الأسهم الأميركية تحقق مكاسب أسبوعية مع تراجع مخاوف الأزمة المصرفية

بورصة نيويورك في الولايات المتحدة
بورصة نيويورك في الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت الأسهم الأميركية وحلقت عوائد السندات هذا الأسبوع مع انحسار مخاوف المستثمرين من أزمة في القطاع المصرفي، ورفع المتعاملون رهانهم على زيادة أخرى على الأقل في أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

سجل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" ارتفاعاً بنسبة 0.8% هذا الأسبوع حتى مع استمرار ضغوط أسهم التكنولوجيا التي تتسم بحساسية خاصة تجاه السياسة النقدية، مثل سهمي "مايكروسوفت" و"أبل"، على أداء المؤشر.

استطاع مؤشر "ناسداك 100" تحقيق تقدم بنسبة 0.1%، بعد أن عوّض المؤشر الذي يعطي وزناً نسبياً أكبر لأسهم التكنولوجيا بعض خسائره يوم الجمعة عند نهاية التعاملات، حين رفع مستثمرو عقود المقايضة رهانهم على زيادة أسعار الفائدة بحلول شهر يونيو. وأشارت تعاملاتهم إلى المراهنة بنسبة تتجاوز 75% على زيادة الفائدة في شهر مايو.

اهتزت الأسواق بعد أن قال عضو مجلس الحكام في بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر إنه يفضل تشديد السياسة بوتيرة أعلى في معركة البنك المركزي مع التضخم. وشجعت تعليقاته الرهانات التقشفية بعد أن أشار تقرير لوكالة رويترز إلى أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك دعا إلى زيادة سعر الفائدة ربع نقطة مئوية في اجتماع مايو، يليها توقف مؤقت.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة، مع قفزة في عائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى أعلى مستوى أسبوعي له بنحو 4.1%، إذ تتسم هذه السندات بحساسية شديدة لحركة أسعار الفائدة، وذلك بعد أن أظهر مؤشر على مبيعات التجزئة في مارس عن انخفاض أقل من المتوقع، علاوة على تعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. وقفز مؤشر بلومبرغ للدولار، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب.

التداول في نطاق ضيق

ظلت الأسهم عالقة في نطاق تداول ضيق هذا الأسبوع وتشير بيانات عقود الخيارات إلى أنها قد تظل في هذا النطاق حيث ما يزال السعر النسبي للتحوط مرتفعاً.

ويراقب المحللون الفنيون مستوى 4200 نقطة باعتباره مستوى مهماً يحتاج مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى اختراقه حتى يسترد قوته الدافعة في النهاية.

قال دان سوزوكي، نائب الرئيس لشؤون الاستثمار في شركة "ريتشارد برنستاين أدفايزرز" (Richard Bernstein Advisors): "هناك الكثير لكل من المتفائلين والمتشائمين الذين يدلون بدلوهم الآن. يستطيع المتفائلون الإشارة إلى انتشار المعنويات الهبوطية، وإعادة تقييم العام الماضي، وانخفاض أسعار الفائدة، وتراجع الدولار الأميركي، وانخفاض أسعار البنزين، وإعادة فتح اقتصاد الصين، وقوة الاقتصاد المحلي، وزخم السوق بدرجة معقولة".

أسعار البنزين في نيويورك قد تحلق هذا الصيف مع انخفاض صادرات أوروبا

وأضاف: "من ناحية أخرى، يستطيع المتشائمون الإحالة إلى ضعف النمو إجمالاً، وركود الأرباح، ونقص السيولة، فضلاً عن التركز الشديد في أسهم النمو وارتفاع أسعارها".

كان لدى فريق "دويتشه بنك" بقيادة هنري ألين مخاوف مماثلة. وكتبوا: "المشكلة بالنسبة للعديد من المستثمرين في الوقت الحالي هي أنه ما زال من الممكن بناء روايات متباينة إلى حد ما حول الاقتصاد اعتماداً على سلسلة البيانات التي تنظر إليها. على سبيل المثال، انقلبت منحنيات العائد، والوظائف المؤقتة آخذة في الانخفاض، وفي مناسبات سابقة عندما رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بهذه السرعة وتلك النسبة، جاء ركود الاقتصاد بعد ذلك بوقت قصير".


