ارتفاع الأسهم الأميركية مع الإقدام على المخاطرة في أسهم البنوك والتكنولوجيا

متداولون يعملون في قاعة تداول بورصة نيويورك في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة
متداولون يعملون في قاعة تداول بورصة نيويورك في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تقدّمت الأسهم الأميركية مع عودة الرغبة في المخاطرة واستمرار تعافيها من تأثير اضطرابات القطاع المصرفي، مدفوعة بمكاسب أسهم التكنولوجيا والمؤسسات المالية.

دخل مؤشر "ناسداك 100"، الذي يعطي وزناً نسبياً أعلى لأسهم التكنولوجيا، في موجة صعودية، متقدماً بنسبة 20% عن أدنى مستوى له في ديسمبر.

ولأول مرة في عام 2023؛ أغلقت 92% من الأسهم المدرجة على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" مرتفعة، وفقاً لشركة التداول "سوسكوهانا إنترناشونال غروب" (Susquehanna)، بعد عودة المؤشر إلى الارتفاع، متجاوزاً مستوى 4000 نقطة.

في نفس الوقت، أغلق مؤشر التقلب (Cboe Volatility) عند أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع.

لم تشهد أسعار سندات الخزانة الأميركية تغييراً يُذكر، وارتفعت قوة الدولار مع استيعاب المستثمرين تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، وقد تطلّعوا إلى بيانات مؤشر "نفقات الاستهلاك الشخصي"، بحثاً عن علامات حول تغير مسار أسعار الفائدة عند بنك الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن أدت اضطرابات القطاع المصرفي إلى انقلاب توقُّعات السوق رأساً على عقب.

"بلاك روك": رهان الأسواق على خفض "الفيدرالي" للفائدة غير صحيح

استطاعت الأسهم المالية أن تحقق ارتفاعاً في تعاملات يوم الأربعاء بعد تعرضها لأضرار شديدة بسبب انهيار ثلاثة بنوك أميركية في شهر مارس الجاري، حتى بعد تقرير يفيد أنَّ "المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع" تدرس الضغط على البنوك الكبرى للمساعدة في تغطية ما يقرب من 23 مليار دولار من التكلفة الناجمة عن انهيار البنوك.

التضخم وأسعار الفائدة

يعاني المحللون في "وول ستريت" وهم يحاولون أن يتنبأوا بكيفية استجابة الأسهم الأميركية في الأشهر المقبلة في ضوء الغموض الذي يلف مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة القادمة. فقد استمر متوسط مستوى مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الذي يتوقَّعونه بنهاية العام مستقراً عند 4050 نقطة، وذلك للشهر الثالث على التوالي في سلسلة من الفتور لم يشهدها منذ عام 2005.

قال محلل شركة "وولف ريسيرش" (Wolfe Research) كريس سنيك في مذكرة: "يقف بنك الاحتياطي الفيدرالي موقفاً بالغ الصعوبة (غالباً من صنع يديه)، ونعتقد أنَّ اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سترفع الفائدة 25 نقطة أساس في 3 مايو القادم، في ضوء استقرار أوضاع البنوك، واستمرار معدل التضخم عند مستوى أعلى كثيراً من المستهدف، واستمرار قوة الطلب في سوق العمل عند مستوى تاريخي، وحاجة الاحتياطي الفيدرالي الماسة إلى إعادة بناء مصداقيته. غير أنَّ باول لا يحب مفاجأة الأسواق، ولذلك؛ فإنَّ تلك الزيادة ليست مؤكدة إلى حد بعيد".

"لعبة التوازن" التي يمارسها باول تثير التساؤلات

أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى توقُّعات مسؤولي البنك برفع الفائدة ربع نقطة مئوية أخرى هذا العام عندما سأله أعضاء المجلس التشريعي يوم الأربعاء عن موعد توقف البنك المركزي عن زيادة أسعار الفائدة، وفق تقرير نشرته "بلومبرغ نيوز". ومع ذلك؛ يراهن المتعاملون بنسبة تقترب من 50-50 على احتمال اتخاذ هذه الخطوة في الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في شهر مايو.

تقارير الأرباح

مع تراجع المخاوف بشأن سلامة الودائع المصرفية؛ قال بيتر تشير من شركة "أكاديمي سيكيوريتيز" (Academy Securities) إنَّ المحللين يوجهون اهتمامهم مرة أخرى إلى تحليل أداء الاقتصاد والاستعداد لتقارير الأرباح القادمة.

وفي أحدث دفعة من نتائج أعمال الشركات، قفزت أسهم شركة "لولوليمون أثليتيكا" (Lululemon Athletica) بعد تجاوز أرباحها وتوقُّعاتها المستقبلية تقديرات المحللين. وربما يترتب على انخفاض أرباح مجموعة "جيفريز فايننشال غروب" (Jefferies Financial Group) انتشار المشكلة في ربحية البنوك الأخرى. وفي نفس الوقت، ربما يكون ضعف الطلب على شراء المنازل، الذي يظهر في مسح أُجري في مارس على وكلاء العقارات، علامة مبكرة على قلق المشترين بسبب الاضطرابات في القطاع المصرفي.

انخفضت أسعار الذهب، وواصلت عملة "بتكوين" صعودها إلى 28500 دولار، وفقد النفط مكاسب سابقة من تراجع مخزون الخام بالولايات المتحدة.

الأميركيتان