مشكلة فنية جديدة تعرقل مساعي "بوينغ 737" لإصلاح صورتها

العيب الفني أوقف مؤقتاً تسليم الطائرة المدرة للأرباح على الشركة الأميركية

صورة لطائرة "بوينغ 737" تحلق في الأجواء
صورة لطائرة "بوينغ 737" تحلق في الأجواء المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أتيحت للمسؤولين التنفيذيين في شركة "بوينغ" فرصة ذهبية للتحدث عن تعافي شركة صناعة الطائرات من سلسلة الأزمات التي مرت بها في اجتماع المساهمين السنوي يوم الثلاثاء. لكنهم بدلاً من ذلك سيكونون في وضع دفاعي يحاولون خلاله إصلاح صورة الشركة مرة أخرى. فالشركة تواجه مشكلة تصنيع تؤثر على طائرتها 737 المدرة للأرباح، والتي أوقفت مؤقتاً بعض عمليات التسليم. وفي حين أنه سابق للأوان معرفة التداعيات الكاملة لهذه الانتكاسة، فإن هناك أمراً واحداً واضحاً: "بوينغ" ستمر ببضعة أشهر صعبة.

تأتي الاضطرابات في مصنع شركة صناعة الطائرات وقاعدة مورديها في الوقت الذي كانت فيه "بوينغ" ترفع إنتاج 737 في محاولة لتعزيز التدفق النقدي. "يونايتد إيرلاينز هولدنغز" و"ساوث ويست إيرلاينز" و"رايان إير هولدنغز" هي من بين شركات الطيران التي تعتمد على شحنات تلك الطائرة العملاقة لموسم السفر الصيفي المزدحم. ويعمل الرئيس التنفيذي ديف كالهون على الحفاظ على ثقة المستثمرين، والتي لم يستعد بعضها إلا في الآونة الأخيرة بعد أزمات ومتاعب على مدى سنوات.

"بوينغ" تعزز إنتاج طائرات "737" سعياً وراء السيولة

قال مستشار الطيران مارك دي مارتن: "هذه خسارة أخرى للمصداقية والثقة في جودة ومعايير إنتاج بوينغ".

ومن المتوقع أن يتحدث كالهون عن المشكلة خلال الاجتماع السنوي عبر الإنترنت يوم الثلاثاء. وسيواجه المستثمرين مجدداً في 26 أبريل لعرض نتائج الربع الأول.

والأمر تذكير بأن المستثمرين لا يزالون متقلبين سريعي التأثر حتى مع ارتفاع الطلب على النقل الجوي والطائرات الجديدة.

تركيبات معيبة

قبل الكشف عن المشكلة بعد إغلاق الأسواق يوم الخميس، كانت أسهم "بوينغ" قد ارتفعت بنحو 49% منذ نوفمبر، عندما قال كالهون إنه يعمل على مضاعفة التدفق النقدي السنوي الحر للشركة ثلاث مرات إلى 10 مليارات دولار بحلول منتصف العقد. ارتفعت الأسهم مرة أخرى في 11 أبريل عندما أعلنت شركة تصنيع الطائرات عن عمليات تسليم في الربع الأول تفوقت على منافستها "إيرباص"، لأول مرة منذ نحو خمس سنوات.

انخفض سهم "بوينغ" يوم الجمعة 5.6% إلى 201.71 دولار، وهو أكبر انخفاض في أكثر من ستة أشهر.

تتضمن المشكلة الجديدة لطائرة 737 اثنتين من التركيبات الثمانية حيث يُوصّل المثبت الرأسي للطائرة بالجزء الخلفي من جسمها. اكتشف "سبيريت إيرو سيستمز هولدنغز"، وهي شركة متعاقدة مع "بوينغ"، أنه منذ 2019 استخدم اثنان من مورديها للتركيبات -ولكن ليس الثالث- في بعض الأحيان عمليات تصنيع غير قياسية، وفقًا لكاي فون رومور المحلل في "كوين آند كو" (Cowen & Co).

"بوينغ" تتفوق على "إيرباص" للمرة الأولى منذ 2018

تجمع شركة "سبيريت" (Spirit) معظم هياكل 737 المصنوعة من الألومنيوم في مجمع "بوينغ" السابق في ويتشيتا بولاية كانساس.

وقالت "بوينغ "و"سبريت" إنهما استقرتا، إلى جانب إدارة الطيران الفيدرالية، على أنه لا يوجد تهديد للسلامة، مما يعني أنهما تجنبتا أزمة كبيرة.

وقال ميشيل ميرلوزو، المدير في "إيه آي آر" (AIR)، وهي شركة استشارية في وضع الاستراتيجيات: "لا أرى هذا على أنه مشكلة ضخمة توقف كل شيء". لكن "بوينغ" قالت إن المشكلة تؤثر على عدد "كبير" من الطائرات التي لم تسلمها والتي هي إما مخزنة أو قيد الإنتاج في مصانع الشركات. ولم تقدم "بوينغ" ولا "سبريت" تفاصيل عن عيب التصنيع أو تكاليف إصلاحه.

تدفق مالي

لن تتمكن "بوينغ" من تحقيق هدف التدفق النقدي البالغ 10 مليارات دولار سنوياً دون زيادة عمليات تسليم طائرات 737. ربما شكلت طرز هذه الطائرة ثلثي عوائد الشركة في الربع الأول، وفقاً لجورج فيرغسون، محلل "بلومبرغ إنتليجنس".

وأفادت بلومبرغ في أوائل أبريل بأن شركة صناعة الطائرات أطلعت العملاء على خطط لرفع معدلات إنتاج طائرة 737 بنسبة 23% إلى 38 طائرة شهرياً بحلول منتصف العام. لم تذكر الشركة بعد كيف ستؤثر مشكلة التصنيع على ذلك.

قبل يوم الجمعة، كانت "بوينغ" في طريقها لتسليم 448 طائرة في 2023، وفقاً لما ذكره جان بيير بيكيوتينو مؤسس ومدير شركة "إيرو أناليسيز بارتنرز" (Aero Analysis Partners)، والرئيس السابق للذكاء التنافسي في "إيرباص".

"طيران الرياض" و"السعودية" تشتريان 121 طائرة "بوينغ" بـ37 مليار دولار

وقال بيكيوتينو إن الشركة المصنعة للطائرة ستستمر على الأرجح في تحقيق هدفها المتمثل في تسليم أكثر من 400 إلى 450 من طائرتها 737 في 2023، لأن لديها هامش خطأ كبيراً. ولدى منافستها الأوروبية "إيرباص" أهداف إنتاج طموحة بالمثل.

تعتمد شركتا صناعة الطائرات على آلاف الشركات الصغرى، التي لا يزال الكثير منها يكابد ضغوط التوظيف والمالية في أعقاب جائحة كوفيد-19.

وقالت "بوينغ" و"سبريت" إنهما تعملان مع الجهات التنظيمية الأميركية بشأن خطط لفحص هياكل الطائرات المتضررة وإصلاحها. في الوقت نفسه، تمضي "بوينغ" قدماً في الحصول على طائرات للعملاء خالية من العيوب.

وقالت "إيرو أناليسيز" إن "بوينغ" سلمت أربعة من طرازاتها الشهيرة ضيقة البدن في 13 أبريل- اليوم الذي كشفت فيه عن المشكلة الجديدة- وطائرة واحدة على الأقل من طراز 737 ماكس في اليوم التالي.