تفوق الأسهم المالية

تفوق أداء أسهم المؤسسات المالية هذا الأسبوع حيث قاد سهم مصرف "جيه بي مورغان تشيز" وسهم "سيتي غروب" مسيرة الصعود بعد تقارير الأرباح. الاطمئنان إلى سلامة القطاع المصرفي وزيادة الودائع في أعقاب إفلاس ثلاثة بنوك أميركية صغيرة في مارس دفع أسهم البنوك الكبرى للارتفاع يوم الجمعة، بينما تراجعت أسهم البنوك الإقليمية.

سيبقى القطاع مركزاً للاهتمام يوم الإثنين عندما تعلن شركتا "تشارلز شواب" (Charles Schwab) و"ستيت ستريت" (State Street) عن أرباحهما. وسوف يبحث المستثمرون عن علامات الصحة في تقرير "تشارلز شواب"، التي انخفضت أسهمها بنسبة 40% تقريباً هذا العام بعد أن أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة الخسائر غير المحققة في شركة الوساطة. وسوف يعلن كل من "بنك أوف أميركا" و "غولدمان ساكس غروب" عن أرباحهما في وقت لاحق من الأسبوع وكذلك شركتا "نتفلكس" و"تسلا".

في حين أشارت البيانات الأخيرة إلى أن معدلات التضخم المنفلتة اعتدلت بدرجة ما، أشار تقرير صدر يوم الجمعة إلى أن الأميركيين متشائمون. قفزت توقعات التضخم في أبريل مع ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة 4.6% على أساس سنوي، صعوداً من 3.6% في مارس، وفقاً لمسح أجرته جامعة ميتشيغان.

قال فيليب أورلاندو، رئيس استراتيجية سوق الأسهم ورئيس إدارة محفظة العملاء في شركة "فيديريتد هيرميس" (Federated Hermes) عن هدف التضخم للبنك المركزي البالغ 2%: "من الواضح أن التضخم في اعتقادنا قد بلغ ذروته الصيف الماضي واستمر في التحسن. لكن ما يدعو إلى الحذر هو أننا ما زلنا بعيدين عن هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي . ومن المرحح أن البنك المركزي، بمجرد قيامه برفع الفائدة للمرة الأخيرة، سوف يتوقف مؤقتاً. ونعتقد أن التوقف سيستمر بعض الوقت، على الأرجح في العام المقبل".

أهم محاور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في مارس الماضي

قد يؤدي وقف زيادة أسعار الفائدة إلى إعادة تركيز المستثمرين على الجدل حول الأزمة الاقتصادية وما إذا كانت السوق تعاني من هبوط اقتصادي عنيف أو سلس.

قال إيثان هاريس، رئيس الأبحاث الاقتصادية العالمية في شركة "بنك أوف أميركا سيكيوريتيز" (BofA Securities)، لتلفزيون "بلومبرغ" بعد تقرير مبيعات التجزئة: "لقد بدأنا العام بأرقام قوية جداً. الآن نحصل على نتيجة ذلك في شهر مارس. وبالتالي فإن السؤال هو: هل هذه هي بداية الركود؟ أنا أميل في هذا الاتجاه. أعتقد أن هناك بعض الضعف الأساسي الذي ينتاب الاقتصاد".

في أسواق السلع، سجل النفط الخام ارتفاعاً للأسبوع الرابع، وسط علامات على نقص المعروض في السوق العالمية بينما تراجعت أسعار الذهب. وارتفعت عملة بتكوين واستقرت فوق المستوى الرئيسي 30000 دولار للوحدة، الذي اخترقته صعوداً في وقت سابق من الأسبوع.

الأميركيتان