بيانات التضخم "المزعجة" في بريطانيا ترفع رهانات رفع الفائدة

أسعار المستهلك ارتفعت إلى 10.4% في فبراير متجاوزة جميع التقديرات في استطلاع أجرته "بلومبرغ"

مقر بنك إنجلترا في مدينة لندن، المملكة المتحدة
مقر بنك إنجلترا في مدينة لندن، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسارع معدل التضخم في المملكة المتحدة بشكل غير متوقع لأول مرة خلال أربعة أشهر، ما أدى إلى ارتفاع الجنيه الإسترليني وحدوث عمليات بيع للسندات الحكومية، إذ عزز المتعاملون الرهان أن يرفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة.

ارتفعت أسعار المستهلك إلى 10.4% في فبراير، متجاوزة جميع التقديرات في استطلاع أجرته "بلومبرغ".

صعد العائد على سندات الخزانة البريطانية لأجل عامين 20 نقطة أساس، وقفز الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوى في أكثر من شهر، في حين أن أسواق المال أخذت في الحسبان رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية غدا الخميس.

قبل نشر بيانات التضخم، كان المتداولون متشككين بأن يرفع بنك إنجلترا معدل الفائدة، في ضوء تشديد الظروف المالية والمخاوف بشأن أداء النظام المصرفي العالمي. من المرجح أن يؤدي تسارع التضخم المفاجئ إلى تكثيف الجدل في أوساط بنك إنجلترا، حيث ظهرت الانقسامات لدى لجنة السياسة النقدية بشأن مدى رفع أسعار الفائدة في ضوء العقبات التي تواجه النمو.

قال أنطوان بوفيت المحلل الاستراتيجي لدى "آي إن جي غرويب": "تسارع التضخم المفاجئ يعزز الدعوة إلى رفع معدل الفائدة مرة أخرى بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع الأسبوع الجاري".

أضاف:" هذا تقرير سيئ ومخيب للآمال بشكل خاص بعد الأمل الزائف الناجم عن انخفاض التضخم الأساسي في تقرير يناير".

انتعاش اقتصاد المملكة المتحدة أقوى من المتوقع في يناير رغم الإضرابات

من شأن القرار المرتقب الذي يصدر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق اليوم الأربعاء أن يحدد أيضاً مسار بنك إنجلترا. في حين أن معظم خبراء الاقتصاد يتوقعون رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة، يقول البعض إن مسؤولي السياسة النقدية قد يتوقفون مؤقتاً لدعم الاستقرار المالي بعد انهيار ثلاثة بنوك أميركية والاستحواذ على المصرف الذي يواجه مشاكل " كريدي سويس".

ارتفاع معدل التضخم وانخفاض النمو

ارتفع معدل التضخم الأساسي في المملكة المتحدة - الذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة- مجدداً الشهر الماضي إلى 6.2% بعد أن تباطأ إلى 5.8% في يناير. وقفز تضخم الخدمات إلى 6.6% من 6%، في إشارة إلى زيادة ضغوط الأجور المحلية التي يراقبها بنك إنجلترا عن كثب.

قالت بوجا كومرا كبيرة المحللين الأوروبيين لأسعار الفائدة لدى "دومينيون بنك" ومقره تورنتو: "يواجه بنك إنجلترا التضخم الذي لا تلاحظ أي علامات على تراجعه، وسوق العمل شديدة الضيق ونظاماً مالياً عالمياً متوتراً.. إنه وضع صعب للغاية".

ظل معدل التضخم العام في المملكة المتحدة عند مستويات من رقمين رغم تطبيق أسرع وتيرة لرفع أسعار الفائدة منذ ثلاثة عقود.

رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة القياسي إلى 4% في فبراير ليواصل دائرة التشديد النقدي التي رفعت تكاليف الاقتراض من 0.1% في أواخر عام 2021.

يشير تسعير سوق المال إلى زيادة معدل الفائدة بحوالي 60 نقطة أساس، ارتفاعاً من حوالي 40 نقطة أساس عند إغلاق أمس الثلاثاء.

حذرت كاثرين مان كبيرة فريق التشديد النقدي لدى "بنك إنجلترا" من أن المملكة المتحدة تواجه خطر "أسوأ ما في العالمين" في إشارة إلى ارتفاع معدل التضخم وانخفاض النمو.

بنك إنجلترا يرفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس إلى 4%

ضمن لجنة السياسة النقدية المعنية بتحديد أسعار الفائدة، والمؤلفة من تسعة أعضاء، طرحت كل من سيلفانا تينريرو وسواتي دينغرا، وهما مؤيدتان لخفض أسعار الفائدة، مسألة وقف زيادة الفائدة، وحذرتا من الإفراط في التشديد النقدي.

ظل محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي على موقف أكثر حيادية، قائلا إنه لم يقرر بعد ما إذا كان الوضع يتطلب مزيدا من رفع أسعار الفائدة.