رفض سعيد "إملاءات" صندوق النقد الدولي يهوي بسندات تونس

السندات التونسية تسجل أكبر انخفاض في العالم بعد تصريح لرئيس البلاد بضرورة "الاعتماد على الذات" للخروج من الأزمة

الرئيس التونسي قيس سعيد خلال مشاركته في قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في بروكسل، بلجيكا، يوم 17 فبراير 2022
الرئيس التونسي قيس سعيد خلال مشاركته في قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في بروكسل، بلجيكا، يوم 17 فبراير 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجّلت السندات التونسية أكبر تراجع في العالم، بعدما أشار الرئيس التونسي قيس سعيد إلى أنه سيرفض خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي، الأمر الذي فاقم المخاوف من أن الدولة التي تعاني أزمة مالية، تتجه نحو التخلف عن السداد.

انخفضت سندات تونس بالدولار المستحقة في عام 2025، بمقدار 4.1 سنت لتصل إلى 51.38 سنت للدولار اليوم الخميس، وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق. ويجرى تداول سندات الدين التونسية على أنها "متعثرة" منذ عام 2021، ما يعني أنها تزيد بمقدار 10 نقاط على الأقل عن عوائد سندات الخزانة الأميركية ذات الآجال المماثلة. وقد انخفضت أيضاً السندات التونسية المقومة باليورو والين الياباني.

اقرأ أيضاً: البنك الدولي يدعم شركات تونس الصغيرة بـ120 مليون دولار

تعتبر تصريحات سعيد الأخيرة، الأكثر وضوحاً حتى الآن بشأن موقفه من حزمة الإنقاذ البالغة قيمتها 1.9 مليار دولار، والتي توصّلت إليها تونس في أكتوبر مع صندوق النقد الدولي على مستوى الموظفين، علماً أنه لم تجرِ حتى الآن مراجعة الصفقة للموافقة عليها من قبل مديري المقرض متعدد الأطراف.

إملاءات خارجية

قال سعيد اليوم الخميس، رداً على سؤال حول ما إذا كان سيوقّع على الاتفاقية: "في ما يتعلق بصندوق النقد الدولي، الإملاءات التي تأتي من الخارج وتتسبب فقط في المزيد من الفقر، مرفوضة". وعندما سئل عن البديل لخطة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي، كرّر مرتين: "البديل هو أنه يجب أن نعتمد على أنفسنا".

اقرأ أيضاً: 5 ملامح لعمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في تونس

أشار سعيد، الذي عزّز سلطته شبه المطلقة في 2021، إلى أعمال الشغب التي اندلعت في تونس قبل 40 عاماً، في أعقاب التعديلات التي أدخلتها السلطات على دعم المواد الغذائية بموجب اتفاق سابق مع صندوق النقد الدولي. وقال: "يريدون منا الاستماع إلى حديثهم.. لن نصغي إلى أحد، إلا الله وصوت الناس".

بعد محادثات مطولة مع الاتحاد العام التونسي للشغل، أقوى النقابات العمالية، لم تضع السلطات التونسية اللمسات الأخيرة على حزمة لخفض الإنفاق على الدعم والقطاع العام الضخم في البلاد.

هاوية سحيقة

أثار التأخير مخاوف من التخلف عن السداد، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الحادة التي تعاني منها تونس بالفعل، والتي دفعت بأكبر عدد من التونسيين إلى الفرار خارج بلادهم منذ الثورة التي أطلقت شرارة ما يُعرف بـ"الربيع العربي" في عام 2011.

قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، أمام مجلس الشيوخ الأميركي في مارس، إن "الاقتصاد التونسي يخاطر بالانزلاق إلى هاوية سحيقة" من دون خطة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي.

استدعت حملة سعيد المستمرة على خصومه، ودوره في تأجيج موجة العنف ضد المهاجرين الأفارقة في البلاد، إدانة دولية، بما في ذلك من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والبرلمان الأوروبي وصندوق النقد الدولي. ودعا أعضاء مجلس النواب الأميركي الإدارة الأميركية إلى "ضمان أن أي مساعدة من الولايات المتحدة لتونس، ستدعم استعادة الحكم الديمقراطي الشامل وسيادة القانون".

اقرأ المزيد: البنك الدولي يعلق بعض أعماله في تونس بسبب العنصرية

قال سعيد إنه يطبق القانون فقط لحماية البلاد من الفوضى. وفي ظل تكهنات متزايدة بشأن صحته، أشار الرئيس التونسي البالغ من العمر 65 عاماً في تصريحه اليوم الخميس، إلى أنه لا يفكر في الوقت الحالي في الترشح لإعادة انتخابه في عام 2024.

وقال: "بالطبع هناك انتخابات، والشعب هو الحكم". وأضاف أنه لن يسمح لخليفة "غير وطني" بتولي المسؤولية.