الشرق
شهد نشاط القطاع الخاص غير النفطي في الإمارات العربية المتحدة ارتفاعاً قوياً في شهر مارس ليصل إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر، بحسب دراسة بيانات مؤشر مديري المشتريات الصادرة اليوم الأربعاء عن "إس آند بي غلوبال".
أظهرت الدراسة بلوغ المؤشر مستوى 55.9 نقطة في مارس مقابل 54.3 نقطة في فبراير، بزيادة 1.6 نقطة والتي تمثل أعلى وتيرة ارتفاع شهرية للمؤشر منذ أكتوبر 2021.
يشير مستوى 50 نقطة إلى الخط الفاصل بين التوسع والانكماش، حيث يشير المستوى دونه إلى تقلص الأعمال.
كشفت البيانات عن ازدهار سوق العمل بالاقتصاد غير المنتج للنفط في الإمارات، حيث أدى تسارع وتيرة نمو الطلبات الجديدة والضغوط على القدرات الاستيعابية إلى أسرع زيادة في التوظيف منذ شهر يوليو 2016.
نمو أسرع للأعمال الجديدة
كان نمو الأعمال الجديدة هو الأسرع منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، مما شجع الشركات على زيادة مخزونها من مستلزمات الإنتاج بأقوى معدل في خمس سنوات. كما واصلت الشركات الاستفادة من ضغوط التكلفة المعتدلة نسبياً، على الرغم من تقلص هوامش الأرباح مرة أخرى مع انخفاض أسعار المنتجات.
قال ديفد أوين، كبير الباحثين الاقتصاديين في "إس آند بي غلوبال": "عكست القراءة الأخيرة لمؤشر مديري المشتريات في شهر مارس الجهود المتضافرة من قبل الشركات غير المنتجة للنفط لزيادة طاقتها الاستيعابية في مواجهة زيادة معدلات الطلب. وأضاف، ارتفعت المؤشرات الفرعية للتوظيف ومخزونات المشتريات إلى أعلى مستوياتها في 80 و60 شهراً على التوالي، مما يشير إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد الموظفين وحجم المخزون في فترة الدراسة.
زيادة الطلب المحلي
في الوقت نفسه، ارتفع معدل نمو الطلبات الجديدة إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر، حيث سلطت الشركات الضوء على زيادة الطلب في السوق مع نشاط قطاع السياحة.
تشير البيانات التقديرية إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للدولة حقق نمواً بنسبة 7.6% خلال العام الماضي، نتيجة الأداء القوي لبعض القطاعات منها السياحة والضيافة والعقارات والنقل والتصنيع.
ظل الانتعاش بنشاط القطاع الخاص في مارس مدفوعاً في الغالب بالمبيعات المحلية، في حين كانت أعمال التصدير الإجمالية مستقرة على نطاق واسع بعد سلسلة من التراجع استمرت ثلاثة أشهر.
أدى الارتفاع في الطلبات الجديدة إلى زيادة الشركات لإنتاجها، ولم يتغير معدل التوسع على نطاق واسع منذ شهر فبراير ولكنه كان قوياً بشكل عام. ومع ذلك، وفي ظل تحسن الطلب وإبلاغ بعض الشركات عن وجود تأخر في تعيين الموظفين، ارتفع حجم الأعمال غير المنجزة إلى أقصى حد منذ شهر أكتوبر من العام الماضي.