عرض شراء من "سيغا" لـ"روفيو" مبتكرة لعبة "الطيور الغاضبة"

العرض يصل بقيمة الشركة الفنلندية إلى 706 ملايين يورو

مجسم لشخصية لعبة "الطيور الغاضبة" (Angry Birds) بمقر شركة "روفيو" في إسبو في فنلندا
مجسم لشخصية لعبة "الطيور الغاضبة" (Angry Birds) بمقر شركة "روفيو" في إسبو في فنلندا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تقدمت شركة "سيغا سامي هولدينغز" بعرض شراء لشركة "روفيو إنترتيتمنت أو واي جيه" (Rovio Entertainment Oyj) في صفقة تصل بقيمة مبتكرة لعبة "الطيور الغاضبة" (Angry Birds)، ومقرها في فنلندا، إلى 706 ملايين يورو تقريباً (776 مليون دولار).

عرضت "سيغا" منح المساهمين 9.25 يورو للسهم نقداً و1.48 يورو لكل عقد خيار لملاك عقود خيارات "روفيو"، بحسب بيان صدر يوم الإثنين. أوصى مجلس إدارة الشركة الفنلندية بالإجماع حاملي الأسهم بقبول العرض الذي يحظى بتأييد 49% منهم، بمن فيهم عائلة هيد المؤسسة لـ"روفيو".

صعدت أسهم "روفيو" 19% لتتداول عند 9.16 يورو للسهم الواحد عند الساعة 12:00 مساء بتوقيت هلسنكي يوم الإثنين. زاد سعر السهم بما يفوق 50% حتى الآن من السنة الجارية في ظل تكهنات متعلقة بالصفقة. وتراجع سهم "سيغا" 6.1% في بورصة طوكيو يوم الإثنين.

حقوق امتياز لعبة "الطيور الغاضبة" العنصر الأساسي لنجاح عمليات "روفيو" التشغيلية
حقوق امتياز لعبة "الطيور الغاضبة" العنصر الأساسي لنجاح عمليات "روفيو" التشغيلية المصدر: بلومبرغ

رهان النمو

تراهن "سيغا" اليابانية بقوة على مشغل ألعاب الفيديو وألعاب الهواتف الذكية لتحقيق نمو طويل الأمد إذ تواجه أعمالها التقليدية الخاصة بأدوات لعبتي "باتشينكو" و"أركيد" انحسار جمهورها. وتضررت في الأعوام الأخيرة جراء قيود مكافحة تفشي مرض كوفيد -19. وتشمل بعض أسماء ألعابها "القنفذ سونيك" (Sonic the Hedgehog) و"التاكسي الطائش" (Crazy Taxi) و"ياكوزا" (Yakuza).

يتفق محللون على أن مجموعة ألعاب "روفيو" الحالية ستحقق تدفقاً نقدياً قوياً، لكنهم لا يتفقون حول المزايا الأخرى للصفقة.

أوضح هاروكي ساتومي، الرئيس التنفيذي لشركة "سيغا"، في بيان: "وسط سوق الألعاب العالمية سريعة النمو، تحظى سوق ألعاب الهواتف المحمولة بإمكانات عالية بصفة خاصة، واستهدفت "سيغا" تسريع عملية توسعها في هذا المجال في الأجل البعيد".

إنفوغراف: من ينفق أكثر على ألعاب الفيديو حول العالم؟

بالنسبة لـ"روفيو"، تعتبر حقوق امتياز لعبة "الطيور الغاضبة" (Angry Birds) الشهيرة العنصر الأساسي لعمليات الشركة الفنلندية. نُشرت ألعاب الهواتف المحمولة باعتبارها علامات تجارية للمرة الأولى في متاجر التطبيقات خلال 2009، وتحقق ما يفوق 80% من إجمالي الإيرادات. حققت أول لعبة محمولة مليار عملية تحميل، وطُرحت "روفيو" للاكتتاب العام خلال 2017 على خلفية ما حققته من نجاح، بقيمة سوقية وصلت إلى 900 مليون يورو تقريباً.

أكد هيديكي ياسودا، محلل شركة " تويو سكيورتيز " (Toyo Securities): "يتمثل غرض سيغا الوحيد من الصفقة في الحصول على تدفق نقدي مستقر، وللأسف لم تستطع روفيو تدشين ألعاب ناجحة جديدة، ولا يمكنني رؤية جانب إيجابي لهذه الصفقة".

