"تشيبنغ".. ملياردير السجائر الإلكترونية يزداد ثراءً رغم القيود

زيادة كبيرة في مبيعات التدخين الإلكتروني رغم "كورونا"
زيادة كبيرة في مبيعات التدخين الإلكتروني رغم "كورونا" المصور: شيهو فوكادا
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

منذ عام تقريبا، وبعد حظر الصين لمبيعات السجائر الإلكترونية عبر الإنترنت، ازدهرت هذه الصناعة بشكل كبير بعيداً عن عالم الإنترنت لدرجة أن تفشي فيروس كورونا لم يمنعها من التوسع.

وافتتحت شركة "ريلكس تيكنولوجي" (RELX Technology)، وهي أكبر شركات البلاد في القطاع، أكثر من 1000 متجر لها في النصف الأول من عام 2020. وأعلنت في شهر يناير الماضي عن خطط لإضافة 10 آلاف منفذ بيع خلال السنوات الثلاث المقبلة. وهو ما قامت به منافستها شركة"يوز" (Yooz) التي عززت من عدد متاجرها هي الأخرى.

وتعد هذه أخباراً طيبة بالنسبة لشركة "سمور إنترناشيونال" (Smoore International Holdings Ltd)، وهي أكبر مُصنع للسجائر الإلكترونية "الفيب" ومكوناتها، والتي تصدرها للعلامات التجارية حول العالم.

أسعار الأسهم تتضاعف

وتضاعفت أسهم الشركة أربعة أضعاف منذ ظهورها الأول في شهر يوليو، وهو ما جعلها واحدة من أفضل الاكتتابات العامة الأولية أداءً في هونغ كونغ لهذا العام.

وتقول جونغ تشياو، المحللة في شركة "غريت وول سيكيوريتيز" (Great Wall Securities) لقد: (تمكن قادة الصناعة في الصين مثل "ريلكس تيكنولوجي" و"يوز" من التوسع بعيداً عن عالم الانترنت بسرعة مذهلة، فقد ازداد عدد متاجرهم بأكثر من الضعف هذا العام، وكلاهما من عملاء شركة "سمور").

الرابحون الكبار

ومن بين الرابحين الكبار مؤسس شركة "سمور شين تشيبنغ" الذي بلغ صافي قيمة ثروته 14.2 مليار دولار، فضلاً عن نائب المدير العام للشركة، تشيونغ شاومينغ، والذي تبلغ حصته الآن 2.1 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

وأسس تشين، 45 عاماً، شركة "سمور" في عام 2009 بعد أن حاز على شهادة في مجال التسويق من جامعة تونغجي في شنغهاي. واتخذ الرجل من المدينة الصينية شينزين مقراً لشركته، التي تقع في الجانب الآخر من الحدود مع هونغ كونغ. واستفادت شركته من الخطة الحكومية لفتح الاقتصاد التي حدثت حينها.

ومنذ ذلك الوقت، تحولت المدينة إلى مركز الصين التكنولوجي، وعلى الرغم من أن تفشي فيروس كورونا قد أثر على إنتاج شركة "سمور" وعملياتها في الربع الأول من العام، إلا أنها تمكنت من تحقيق زيادة في الإيرادات بنسبة 19% لتصل إلى 3.9 مليار يوان (592 مليون دولار) للأشهر الستة الأولى، في حين كانت أكثر من نصف مبيعاتها تأتي من الصين وهونغ كونغ.

وقال كارلتون لاي، المحلل في "دايوا كابيتال ماركتس" (Daiwa Capital Markets) في هونغ كونغ إنه: "يمكن الحفاظ على زخم نمو شركة "سمور" بالرغم من الرياح العالمية المعاكسة بشكل عام".

وأضاف أن الشركة تستفيد من الحصة السوقية المتزايدة لعملائها. وأضاف: "يميل الطلب على السجائر الإلكترونية إلى الثبات، والاعتماد عليه لايزال يتزايد".

توسع السوق

واستحوذت شركة "سمور" على سدس الحصة السوقية العالمية لمنتجات السجائر الالكترونية "الفيب" وهو ما أظهرته الإيرادات العام الماضي، ومن المتوقع أن تتوسع الشركة أكثر وتنمو، بناء على ما أفادته بيانات شركة "فروست أند سوليفان" ( Frost & Sullivan).

ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق السجائر الإلكترونية العالمية التي تبلغ قيمتها حالياً 36.7 مليار دولار إلى 111.5 مليار دولار بحلول عام 2024، بزيادة بمعدل سنوي قدره 25%.

وتحقق الشركة هذه الأرقام، في ظل عقبات اللوائح التنظيمية والقوانين، حيث تم حظر المبيعات عبر الإنترنت في الصين العام الماضي، ووضعت قيود على السجائر الإلكترونية ذات النكهات في الولايات المتحدة الأميركية، وهي السوق التي شكلت نسبة 17% من مبيعات "سمور" في النصف الأول من العام، تزامنا مع قيود إدارة الغذاء والدواء على المبيعات غير القانونية في الصناعة.

وتأثرت شركة "جول لابز" (Juul Labs Inc) في الولايات المتحدة الأميركية، وهي الشركة التي كانت جوهرة من جواهر وادي السيليكون، من النكسات التنظيمية والدعاوى القضائية وتلطخ سمعتها جراء تفشي إصابات الرئة بين مدخني السجائر الالكترونية "الفيب"، فخفض تقييمها إلى حوالي 10 مليارات دولار في شهر أكتوبر من أصل 38 مليار دولار قبل عامين.

وكانت كوريا الجنوبية والهند والبرازيل من بين الدول الأخرى التي أعلنت حظر السجائر الالكترونية "الفيب".

وقالت جونغ من شركة "غريت وول سيكيوريتيز" إن: "التنظيم دائماً ما يكون معيار مهم جداً في الصناعة"، مضيفة أنها لا تزال متفائلة بشأن نمو شركة "سمور" في المستقبل لأن الشركة استثمرت بشكل أكبر من منافسيها. وأضافت: "الغرض الرئيسي حتى الآن من التنظيم في الصين هو تحقيق توازن بين حماية المراهقين وتقليل المخاطر على الصحة العامة."

ولم تنجح القيود المفروض في إخافة المستثمرين أو إبعادهم عن تلك الصناعة. وحظيت الأسهم المرتبطة بقطاع المستهلكين في الصين بشعبية خاصة العام الماضي، بعد أن أصبحت الدولة الأولى التي تتعافى سريعا من الجائحة.

الطموحات الأصلية

وجذبت أسهم شركة "سمور" منذ انضمامها إلى برنامج ربط الأسهم بعد فترة وجيزة من إدراجها في قوائم هونغ كونغ أكثر من 11.2 مليار دولار مواطن في هونغ كونغ (1.4 مليار دولار)، وذلك من مستثمري البر الرئيسي في الصين حتى 10 ديسمبر الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ، وهو الأمر الذي جعلها تحتل مركزاً متقدماً بعد أباطرة عالم التكنولوجيا "تينسيت" ( Tencent Holdings)، و"مويتان" (Meituan) و"تشايومي" (Xiaomi Corp).

ومع ذلك، لا ينظر تشين إلى تحقيق النجاح على المدى القصير، فهو يركز على تطوير الشركة خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما قاله بعد إطلاق شركة "سمور" أول مرة، بناء على ما أفاده تقرير إعلامي صيني، حيث قال في حفل الإدراج الافتراضي للشركة: "سنظل أوفياء لطموحاتنا الأصلية ونلتزم بأحلامنا".