"غولدمان ساكس" يتوقع زيادة مكاسب الأسهم الأميركية في أبريل

المحلل سكوت روبنر: الطلب على الأسهم سينتعش خلال الفترة المقبلة في كل السيناريوهات

بعض المارة أمام مبنى بورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة
بعض المارة أمام مبنى بورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توقَّع سكوت روبنر من "غولدمان ساكس غروب" أن تواصل الأسهم تحقيق المكاسب، على الأقل خلال أبريل، فيما يكافح استراتيجيو البنوك الأميركية الكبرى في رصد الآثار المتوقَّعة لأزمة المصارف الأخيرة على الأسهم الأميركية.

يرى روبنر أنَّ التمركز التشاؤمي لصناديق التحوّط والمستثمرين الأفراد يوفر إعداداً تقنياً يرجح استمرار صعود مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".

يتتبّع التحليل الذي أجراه روبنر تدفقات السيولة، وهي تقنية بحثية اكتسبت زخماً مؤخراً في ظل سعي المستثمرين للتعرّف على مسار الاقتصاد والسياسة النقدية.

الأسهم الأميركية تواصل ارتفاعها مدعومة بأسهم التكنولوجيا

توقعات إيجابية

كتب المخضرم في السوق الذي درس تدفق السيولة على مدى عقدين، في مذكرة للعملاء: "ببساطة، هناك الكثير من الأحداث على صعيد الاقتصاد الكلي التي قد تؤثر على اتخاذ قرار تداول موثوق، لكن لدي نظرة إيجابية حيال الأسهم لشهر أبريل". وأضاف أنَّ التموضع الحالي بيعي جداً، وبقيمة متدنية، في إشارة إلى القيمة المعرضة للخطر. وقال: "إذا تحسنت ظروف الاقتصاد الكلي، فإنَّنا نعتقد أنَّ السوق ستعود إلى الاتجاه الصعودي، وهذا يُعدّ تغيّراً في التوجه".

أرقام التضخم تدعم ارتفاع الأسهم الأميركية والسندات

حذّر روبنر من أنَّ تعاملات اليوم الجمعة قد تكون متقلبة في ظل إعادة التوازن بمراكز صناديق التقاعد في ختام تعاملات الربع إلى جانب النشاط الذي تشهده عمليات التحوّط عبر عقود الخيارات.

وبمجرد اختفاء هذا الاضطراب؛ يرجح روبنر في تحليله أن تتحوّل توقُّعات مستشاري تداول السلع، الذين يحللون زخم أسعار الأصول عبر الرهانات الشرائية والبيعية في سوق العقود الآجلة، نحو الصعود. وهؤلاء العصبة الذين يسايرون الاتجاه حالياً، يراهنون على هبوط مؤشر "إس آند بي 500" بقيمة 26 مليار دولار، لتقترب بذلك من أكبر مركز بيعي منذ أكتوبر 2021 على الأقل.

طلب مؤكد

يوضح نموذج روبنر، الذي قسّم العرض والطلب المحتملين للمجموعة إلى ستة سيناريوهات بناءً على تحركات السوق المختلفة والأطر الزمنية، أنَّ هذه الكميات التي تسعى وراء الزخم ستقتنص الأسهم تحت كافة السيناريوهات.

وقال: "إنَّه اكتساح أخضر لمؤشر (إس آند بي 500)، إذ من المرجح أن يتوفّر الطلب في كل السيناريوهات الستة.. وطَلبُ مستشاري تداول السلع على الأسهم هو الرسم البياني الأكثر أهمية لدي.. وهو أمر أشبه باحتفالية أميركية رائعة، ولا يحدث كثيراً".

"مورغان ستانلي" يتوقع صعود الأسهم الأميركية على المدى القصير

صعد "إس آند بي 500" بنسبة 0.6% يوم الخميس، لتصل مكاسبه التي حققها في مارس إلى 2%، معوضاً كل الخسائر التي تكبّدها منذ اندلاع أزمة البنوك في 8 مارس.

شكوك متواصلة

حتى بعد المكاسب الأخيرة، ما تزال الشكوك موجودة بعد أن عانى المستثمرون من هبوط الأسهم 25% من ذروتها إلى القاع في ظل استمرار تشديد الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية لمحاربة التضخم. ووفقاً لأحدث استطلاع أجراه "بنك أوف أميركا" لمديري الأموال الشهر الحالي؛ هبطت معدلات تخصيص النقد مقابل الأسهم الأميركية (في المحافظ) إلى أدنى مستوياتها منذ 18 عاماً.

ساد التشاؤم أيضاً بين المستثمرين الأفراد. واستناداً إلى الاستطلاع الشهري الذي يجريه "كونفرنس بورد"؛ فقد تخطت نسبة المستثمرين الذين يتوقَّعون انخفاض الأسهم العام المقبل، مقارنة بأولئك الذين يرجحون ارتفاعها للشهر الخامس عشر على التوالي. وتُعدّ هذه ثاني أطول فترة من المعنويات السلبية في البيانات التي تعود إلى 1987، بعد فترة 18 شهراً تم تسجيلها خلال الأزمة المالية العالمية، وفقاً لمجموعة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group).

ويرى روبنر أنَّ كل التمركز الدفاعي بالسوق يمهد الطريق لارتفاع الأسهم، لأنَّه يرجح إنهاك البائعين، لدرجة أنَّ جرعة صغيرة من الأخبار الإيجابية يمكن أن تثير موجة من الشراء في وقت سيضطر المراهنون على الهبوط إلى مطاردة الاتجاه الصعودي.

إغلاق مراكز التحوّط وإعادة التمركز

لكن قبل أن يحدث كل ذلك، يتوقَّع روبنر أن تمهد بضعة أحداث ربع سنوية الطريق لسوق الأسهم اليوم الجمعة. أحدها هو انتهاء فترة بعض عقود الخيارات التي ستحرر صانعي السوق من استراتيجية بيع الأسهم مع الصعود، والعكس صحيح، بهدف البقاء في وضع محايد بالسوق. ووفقاً لتقديرات "غولدمان"؛ فإنَّ تجار الخيارات يتحوّطون حالياً بعقود بيع بأكثر من 6 مليارات دولار، وهو الأكبر منذ نوفمبر 2021، ومن المرجح انخفاضها بمقدار النصف الأسبوع المقبل.

الحدث الآخر هو مبيعات صناديق المعاشات المتوقَّعة للأسهم بقيمة 2.3 مليار دولار، كما أنَّها ستحتاج إلى إعادة تخصيص الأصول إلى المستويات السابقة في أعقاب التقلبات الأخيرة التي حدثت للأصول.

وقال روبنر: "هذا يمهد الطريق للسوق.. لأنَّ العوامل الفنية لتدفق السيولة لسوق الأسهم مواتية للغاية بدءاً من الغد الساعة 4 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة".

الأميركيتان