تدفقات مستقرة

أشار كيمو ستينفال، محلل شركة "أو بي غروب" (OP Group)، إلى أن ألعاب "روفيو" الحالية "تجني أرباحاً جيدة، والتدفق النقدي قوي وتتمتع الشركة بمركز نقدي هائل".

أضاف ستينفال عبر الهاتف: "علاوة على العلامة التجارية والألعاب واستوديوهاتها المتعددة، تملك روفيو منصة (بيكون) لإدارة ألعاب الهواتف المحمولة، والتي تقدم طريقة فعالة تماماً لجعل استثمارات الاستحواذ على مستخدمين تسفر عن توليد عوائد وتطور الألعاب، ما يعد قطعاً أحد الأصول التي يمكن أن تستفيد منها سيغا".

دراسة للدماغ: ألعاب الفيديو ترتبط بمهارات معرفية أفضل

رغم ذلك، أثار تعويل "روفيو" على لعبة "الطيور الغاضبة" قلق المستثمرين، وسعت الشركة للتوسع في العلامات التجارية وأنواع الألعاب الأخرى. وهي تملك "العديد" من الألعاب الجديدة قيد التجهيز واستحوذت على منافسين أصغر واستوديوهات ألعاب حتى تنمو في الألعاب البسيطة للغاية والألغاز.

شهدت الشهور الأولى للشركة في البورصة انخفاضات كبيرة بعد أن أحبطت تقارير إفصاحها المالي حاملي الأسهم. ولم تعوض الأسهم خسائرها بالكامل.

"الطيور الغاضبة"

خلال أعوامها الأولى، طورت الشركة الفنلندية ما يزيد على 50 لعبة، التي حملت أسماء كئيبة على غرار "مخاوف حالكة" (Darkest Fear) و"دماء سيبرانية" (Cyber Blood) و"قمر الذئب" (Wolf Moon)، قبل أن تحقق نجاحاً مبهراً من خلال لعبة "الطيور الغاضبة" (Angry Birds)، وهي مزيج رائع مسل حيث استفادت من تقنية شاشة اللمس في "أيفون" والتي كنت جديدة بذلك التوقيت.

لماذا سعت "مايكروسوفت" لصفقة الاستحواذ الأكبر في عالم ألعاب الفيديو؟

تصف الشركة علامة "الطيور الغاضبة" التجارية بأنها "أغلى أصولها"، ما يجعلها قابلة للاكتشاف بسهولة في سوق الألعاب المزدحمة، وتولد شريحة صغيرة من إيراداتها من الترخيص. تتضمن المشروعات الأخيرة عرض شركة "نتفلكس" الذي جاء عقب فيلمين منذ 2016، كما تولد "روفيو" إيرادات من المنتجات الاستهلاكية.

يمنح عرض "سيغا" علاوة بنسبة 63% أعلى من سعر إغلاق "روفيو" في 19 يناير الماضي، الذي سبق عرض "بلاي تيكا" (Playtika)، و19% بالمقارنة مع سعر الإغلاق يوم الجمعة الماضي. تعتزم "سيغا" طرح العرض قرب 8 مايو المقبل.

عرض إسرائيلي

تضع الصفقة حداً لمحادثات جمعت شركة تصنيع ألعاب الهواتف المحمولة الفنلندية مع أطراف عديدة منذ الإعلان عن عرض بقيمة 9.05 يورو للسهم قدمته شركة "بلاي تيكا هولدينغ" (Playtika Holding)، ومقرها إسرائيل، خلال يناير الماضي. أكدت "روفيو" في 22 مارس الماضي أنها أوقفت المحادثات مع شركة "بلاي تيكا"، لكنها استمرت في المناقشات مع أطراف أخرى لم تذكرها.

بينما لم تحدد "روفيو" سبباً لرفضها عرض "بلاي تيكا"، أشار أتي ريكولا، محلل شركة "إنديرز" (Inderes)، في يناير الماضي إلى أن تاريخها في شراء استوديوهات الألعاب الفنلندية التي تغلق مكاتبها المحلية كان سبباً محتملاً لقرار العائلة المؤسسة لـ"روفيو" بالرفض والتي تسيطر على 39% من الأسهم.