أصولها تتجاوز 5 تريليونات دولار.. هذا ما تريد معرفته عن صناديق أسواق النقد

تدفق حوالي 350 مليار دولار على هذه الصناديق في الأسابيع الأربعة المنتهية في 5 أبريل

تمثال الثور رمز الأسواق الصاعدة والتفاؤل بزيادة الأسعار
تمثال الثور رمز الأسواق الصاعدة والتفاؤل بزيادة الأسعار المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتسابق المستثمرون الذين هزّهم الاضطراب المستمر في القطاع المصرفي والباحثين عن عوائد أعلى، إلى صناديق أسواق النقد.

تدفق حوالي 350 مليار دولار على هذه الصناديق في الأسابيع الأربعة المنتهية في 5 أبريل، وفقاً لـ"انفستمنت كومباني إنستيتيوت" (Investment Company Institute). دفع ذلك الأصول إلى مستوى قياسي بلغ 5.25 تريليون دولار، متجاوزاً ذروة الوباء البالغة 4.8 تريليون دولار.

يقول الخبراء إنَّ هناك الكثير من الأسباب التي تجعلك تحب صناديق أسواق النقد في الوقت الحالي، لكنَّها تنطوي أيضاً على مخاطر.

إليك ما يجب مراعاته عند اتخاذ قرار بالاستثمار في هذه الصناديق:

ما هي صناديق أسواق النقد؟

صناديق أسواق النقد هي نوع من الصناديق الاستثمارية، يلجأ إليها المستثمرون بشكل عام لتجنيب الأموال انتظاراً لاستثمارها أو اللجوء إليها في المستقبل القريب.

تستثمر الصناديق في أدوات استثمارية قصيرة الأجل، بما في ذلك النقد وشهادات الإيداع وأذون الخزانة الأميركية، وتتبع الإرشادات الفيدرالية حول الجودة والاستحقاق والسيولة والتنويع. يجب أن يتم استثمار 10% على الأقل في الأصول السائلة اليومية و30% في الأصول السائلة الأسبوعية، وتقترح لجنة الأوراق المالية والبورصات زيادة ذلك إلى 25% و50% على التوالي.

تاريخياً، حافظت الصناديق على قيمة دولار واحد كقيمة للوثيقة أو الحصة أو الوحدة في الصندوق، بجانب دفع أرباح للوثيقة. ليس هناك ما يضمن أنَّ المستثمرين لن يخسروا أموالهم، فالأموال ليست مؤمنة من قبل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC)، وتفقد هذه الصناديق جاذبيتها بسرعة إذا ما تراجع سعر الوثيقة عن السعر الاسمي أو أقل من دولار واحد كما هو شائع.

تتراوح الرسوم بين الشركات التي لديها هذا النوع من الصناديق من 0.09% في "فانغارد" إلى 0.34% في "شواب" و 0.42% في "فديلتي". يمكنك شراء الوثيقة من مواقع شركات الوساطة أو مواقع شركات صناديق الاستثمار، تماماً كما تشتري الأسهم أو أي نوع آخر من وثائق أو وحدات صناديق الدخل الثابت. إذا كان لديك خطة لاستثمار 401 ألف دولار، فمن المحتمل أن تكون خيارات الاستثمار في هذه الصناديق متاحة.

اقرأ أيضاً: 508 مليارات دولار ضخت في صناديق النقد الأميركية بالربع الأول

ما هي جاذبيتها؟

تعتبر العوائد التي تقدّمها هذه الصناديق بمثابة نقطة جذب كبيرة. حقق أكبر صندوق موجه للأفراد، وهو صندوق النقد الحكومي "إس بي إيه إكس إكس" (SPAXX) الذي تديره فديلتي، عائداً بنسبة 4.49% في 5 أبريل، مقارنة بمتوسط عائد 0.06% على الحسابات الجارية بفائدة، و0.37% على حسابات التوفير، وفقاً لبيانات مارس الصادرة عن مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية. كما أنَّ حسابات التوفير ذات العائد المرتفع تقدّم معدلات أقل، إذ يدفع بنك "ماركوس" التابع لـ"غولدمان ساكس" حالياً 3.75%.

