"نتفلكس" تتوقع أداء أقوى في النصف الثاني وسط حملتها ضد مشاركة الحسابات

شعار شركة "نتفلكس" على شاشة جهاز كمبيوتر محمول
شعار شركة "نتفلكس" على شاشة جهاز كمبيوتر محمول المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تبدأ شركة "نتفلكس" في ربع السنة الجاري حملة على مشاهديها في الولايات المتحدة، الذين يتشاركون حسابات آخرين، متوقِّعة أن تعزز خطة فرض رسوم على هؤلاء العملاء من معدلات النمو في النصف الثاني من العام.

الشركة، التي أعلنت عن أرباح من الاشتراكات أقل من المتوقَّعة في الربع الأول من 2023، تختبر عدداً من وسائل تحجيم عملية مشاركة الحسابات في أميركا اللاتينية، وكشفت عن خطة لفرض الرسوم على هؤلاء العملاء في أربع مناطق أخرى في الربع الأول.

تقدّر "نتفلكس" أنَّ ما يزيد على 100 مليون شخص يستخدمون حسابات لا يدفعون عنها أي مقابل، ويتوقَّع المحللون أن يصبح الاشتراك المدفوع مصدراً كبيراً محتملاً لزيادة عدد العملاء أو المبيعات. وكانت الشركة تخطط للبدء في فرض رسوم على مشاركة "كلمة المرور" في الولايات المتحدة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023. وقد أعلنت الآن أنَّها ستفعل ذلك خلال الشهرين المقبلين.

انخفضت أسهم "نتفلكس" بنسبة 1% عند مستوى 330.47 دولار للسهم في تعاملات ما بعد الجلسة، معوّضة بذلك خسائر بلغت 12% بعد إعلان نتائج الأعمال. وعلاوة على توقُّع انتعاشة في النصف الثاني من العام؛ رفعت "نتفلكس" توقُّعاتها للتدفقات النقدية الحرة عن عام 2023 إلى 3.5 مليار دولار.

أصبحت قاعدة العملاء الذي يدفعون اشتراكاً في كندا أكبر في الوقت الحالي، إذ كانت من بين الأسواق التي شنّت فيها الشركة حملة على مشاركة الحسابات.

قالت ماغالي غروسهايم، محللة أولى في شركة "إم ساينس" (M Science)، وهي وحدة الأبحاث التابعة لمجموعة "جيفريز فايننشال غروب" (Jefferies Financial Group): "إنَّ تعليقات الشركة على نتائج نشاطها في كندا تبدو أفضل من تخوّفات بعضهم في السابق".

بداية ضعيفة لعام 2023

تستطيع شركة "نتفلكس" استخدام رافعة تدفعها إلى أعلى، فقد بدأت الشركة عام 2023 بداية ضعيفة، ولم ترقَ إلى تقديرات "وول ستريت" حين أضافت 1.75 مليون عميل فقط في الربع الأول، بينما توقَّع المستثمرون 2.41 مليون عميل جديد خلال الفترة. غير أنَّ الشركة تتوقَّع أن تسمح المبادرات الجديدة مثل خطة تحجيم مشاركة كلمة المرور وإضافة شريحة جديدة من الخدمة التي تتضمّن إعلانات "بتسارع النمو على مدى النصف الثاني من عام 2023".

تباطؤ الطلب على الإعلانات يضغط على أرباح "غوغل" الفصلية

هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تبدأ فيها "نتفلكس" بداية ضعيفة، حيث تحولت من ظاهرة تحلّق عالياً إلى نجمة في منتصف العمر تبحث عن طفرتها الكبيرة التالية.

