سيولة بتكوين تجف مع هروب "العابرين" إثر اضطرابات القطاع

تدهور السيولة انعكس على تزايد تباين أسعار الصفقات عند تنفيذها

شعار "بتكوين" على شاشة إلكترونية
شعار "بتكوين" على شاشة إلكترونية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لاتزال سيولة "بتكوين" منخفضة بكل المقاييس رغم الارتفاع المذهل للعملة المشفرة العام الجاري.

يدفع المستثمرون المزيد مقابل تنفيذ العمليات بسبب "الانزلاق السعري"، وهو الفرق بين السعر المتوقع للصفقة وسعر تنفيذها بالكامل، وهو علامة على تدهور السيولة، وفق كونور رايدار محلل الأبحاث لدى شركة "كايكو" (Kaiko) في باريس. كلما ازدادت صعوبة التداول، يتعرض المزيد من المستثمرين للتقلبات المحتملة في السعر.

يمكن أن يحدث ذلك نتيجة التغير في الفارق بين سعري العرض والطلب، أي بين الوقت الذي عُرضت فيه الصفقة ووقت تنفيذها، أو عندما لا يكون هناك عمق كافٍ بطلبات الشراء لمقابلة الأوامر الكبيرة.

تعافي "بتكوين" العام الجاري جعلها الأصل الأفضل أداءً في الربع الأول، إلا أن الحملة التنظيمية الأميركية المتزايدة على القطاع وانهيار بعض المصارف المرتبطة بالعملات المشفرة أحبط حماس بعض المستثمرين.

"بتكوين" تعود لاستهداف 30 ألف دولار متجاهلة دعوى "بينانس"

قال رايدر: "يشير ذلك إلى تردد مؤسسات القطاع في تقديم سيولة.. فالكثير من شركات التشفير لا تريد أن تجد نفسها عالقة وسط معركة بين المنظمين الأميركيين والبورصات".

خروج العابرين

رغم تعافي الأسعار في بداية 2023، فقد جفّت أحجام التداول والسيولة في سوق العملات المشفرة عند قياسها على مدار العام، وهو ما يعود إلى التراجع العام في الأسعار، حيث انخفضت بتكوين بنحو 38% لتصل إلى حوالي 28 ألف دولار، كما هبطت العملات المشفرة الأخرى بنسب أعلى.

المستثمرون انسحبوا خلال تلك الفترة إذ أخافتهم سلسلة من الفضائح، والآن، يراقب المحللون بشكل خاص كيف يمكن أن يتصرف صغار المستثمرين الأفراد اللذين باتوا جزءاً لا يتجزأ من النظام، وساعدوا على رفع الأسعار خلال طفرة الصعود في بداية الوباء.

قال مارك كونورز، مدير الأبحاث في شركة إدارة الأصول الرقمية "ثري آي كيو" (3iQ): "خرج الزائرون العابرون بالتأكيد من السوق.. وإذا كنت من الباقين، عليك أن تفهم أن التقلبات موجودة لكنك لن تعلم أين ستكون يوماً بيوم رغم أنك ستفهم المسار، والتطبيق، وهذه الأمور".

مناصرو التشفير يقللون من تأثير الدعوى الأميركية ضد "بينانس"

علاوة على ذلك، تساعد الأحجام الفورية في بعض بورصات العملات المشفرة المشهورة في تفسير هذه الظاهرة، إذ شهدت منصة "بينانس"، أكبر بورصة لتداول العملات المشفرة بنهاية مارس الماضي أحجام تداول طبيعية على مدار 24 ساعة تجاوزت 6 مليارات دولار، وناهز عدد الزيارات شهرياً 65 مليوناً. وبالمقارنة، سجلت "كوين بيس"، ثاني أكبر بورصة بقطاع التشفير، أحجام تداول بنحو 1.3 مليار دولار، وما يقارب 33 مليون زيارة شهرية، وفقاً لبيانات وأرقام "كوين غيكو" (CoinGecko) التي جمعتها الشركة.

"سوق متقلبة"

تقول فيونا سينكوتا، كبيرة محللي الأسواق المالية في "سيتي إندكس" (City Index)، إن أحجام تداول بتكوين انهارت، "وهو حتماً ما يهيئ الظروف لسوق متقلبة أكثر.. فالهبوط الحاد في أحجام التداول يعني أنه من السهل على التنفيذات الأكبر حجماً أن تحرّك أسعار بتكوين. لذا اربطوا أحزمتكم لأننا قد نمر بتقلبات جامحة".

أضافت سينكوتا: "هبوط الأحجام يشير إلى ضعف الشهية تجاه بتكوين رغم تسجيلها مستويات مرتفعة مؤخراً نتيجة هدوء المخاوف المحيطة بالقطاع المصرفي وأيضاً نتيجة لتركّز الأضواء على تنظيم قطاع التشفير".

في الأيام الماضية، ظهرت أنباء تفيد بأن لجنة تداول السلع الآجلة الأميركية رفعت دعوى قضائية ضد بورصة العملات المشفرة "بينانس"، ومؤسسها تشانغ بينغ جاو بسبب انتهاكات مزعومة لقواعد تداول المشتقات. قالت "بينانس" إنها لا توافق على توصيف العديد من المشكلات المزعومة في الشكوى.

قطاع التشفير في مرمى الجهات الناظمة و"بينانس" ليست خارجه

في هذا الصدد قال ستراهينجا سافيك، مدير البيانات والتحليلات في "إف آر إن تي فاينانشال" (FRNT Financial): "يتبقى لنا متابعة كيف ستؤثر القضية على عمليات (بينانس).. ورغم هذه الخلفية، لم يتأثر وضع السيولة الراهن في عالم التشفير بالاتهامات".

هبطت "بتكوين" بما يعادل 1.7% يوم الاثنين وتم تداولها عند نحو 27,700 دولار في الساعة الواحدة بتوقيت سنغافورة، تراجعت أيضاً العملات الصغرى مثل "إيثريوم" و"سولانا" و"أفلانش". جاء ذلك ضمن تراجع أوسع للاستثمارات الأكثر خطورة والناجم عن قفزة أسعار النفط التي قد تزيد الضغوط التضخمية وبالتالي الحاجة لأسعار فائدة أعلى.