"بلاك روك" وصناديق دولية متفائلون بالسندات الماليزية

استقرار التضخم يعزز التوقعات بوصول الفائدة لذروتها في الدولة الآسيوية

أسعار الأسهم معروضة على شاشات عملاقة داخل صالة التداول بمقر بنك "RHB Investment" في كوالالمبور، ماليزيا
أسعار الأسهم معروضة على شاشات عملاقة داخل صالة التداول بمقر بنك "RHB Investment" في كوالالمبور، ماليزيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أصبحت ماليزيا وجهة المستثمرين في السندات الآسيوية مثل "بلاك روك"، مع تطلع بعضهم للربح من العلامات على وصول أسعار الفائدة لذروتها، والبعض الآخر عينه على ارتفاعٍ جذاب في العائد.

أثناء بحثهم عن ملاذ من مخاوف قطاع البنوك العالمي، ضخ المستثمرون الدوليون 983 مليون دولار في ديون الدولة الشهر الماضي، في أعلى رقم منذ يناير 2022، وفق بيانات البنك المركزي "نيغارا ماليزيا" (Negara Malaysia). كذلك كان حجم الزيادة في هذه التدفقات مقارنة بمتوسط الخمس سنوات أعلى من أي اقتصاد رئيسي آخر في المنطقة، وفق تحليل الانحراف المعياري.

تعديل الميزانية في ماليزيا يعزز التفاؤل بآفاق الأسهم والرينغيت

قال نيراج سيث، مدير الائتمان الآسيوي في "بلاك روك" في سنغافورة، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "تبدو السندات الماليزية جذابة الآن نظراً لأن التضخم بدأ يبدي علامات على الاستقرار. الدولة تتمتع بحساب جارٍ قوي بالنظر إلى تعرضها للنفط والسلع". و"فيما يقترب الاحتياطي الفيدرالي من وقف مؤقت لزيادات أسعار الفائدة، فإنه يفسح المجال للأسواق المحلية للتفوق فعلياً في الأداء، إذ إنه يسمح بتطبيق سياسات نقدية ميسرة".

استثمار جذاب

تجذب الديون الماليزية المستثمرين رغم أن عائداتها منخفضة نسبياً إذ قلّ العائد على سندات الدولة القياسية لأجل ثلاث سنوات بمقدار 119 نقطة أساس عن سندات الخزانة الأميركية المماثلة في وقت ما في مارس، وهو أكبر فارق منذ عام 2007.

لكن هذه السندات توفر عائداً أعلى إذا باع المتداولون زوج الرينغيت-دولار على المكشوف للتحوط عبر العقود الآجلة، طالما لا ترتفع قيمة العملة الماليزية. وبالنسبة للمستثمرين الذين يتحوطون من تقلبات الرينغيت باستخدام العقود الآجلة العملة لمدة ثلاثة أشهر، توفر السندات الحكومية لأجل ثلاث سنوات عائداً يقارب 6%، مقارنة بحوالي 3.3% دون أي تحوط.

الرابحون والخاسرون من موازنة ماليزيا الجديدة لعام 2023

حافظ البنك المركزي على السياسة النقدية كما هي خلال آخر اجتماعين في علامة على أن أسعار الفائدة الرئيسية قد تكون قرب مستوياتها النهائية، وتؤيد وجهة النظر تلك حقيقة أن التضخم الرئيسي تباطأ إلى 3.7% على أساس سنوي في فبراير من المستوى المرتفع المسجل في أغسطس عند 4.7%.

المركزي الماليزي سيرفع الفائدة إذا لزم الأمر

مع ذلك، يواصل الاقتصاديون الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم توقع رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3%، وفق أوسط التوقعات. وكان محافظ البنك المركزي، نور شمسية يونس، قال في نهاية مارس إن البنك المركزي أبقى الباب مفتوحاً لمزيد من التشديد إذا لزم الأمر.

وفي حال رفع بنك "نيغارا ماليزيا" أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أخرى، ستظل السندات الأقصر أجلاً توفر للمستثمرين فارقاً وعائداً أكبر من الفائدة الرسمية. يتجاوز العائد على السندات الماليزية لأجل ثلاث سنوات سعر الفائدة الرسمي بما يناهز 60 نقطة أساس، مقارنة بفارق بلغ 25 نقطة أساس في المتوسط خلال السنوات الخمس المنتهية في 2019 قبل اجتياح جائحة كوفيد للأسواق العالمية.

التوقف عن رفع أسعار الفائدة في آسيا "مهمة معقدة"

وقد تشهد السندات تدفقات أجنبية داخلة على المدى القريب، إذ تفيض الأموال على ماليزيا باعتبارها ملاذاً آمناً وتلاحق العائدات الجذابة المحوطة، "لكن تبقى معنويات التدفقات الداخلة الأجنبية عرضة لتغير سيناريو أسعار الفائدة الأميركية"، وفق وينسون فون، رئيس أبحاث الدخل الثابت في "ماي بنك سيكيوريتيز" (Maybank Securities) في سنغافورة.