّ التكنولوجيا تبقى ناشئة، لكنَّها تحظى باهتمام هائل. يقدم مشروع قانون المناخ الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن إعانات ضخمة للمساعدة في توسيع القطاع. بدأت شركة النفط الأميركية العملاقة "أوكسيدنتال بتروليوم" فعلاً بتشييد ما سيصبح أكبر محطة لإزالة الكربون على مستوى العالم.

يعتمد التقدم في أداء الأجهزة على حجم الاستثمارات ومدى تطور التكنولوجيا. لكن في حال التوسع باستخدامها، فسيكونون بحاجة لتوربينات طاقة الرياح ومحطات طاقة شمسية لتوفير إمدادات من الكهرباء منخفضة الكربون.