خسرت خدمة البث بعض العملاء في النصف الأول من عام 2022، وأضافت أقل من 9 ملايين عميل على مدى 12 شهراً كاملة، في أبطأ وتيرة لها منذ عام 2011، وهو العام الذي فصلت فيه "نتفلكس" خدمة البث الخاصة بها عن نشاط الأقراص الرقمية المدمجة عبر البريد "DVD". قالت "نتفلكس" يوم الثلاثاء إنَّها ستغلق نشاط توصيل الأقراص الرقمية المدمجة "DVD" التابع لها، منهية بذلك نشاطها الأصلي بعد 25 عاماً، وذلك بسبب أنَّ هذا النشاط يتراجع فعلاً منذ سنوات.

استجابت الشركة الرائدة في قطاع البث لمواجهة تباطؤ النمو من خلال إطلاق مبادرتين جديدتين: الأولى هي خطة اتخاذ إجراءات صارمة ضد مشاركة كلمات المرور، والثانية إطلاق خدمة جديدة تتضمن الإعلانات. وظهرت الخدمة التي تسمح بالإعلانات لأول مرة في نوفمبر، ولكنَّها لم تساهم بعد بعدد كبير من المشتركين. وقالت الشركة إنَّ كلاً من الإعلانات ومشاركة كلمات المرور ستقدّم مساهمات متواضعة في الربع الأول من العام، ولكنَّ مساهمتها في النمو سترتفع على مدار العام.

التركيز على المؤشرات المالية

حثت "نتفلكس" المستثمرين على عدم التركيز على إضافة مشتركين جدد، والنظر بدلاً من ذلك إلى المؤشرات المالية التقليدية مثل المبيعات والأرباح. فقد حققت الشركة أكثر من ملياري دولار من التدفقات النقدية الحرة في الربع الأول، وسجلت دخلاً صافياً قدره 1.31 مليار دولار.

سيؤدي اتخاذ إجراءات صارمة ضد مشاركة كلمة المرور إلى توقف بعض العملاء عن استخدام الخدمة على المدى القصير. ويتمثل التحدي الذي تواجهه "نتفلكس" في حمل هؤلاء العملاء على الحصول على حسابات خاصة مدفوعة أو الدفع مقابل مشاركة الحساب الذي يستخدمونه حالياً. ومن شأن أي من السيناريوهين أن يعزز المبيعات في أسواق مثل الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية.

أضافت الخدمة 100 ألف عميل فقط في الولايات المتحدة وكندا بعد أن فقدت ما يقرب من مليون عميل في العام الماضي. فقد خسرت المشتركين في أميركا اللاتينية، ويحتمل أن يكون ذلك بسبب الحملة التي شنّتها على مشاركة كلمات المرور.

إيرادات "نتفلكس" ترتفع 8% في الربع الثاني رغم خسارتها نحو مليون مشترك

ما زالت "نتفلكس" هي الشبكة التلفزيونية الأكثر شعبية في الولايات المتحدة بهامش مريح. إذ إنَّها تستحوذ على ما يزيد عن 7% من إجمالي مشاهدات التلفزيون شهرياً، وفق بيانات منصة تقييم البث التلفزيوني "نيلسن" (Nielsen)، أي أكثر من ضعف أي خدمة مدفوعة أخرى في البلاد. كما أنَّها تتجاوز شبكات البث الخطية، وفق بيانات "سي بي إس" (CBS). وقد أصدرت "نتفلكس" العديد من الأعمال الجديدة الناجحة في الربع الأول، بما في ذلك مواسم جديدة من مسلسل "جيني آند جورجيا" (Ginny & Georgia)، و"أوتر بانكس" (Outer Banks)، والموسم الجديد من مسلسل "ذي نايت إيجنت" (The Night Agent)، وفيلم "يو بيبول" (You People).

تظل منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر مصدر لعملاء "نتفلكس" الجدد. فقد أضافت الخدمة 1.46 مليون عميل هناك في الربع الأول من العام، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى انخفاض الأسعار في الهند وغيرها من البلدان الفقيرة. وأعلنت "نتفلكس" أنَّها أصبحت تطبق سياسات تسعير أكثر تعقيداً.