اليابان تستقبل أول اكتتاب لبنك هذا العام في توقيت سيئ

زوار ينظرون من منصة المراقبة في برج روبونجي هيلز موري، الذي تديره شركة "موري بلدينغ"، طوكيو، اليابان
زوار ينظرون من منصة المراقبة في برج روبونجي هيلز موري، الذي تديره شركة "موري بلدينغ"، طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستعد اليابان لطرح أسهم بنك رقمي في اكتتاب عام أولي في 29 مارس، ما سيمثل اختباراً لشهية المستثمرين لأسهم البنوك، في وقت صعب يشهد تقلبات سوقية كبيرة بالنظام المالي العالمي.

ورغم أن المخاوف بشأن قوة البنوك العالمية تراجعت إلى حد ما، إلا أن المساهمين في بنك "إس بي آي سوميشين نت" (SBI Sumishin Net Bank) - ومقره طوكيو- تمكنوا من جمع 366 مليون دولار هذا الأسبوع، بعد تقدير الأسهم عند أدنى مستويات النطاق المحدد لها بنحو 1200 ين للسهم.

خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أدرجت 25 شركة في طوكيو، تجاوزت قيمة كل منها 100 مليون دولار وبيعت كلها بالقرب أو عند أعلى مستوى من النطاق المستهدف للاكتتاب. ومن بين البنوك التي أدرجت أسهمها خلال العقد الماضي، باعت 3 بنوك أسهمها بأعلى سعر لنطاق الاكتتاب، حيث جمعت إجمالاً 5.3 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

"توقيت سيئ"

قال سوميت سينغ، رئيس أبحاث الأسهم والاكتتابات العامة الأولية والإدراجات في شركة "أكويتاس ريسيرش" (Aequitas Research): "لسوء الحظ، لم يكن توقيت السوق للاكتتاب العام الأولي رائعاً. ورغم عدم وجود شكاوى كثيرة من أداء البنك، إلا أن الاضطراب السوقي الأخير أدى إلى تراجع أقرانه. وبالتالي؛ لم يعد الاكتتاب العام الأولي جذاباً بعد الآن".

شركات إدارة الأصول تخشى ضياع فرصة الصعود التالي للأسواق

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها "إس بي آي سوميشين نت" - وهو مشروع بين "إس بي آي هولدينغز" وبنك "سوميتومو ميتسوي ترست"- للضرر بسبب التوقيت السيئ؛ فقد ألغى اكتتاباً في طوكيو قبل عام تقريباً بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.

كان البنك الياباني يتوقع أن يتم تسعير سهمه بـ1260 يناً. وكشف في البداية عن تفاصيل الطرح في إفصاح في طوكيو يوم 28 فبراير الماضي، قبل أقل من أسبوعين من الانهيار السريع لمجموعة "سيليكون فالي بنك" المالية التي تلتها أزمة "كريدي سويس".

عمليات بيع موسعة

كانت أسهم الشركات المالية اليابانية أحد أكبر المتضررين من عمليات البيع الموسعة التي شهدتها البنوك الآسيوية، حيث فقد مؤشر "توبكس" (TOPIX) للبنوك المكون من 79 بنكاً 11% تقريباً من قيمته منذ بداية مارس الجاري. ويمثل هذا أكثر من سبعة أضعاف الانخفاض في مؤشر "توبكس" القياسي الأوسع نطاقاً.

ويرى ترافيس لوندي، المحلل في شركة "كويدتي أدفيزورز" (Quiddity Advisors)، الذي ينشر كتاباته على موقع "سمارت كارما" (Smartkarma)، أن الانخفاض في أسهم البنوك اليابانية أدى إلى تراجع مكررات الربحية في القطاع، مما أدى إلى الضغط على أسعار الأسهم في الاكتتابات العامة الأولية.

وقال لوندي: "كان بإمكان سعر السهم أن يزيد عن 1200 ين لو ارتفعت أسهم البنوك اليابانية بنسبة 15% أكثر من المستوى الذي أعلن عنه (إس بي آي سوميشين نت) بدلاً من انخفاضها".

الأسهم الأميركية ترتفع مع انحسار الأزمة المصرفية

وبصرف النظر عن "إس بي آي سوميشين نت"، لم يُطرَح أي بنك آخر على مستوى العالم للاكتتاب العام هذا العام، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". وكانت مبيعات الأسهم الجديدة إجمالاً قليلة في الوجهات التقليدية مثل نيويورك وهونغ كونغ، وسط حالة من عدم اليقين بشأن وتيرة زيادة أسعار الفائدة واستمرار التضخم.