ارتفاع درجات استدامة الشركات الروسية

خطط النمو الطموحة للشركات الروسية ستساهم في زيادة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري في روسيا خلال العقد المقبل
خطط النمو الطموحة للشركات الروسية ستساهم في زيادة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري في روسيا خلال العقد المقبل بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يسلط الانفصال بين سياسات المناخ في روسيا وتقييمات استدامة بعض من أكبر الشركات في البلاد الضوء على التحديات التي يواجهها المستثمرون في تقييم الأداء البيئي والاجتماعي والحوكمة هناك.

فعلى الرغم من أن النتائج البيئية والاجتماعية والحوكمة لشركات، مثل "نوفاتك" "Novatek PJSC" و"بولي يوس" "Polyus PJSC"، تأتي على قدم المساواة أو بشكل أفضل من العديد من نظيراتها الدولية، إلا أن خطط النمو الطموحة لهذه الشركات ستساهم في زيادة متوقعة في الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري في روسيا خلال العقد المقبل.

استثمارات مجزية مالياً واجتماعياً

وأصبحت التصنيفات لأولوية الاستثمارات، التي صُممت لتكون مجزية من الناحية الاجتماعية والمالية، ذات شعبية متزايدة، كما أن العديد من الصناديق باتت تتطلب المزيد من المساءلة.

وبحسب الشبكة العالمية للاستثمارات "Global Impact Investing Network"، ارتفعت الأصول في صناديق الاستثمار المؤثر إلى 715 مليار دولار في نهاية العام الماضي، بعد أن كانت 8 مليارات دولار فقط في عام 2012.

وقال أرييل بينشوت، المنسق في مركز التمويل المستدام التابع لمعهد الموارد العالمية: "تعد التصنيفات البيئية والاجتماعية والحوكمة أداة قيمة بالنسبة للمستثمرين ودعاة الاستدامة على حد سواء، لكنها ليست أداة موحدة أو ذات شفافية أو خاضعة للمساءلة، لذا لابد من تفسيرها مع بعض الحذر".

وتكشف النتائج المحسنة في روسيا، وهي رابع أكبر مُصدر لانبعاثات الكربون في العالم، عن الصعوبات التي يمكن مواجهتها أثناء تقييم الشركات العاملة في الصناعات الاستخراجية في اقتصاد يحتاج إليها للنمو. وجدير بالذكر أن اقتصاد روسيا لا يزال قائما على الموارد، حيث تشكل الضرائب على النفط والغاز ما يقرب من ثلث الإيرادات.

وبعد أن وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على انضمام بلاده إلى اتفاقية باريس للمناخ العام الماضي، نشرت وزارة الاقتصاد استراتيجية، في شهر مارس، تتوقع معها زيادة الانبعاثات مع الحد من كثافة الكربون خلال العقد المقبل.

تشديد الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات

وتختلف مفاهيم السياسات المقبولة اجتماعيا في روسيا بشكل كبير عن توقعات المستثمرين الأوروبيين والأمريكيين، فقد قامت روسيا بإلغاء تجريم العنف المنزلي جزئيا في عام 2017 وحظر دعايا المثلية الجنسية على القاصرين.

وقالت بوني سايناي، رئيسة استراتيجية البحوث والبيانات لدى "أي.إس.إس للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية" (ISS ESG)، إن الشركات الروسية تتخلف عن نظرائها العالميين فيما يخص أهداف المناخ والافتقار إلى نهج إدارة التنوع البيولوجي، بينما يظل الإفصاح عن الخلافات، خاصة حول القضايا الاجتماعية، محدودا".

ومع ذلك، تركز العديد من الشركات الروسية الكبيرة بشكل أكبر على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، بما في ذلك المعالجة البيئية، بحسب ما ذكرته سايناي التي قالت: "هذا هو ما يبحث عنه المستثمرون بشكل مباشر".

وقامت مؤسسة "MSCI ESG" في شهر ديسمبر الماضي، بترقية تصنيف منتج الغاز الطبيعي المسال "نوفاتك" إلى "A"، وهو أعلى تصنيف تحصل عليه شركة نفط وغاز روسية كما أنه أقل بخطوتين فقط من أعلى تصنيف. وأحرزت "بوليوس" "Polyus"، أكبر شركة تعدين للذهب في روسيا، تقدما على 72% من نظرائها في تقييم الاستدامة المؤسسية لعام 2020.

وقام مؤشر "FTSE4Good" بترقية التصنيف الشامل لشركة " MMC Norilsk Nickel PJSC" الروسية، على الرغم من كونها مسؤولة عن أكبر تسرب نفطي على الإطلاق في القطب الشمالي في شهر مايو.

وقال بوريس كراسنوجينوف، رئيس قسم الأبحاث في "ألفا بنك": "تعكس هذه التحسينات حقيقة أن أكبر الشركات الروسية تكرس بالفعل مواردها للقضايا البيئية والاجتماعية.

ويرجع ذلك أيضا إلى اهتمام أقسام علاقات المستثمرين بشكل متزايد بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات".

حوكمة الشركات داخليا

وانضمت العديد من الشركات إلى جهود الاستدامة العالمية مع صعود تصنيفها. فعلى سبيل المثال انضمت شركة "نوفاتك" هذا العام إلى مبادرة المبادئ التوجيهية للميثان، حسبما صرح كبير الموظفين الماليين مارك جيتيفاي للمستثمرين بعد رفع تصنيف الشركة. وفي الوقت نفسه، وقعت شركة "بوليوس" على الميثاق العالمي للأمم المتحدة لتنفيذ مبادئ الاستدامة.

وأفاد المتحدث باسم شركة "بوليوس": "في الأعوام الخمسة الماضية، خفضنا كثافة الكربون بمقدار النصف تقريبا مع زيادة حجم الإنتاج بأكثر من 60%"، متوقعا نمو أبطأ للانبعاثات من الإنتاج في المستقبل مع تخلص الشركة تدريجيا من طاقة الفحم.

وأوضحت إيكاترينا إليوشينكو، مديرة محفظة مالية في صندوق الاستثمار "يونيون إنفستمنت برايفت-فوندز"، أن صندوقها الذي يتخذ من فرانكفورت مقرا له ينتقل تدريجيا إلى التصنيفات البيئية والاجتماعية والحوكمة على المستوى الداخلي، بسبب التساؤلات العديدة بشأن كيفية تصنيف الوكالات للشركات.

وقال جورج سيرافيم، الأستاذ بكلية هارفارد للأعمال والمتخصص في الاستثمار المستدام: "بصفتك مستثمر، يتعين عليك الاستفادة من الإفصاحات التي تجريها كل شركة. قد تكون التصنيفات مفيدة كخطوة أولى ولكنها مجرد نقطة بداية".