الأسهم الصينية تصعد متجاهلة أزمة المصارف على جانبي الأطلسي

غولدمان ساكس": مرونة أسواق الصين تضع حداً لهبوط الأسواق الناشئة وقوة اقتصادها ستعزل آسيا عن التقلبات العالمية

تمثال لثور خارج بورصة شينزين، الصين
تمثال لثور خارج بورصة شينزين، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في الوقت الذي تجري فيه عمليات إنقاذٍ للبنوك على جانبي المحيط الأطلسي، وتعيش الأسواق العالمية حالة من الاضطراب، ويتدافع صنّاع السياسة النقدية في أميركا وأوروبا لتحويل مسار الأمور، بدت أسواق الصين اليوم الخميس، وعلى النقيض من كل ذلك، هادئة ونشطة.

بعد صدور سيناريوهات متشائمة لا تعد ولا تحصى حول أصول الصين في السنوات الماضية، تقف أسواقها حالياً مستعدة لتحقيق مكاسب سلسلة.

بعد يوم آخر من الاضطرابات في الولايات المتحدة دفعت فيه وزيرة الخزانة أسهم الشركات المالية إلى الهبوط، وحذّر فيه رئيس البنك المركزي من أن المعركة ضد التضخم بعيدة كل البعد عن الانتهاء، صعدت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ والبر الرئيسي الصيني، داعمة ارتفاعاً ناهز 1% لمؤشر خاص بالأسهم الآسيوية.

مؤشرات الأسهم الآسيوية ترتفع مع تلاشي المخاوف الآنية

أيضاً، كان اليوان أقوى مع تراجع الدولار أمام نظرائه من العملات الرئيسية، واستقرت السندات الحكومية في وقت واصلت فيه عائدات سندات الخزانة الأميركية الأقصر أجلاً خسائرها الحادة من الجلسة السابقة.

لا أزمات جديدة في النظام المالي الصيني

لا يعني أي من ذلك أن الأسواق الصينية خالية من المشكلات أو بعيدة عنها، بل إنها لم تعد تعاني من جيوب جديدة للأزمات في النظام المالي للدولة، وفي الوقت ذاته يتزايد زخم النشاط الاقتصادي، حيث يعزز البنك المركزي الصيني السيولة في النظام، بينما تتحسن معنويات المستهلكين على ما يبدو، وهناك حتى دلائل على أن سوق الإسكان ربما تجنبت الهبوط الحاد.

قال نيونو فيرنانديز، الشريك في "جي دبليو آند كيه إنفستمنت مانجمنت" (GW&K Investment Management): "من المستغرب إلى حد كبير أن الصين ليست هي بؤرة التقلبات في الوقت الحالي، فالعالم ليس معتاداً على ذلك".

قال فرنانديز إن الأسابيع القليلة الماضية، عززت حجة امتلاك الأسهم الصينية على خلفية مرونة الاقتصاد في وجه المشكلات التي تجتاح بقية العالم. تمتلك شركته، التي تدير حوالي 47 مليار دولار من الأصول، 60% تقريباً من محفظة صندوقها "إيمرجينغ ويلث إيكويتي" (Emerging Wealth Equity) في الأسهم الصينية، كما استثمرت في الهند وتفوقت في أدائها على 99% من المنتجات الاستثمارية المشابهة خلال العام الماضي.

شركات إدارة الأصول تخشى ضياع فرصة الصعود التالي للأسواق

كتب فريق الأسواق الناشئة لدى "غولدمان ساكس" في مذكرة أمس الأربعاء، أن مرونة الأسواق الصينية تضع حداً لهبوط الأسواق الناشئة. وأضاف البنك أن أسواق العملات والأسهم في آسيا، ستكون منعزلة عن التقلبات العالمية، وهو ما يعود جزئياً إلى النمو الاقتصادي الأقوى في الصين.

أداء قوي لأسهم البنوك والتكنولوجيا الصينية

من الجدير بالملاحظة أيضاً أن مكاسب الأسهم الصينية، جاءت رغم إعلان "إيفرغراند غروب" عن أكبر عملية لهيكلة الديون على الإطلاق في الدولة، وهو حدث خشي بعض المستثمرين في وقت من الأوقات أن يؤدي إلى أزمة في النظام. مع ذلك، كانت أسواق السندات عالية العائد، وتلك ذات التصنيف الاستثماري هادئة اليوم الخميس.

"إيفرغراند" الصينية تجهز اتفاقية إعادة هيكلة الديون بنهاية مارس

في الوقت ذاته، بدأت بعض شركات التكنولوجيا الصينية ترى تحسناً في آفاق أعمالها، وهو ما أوضحته "تينسنت هولدينغز" و"أيه أيه سي تكنولوجيز هولدينغز" (AAC Technologies Holdings) و"كينغسوفت كورب" (Kingsoft Corp).

أيضاً تعد أسهم البنوك الصينية بين الأفضل أداءً عالمياً الشهر الجاري، بينما تحصي الأسواق في الولايات المتحدة وأوروبا خسائرها بعد انهيار ثلاثة مصارف أميركية وإنقاذ "كريدي سويس".

قال فيرنانديز إن تقييمات الأسهم الصينية بشكل عام تبدو "جذابة للغاية"، ويتداول مؤشر "إم إس سي آي" للصين، وهو المؤشر الذي تستخدمه "جي دبليو آند كيه"، بمضاعف ربحية يبلغ 10 مرات فقط مقابل مضاعف ربحية "ستاندرد آند بورز 500" البالغ 17.5 مرة.

يرى فيرنانديز أن الصين ستغرّد خارج السرب، وستتحدى الاتجاهات العالمية، وهذا أمر جيد خلال هذه الفترة. وقال: "الصين هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد، حيث يمكن للمستهلكين أن يكونوا أكثر تفاؤلاً.. فقد ازدادت قيمة هذا التفاؤل".

آسيا والمحيط الهادئ