صناديق أسواق النقد أكثر ذكاءً من البنوك في تمرير أي تغييرات على سعر الفائدة. على مدار 20 عاماً، تدفق حوالي 86% من التغييرات في أسعار الفائدة على صناديق أسواق النقد الموجهة للأفراد، مقارنة بـ26% لشهادات الإيداع للأفراد، وفق مدونة الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

قال مستشار الثروة تشاك كوبر من "سترونغ بوكس ويلث" (StrongBox Wealth)، الذي لديه عميل عُرض عليه مؤخراً 0.25% كعائد على شهادات الإيداع لمدة 48 شهراً: "تستفيد العديد من البنوك من أصحاب حسابات الودائع الثابتة المزعومة.. هذا أقل مما يتم فرضه على عميل غير مرتاب منذ فترة طويلة".

ما هي المخاطر؟

صناديق أسواق النقد حساسة لتغيّر أسعار الفائدة، لذلك ستتقلب العوائد. وبخلاف حسابات التوفير التقليدية؛ فهي لا تخضع للمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC).

كانت أكبر المشكلات في الماضي تتعلق بالصناديق المؤسسية، التي تميل إلى أن تكون أكثر حساسية للمخاطر بسبب الأوراق التجارية التي تمتلكها. وشهدت خروج تدفقات كبيرة في مارس 2020 مع انتشار الوباء، وكان على الاحتياطي الفيدرالي التدخل لدعم أسواق التمويل قصيرة الأجل. وفي عام 2008، اضطر صندوق "ريزيرف بريماري" (Reserve Primary Fund) أو "صندوق الاحتياطي الرئيسي"، إلى إعادة تسعير كل وحدة من وحداته إلى أقل من دولار واحد بعد جولة شهدت قيام المستثمرين بسحب 40 مليار دولار في يومين فقط بسبب تعرّضه لأوراق تجارية مفلسة من بنك "ليمان براذرز".

كما أثارت الأزمة المصرفية الحالية قلق المستثمرين بشأن صناديق أسواق النقد الرئيسية. خرجت تدفقات من صناديق "شواب" لأسواق النقد بـ8.8 مليار دولار في ثلاثة أيام في منتصف مارس. في تلك الأيام نفسها، جذبت صناديق أذون وسندات الخزانة الحكومية تدفقات داخلة بلغ مجموعها حوالي 14 مليار دولار.

كيف تختلف؟

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الصناديق: الحكومية، والرئيسية، والخزينة. تشكل صناديق أسواق النقد الحكومية أكبر جزء من عالم صناديق الاستثمار الموجهة للأفراد.

الصناديق الحكومية: تحتفظ هذه الصناديق منخفضة المخاطر بما لا يقل عن 99.5% من أصولها نقداً، والأوراق المالية الحكومية الأميركية، واتفاقيات إعادة الشراء (القروض قصيرة الأجل المضمونة) المدعومة بالكامل بالأوراق المالية الحكومية.

الصناديق الرئيسية: تحتوي على نقد وديون ذات معدل متغير وأوراق تجارية، التي يمكن أن تكون من بنوك ذات تصنيف عالٍ في الولايات المتحدة وخارجها، فضلاً عن ديون الوكالات الحكومية الأميركية والشركات التي ترعاها الحكومة مثل "فاني ماي". قد لا يحتوي الصندوق على كلمة رئيسي أو "Prime" في اسمه. صندوق "شواب" الرئيسي يُدعى صندوق "فاليو أدفانتيدج مني"، وصندوق "فديلتي" يُدعى "فيديليتي مني ماركت فند".

صناديق الخزانة: تستثمر هذه الصناديق بشكل كبير في النقد وأذون الخزانة، بالإضافة إلى اتفاقيات إعادة الشراء المضمونة من قبل سندات الخزانة. هناك أيضاً صناديق الخزانة التي تحتفظ بالنقد وسندات الخزانة فقط. هذا يمكن أن يشكل خطراً على المدى القريب خاصة عند الدخول في مواجهة سقف الدين في وقت لاحق من هذا العام، ولا يمكن للصندوق شراء سوى سندات الخزانة فقط، بحسب بيتر كرين من "كران داتا" (Crane Data). وأضاف: "تجنّب تلك الأيام في منتصف أغسطس أو سبتمبر، إذ من المحتمل أن نتعثر تقنياً، وستكون فترة عصيبة على صندوق الخزانة عن أي صندوق حكومي".