لا إشارات على تغيير سياسة "أوبك+" الإنتاجية الأسبوع المقبل

توقعات كبيرة بأن يبقي التحالف على حصص الإنتاج كما هي رغم اضطرابات الأسواق وتداعياتها على الآفاق الاقتصادية

صهاريج لتخزين النفط والبتروكيماويات في إحدى المنشآت قرب شنغهاي، الصين.. تعافي الاقتصاد الصيني يزيد الطلب على النفط في الأسواق العالمية.
صهاريج لتخزين النفط والبتروكيماويات في إحدى المنشآت قرب شنغهاي، الصين.. تعافي الاقتصاد الصيني يزيد الطلب على النفط في الأسواق العالمية. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لم يُظهر تحالف "أوبك+" أي بوادر على تعديل إنتاج النفط الأسبوع المقبل، محافظاً على مساره ذاته رغم الاضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية.

السعودية، التي تقود التحالف مع روسيا، قالت علناً إن "أوبك+" الذي يضم 23 دولة، يجب أن يحافظ على استقرار الإمدادات طوال عام 2023 بأكمله، حيث تواجه الأسواق تعافياً هشاً في الطلب العالمي على النفط. ويقول مندوبون عن دول أعضاء في مجالس خاصة، إن اجتماعاً عبر الإنترنت للوزراء الرئيسيين يوم الإثنين، من المقرر أن يحافظ على هذا الموقف.

اقرأ المزيد: تحالف "أوبك+" غير مذعور من هبوط أسعار النفط "حتى الآن"

قال المندوبون الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لأن المعلومات خاصة، إنه وفي ظل الاضطرابات في القطاع المصرفي التي تؤثر على التوقعات الاقتصادية، وفي ظل العقوبات على روسيا التي تخلق حالة من عدم اليقين بشأن العرض، لن يكون هناك داع للابتعاد عن الخطة الحالية.

كذلك، فإن 14 من المتداولين والمحللين استطلعت بلومبرغ آراءهم، توقعوا بالإجماع عدم حدوث أي تغيير في السياسة المتبعة من قِبل لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لـ"أوبك+"، والتي لديها سلطة الدعوة إلى اجتماع طارئ إذا رأت أن هناك ضرورة لإدخال تعديلات على سياسة الإنتاج.

قال بوب مكنالي ، رئيس "رابيدان إينرجي غروب" (Rapidan Energy Group)، والمسؤول السابق في البيت الأبيض: "أظن أنهم سيتجنبون أي موقف صعب، وسيراقبون الوضع.. من السابق لأوانه اتخاذ أي استنتاجات مؤكدة من شأنها أن تؤدي إلى توصية بالدعوة إلى اجتماع وزاري قبل 4 يونيو، ناهيك عن تعديل سياسة حصص الإنتاج".

اقرأ أيضاً: أوبك تتغلب على وكالة الطاقة الدولية في معركة توقعات النفط

انخفضت أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوياتها في 15 شهراً الأسبوع الماضي، في ظل مخاوف من أن التداعيات الاقتصادية لانهيار "سيليكون فالي بنك" والاستحواذ على مجموعة "كريدي سويس"، ستضرّ بالطلب على النفط. لكن العقود الآجلة تعافت منذ ذلك الحين، حيث جرى تداولها يوم الثلاثاء في لندن بالقرب من 78 دولاراً للبرميل، الأمر الذي من شأنه أن يخفف أي ضغوط على منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وشركائها لدعم الأسواق.

كان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان واضحاً بشكل خاص في أنه لا ينبغي تغيير أهداف الإنتاج الحالية. وقال الشهر الماضي إن خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يومياً، والذي تم الاتفاق عليه في أكتوبر، سيظل سارياً خلال الفترة المتبقية من العام.

اقرأ أيضاً: السعودية لا تعوّل على أسعار النفط لتحريك اقتصادها

خلال الأسابيع الأخيرة، انحسرت التوقعات التي كانت منتشرة في صناعة النفط منذ بداية العام، والتي ترجّح ارتفاع أسعار النفط مجدداً إلى حدود 100 دولار للبرميل الخام. ومع ذلك، لا تزال الشركات الكبرى، بما فيها "ترافيغورا غروب" (Trafigura Group Pte Ltd) و"غنفور غروب" (Gunvor Group Ltd)، تتوقع ارتفاعاً في النصف الثاني من عام 2023.

إذا صحّت هذه التوقعات، فقد يتعرض تحالف "أوبك+" لضغوط في وقت لاحق من العام للتحرك في الاتجاه المعاكس، أي نحو زيادة الإنتاج، مع تحسّن التعافي في الصين بعد "كوفيد" وتراجع حجم المعروض في الأسواق العالمية.

يذكر أن تحالف "أوبك+" سيستعرض سياسة الإنتاج للأشهر الستة الأخيرة من عام 2023، خلال الاجتماع الذي يعقده في مقر "أوبك" في فيينا، أوائل يونيو المقبل.