وكالة الطاقة الدولية: تخفيض "أوبك+" يكثّف "الحصار" على مستهلكي النفط

تتوقع الوكالة سحب مليوني برميل يومياً في المتوسط من المخزونات بالنصف الثاني من العام

عامل نفط يتفقد رافعة ضخ أثناء عمليات التنقيب عن النفط في حقل نفط، روسيا
عامل نفط يتفقد رافعة ضخ أثناء عمليات التنقيب عن النفط في حقل نفط، روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت وكالة الطاقة الدولية إن تخفيضات إنتاج "أوبك+" من المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وتلحق المزيد من الضرر بالمستهلكين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع معدلات التضخم.

أسواق النفط العالمية، التي تسير بالفعل على طريق تحقيق عجز في الإمدادات قبل أن تكشف السعودية وشركاؤها عن القيود المفاجئة، ستواجه فجوة أكبر مما كان متوقعاً في السابق، مما سيؤدي إلى عمليات سحب ضخمة من المخزونات تبلغ حوالي مليوني برميل يومياً في المتوسط في النصف الثاني من العام، بحسب الوكالة.

وكالة الطاقة الدولية التي يقع مقرها في باريس، قالت في تقريرها الشهري يوم الجمعة: "أرصدة أسواق النفط كانت بالفعل في طريقها نحو عجزٍ كبير.. التخفيضات الأخيرة تخاطر بتفاقم تلك الضغوط.. والمستهلكون المحاصرون حالياً من التضخم سيعانون أكثر من ارتفاع الأسعار".

صدمت المملكة العربية السعودية وشركاؤها في "أوبك+" تجار النفط وساهم القرار في رفع الأسعار عندما اتفقوا على تخفيض إنتاج جديد بأكثر من مليون برميل يومياً في 2 أبريل. يجري تداول عقود برنت الآجلة بالقرب من 86 دولاراً للبرميل، مما أدى إلى تعزيز عائدات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). مع إحياء الضغوط التضخمية للاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضاً: الرهانات المتفائلة بصعود النفط ترتفع بأكبر وتيرة منذ 2016

أعلنت روسيا، العضو الرئيسي في "أوبك+"، خفض الإمدادات رداً على العقوبات بسبب الحرب في أوكرانيا، على الرغم من أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع الآن أن الإنتاج الروسي سينخفض أقل بكثير مما كان متوقعاً في الأصل.

تحدت موسكو باستمرار توقعات وكالة الطاقة الدولية بأن إنتاجها سينهار. ترى الوكالة، التي توقعت قبل بضعة أشهر انخفاض الإمدادات الروسية بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً هذا الربع، انخفاضاً قدره 530 ألف برميل يومياً فقط هذا العام، أو حوالي 5%. وقالت إن صادرات النفط في البلاد سجّلت في مارس أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات.

طلب قوي

وصفت أوبك قيود العرض بأنه "إجراء احترازي" لمواجهة عدم اليقين الاقتصادي، ورادع للمضاربين الذين يقومون برهانات غير مبررة ضد السوق. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن مستويات المخزون الوفيرة، التي وصلت في يناير إلى أعلى مستوياتها منذ صيف 2021، ربما تكون قد أدت أيضاً إلى هذه الخطوة.

ومع ذلك، فإن القرار لا يتوافق مع توقعات الطلب العالمي على النفط، والذي تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع بمقدار مليوني برميل يومياً هذا العام وسط تعافي ما بعد الوباء في الصين ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 101.9 مليون برميل يومياً في المتوسط.

احتفظت أوبك نفسها بتوقعات قوية لاستهلاك الوقود العالمي هذا العام في تقريرها يوم الخميس، وأشارت إلى أن السوق تواجه عجزاً في المعروض مماثل لما توقعته وكالة الطاقة الدولية.

انتقدت إدارة الرئيس جو بايدن قرار المنظمة واعتبرته غير حكيم، في ظل علاقتها المتوترة مع الرياض التي تعد أحد الحلفاء القدامى لأميركا. ووصف المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، القرار بأنه "مفاجأة سيئة" للاقتصاد العالمي.

ومع ذلك، تواجه "أوبك+" رفضاً أقوى لخفض الإمدادات السابق في أكتوبر، وهو القرار الذي ظهر في الأشهر اللاحقة مع تدهور آفاق الاقتصاد العالمي.