"السيادي النرويجي": الذكاء الاصطناعي نقطة مضيئة وسط التضخم

استخدام الذكاء الاصطناعي يعزز الأرباح ويعوض تأثير النمو المستمر في الأسعار

مشاة في منطقة مطاعم ومحلات بيع بالتجزئة في أوسلو، النرويج
مشاة في منطقة مطاعم ومحلات بيع بالتجزئة في أوسلو، النرويج المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتوقع مختارو الأسهم في الصندوق السيادي النرويجي، الذي تبلغ قيمته 1.4 تريليون دولار، أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الأرباح، في مواجهة الارتفاع المستمر في الأسعار الذي يواصل التسبب في مصاعب للشركات والبنوك المركزية على حد سواء.

قال بيدرو فيرتادو ريس، الذي يشارك رئاسة الاستثمار في الأسهم لدى الصندوق مع دانيال بلتازار: "ما يشير إليه الواقع والسياق من الناحية الفعلية هو أن خفض معدل التضخم والوصول به إلى مستوى طبيعي لفترة طويلة من الزمن أمر بالغ الصعوبة". وعلى جانب آخر، ينتشر استخدام الذكاء الاصطناعي في العام الجاري، و"هو ما نعتقد بقوة أنه سيؤدي إلى زيادة واضحة وقوية في الكفاءة والإنتاجية مع مرور الوقت، وهو أمر إيجابي لهوامش الشركات وربحيتها بشكل عام".

الصندوق، الذي يقع مقره في أوسلو هو أكبر مالك لأسهم شركات متداولة في البورصة، ويحوز نحو 1.5% من جميع الأسهم المدرجة على مستوى العالم، كما أن 70% من استثماراته هي في الأسهم، وحقق عائداً بلغ 6% في المتوسط خلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية.

"مستوى مكاسب يصعب استمراره"

رغم هذا فإن الرئيس التنفيذي نيكولاي تانجن حذّر من أن هذا المستوى من المكاسب لن يستمر على الأرجح في وجه ارتفاع تكاليف الاقتراض والتضخم، وقد سجل الصندوق العام الماضي أكبر خسارة له منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

"السيادي النرويجي" يتكبد أعنف خسارة منذ الأزمة المالية العالمية

قال فيرتادو ريس: "نحن نلتزم الحذر إلى حد كبير"، وأضاف أن "معدل التضخم العام قد يتراجع لكن تضخم أسعار الغذاء سيبقى مرتفعاً بقوة ويواصل الإضرار بدخل الأسر القابل للإنفاق".

وأوضح المسؤول أن موجات الجفاف والحرارة المرتبطة بتغير المناخ تؤثر أيضاً في المحاصيل مثل الزيتون، وقال: "إن لذلك تأثيراً سلبياً في هوامش الشركات ككل، وفي صحة المستهلكين، وهو بدوره ما سيضر بالنمو الاقتصادي".

يسعى الصندوق -الذي يستثمر وفق تفويض صارم من وزارة المالية- إلى تحقيق أقصى استفادة من مجال حركته المحدود، وأن يحاول تجاوز المؤشر المعياري الذي يُقاس أداؤه على أساسه، وهو أمر نجح فيه في ثماني سنوات من السنوات العشر الماضية.

شركة أمن سيبراني: "تشات جي بي تي" قد يكشف أسرار المؤسسات

أضاف فيرتادو ريس: "يجب أن يحتل الذكاء الاصطناعي أيضاً صدارة اهتمامنا في ما تبقى من هذا العام. سوف تتعرض الشركات للمساءلة، ويسيطر على الناس فضول لمعرفة مدى استعدادها، والفرص التي تراها، والشركات الرابحة والخاسرة. كل هذه أمور هامة جداً وجديدة في نفس الوقت، وبلا شك سوف تطبع هذا العام بطابعها".

الإعداد للاجتماعات باستخدام الذكاء الاصطناعي

باستثماره في أسهم أكثر من 9000 شركة، يدرس الصندوق السيادي النرويجي، باعتباره مساهماً نشطاً، استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدته. في 2022 التقى مديروه مع الشركات 2911 مرة لمناقشة موضوعات تتعلق في الغالب بأولويات أجندة الصندوق، مثل تنوع مجالس الإدارة وتغير المناخ.

قال بالتازار: "نحن محظوظون جداً بهذا القدر من التواصل.. لكننا بحاجة إلى أن نكون مستعدّين جيداً لهذه الاجتماعات، وهنا يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدتنا حتى نتمكن حقاً من تركيز طاقتنا على الاجتماع الفعلي".

"السيادي النرويجي" يحذر من عودة التضخم مع فتح اقتصاد الصين

انخراط الصندوق السيادي مع الشركات التي يمتلكها هو جزء من التحليل الذي يطبقه ضمن جهوده للتفوق في الأداء. والأسبوع الماضي، أخبر تانجن أعضاء المجلس التشريعي في أوسلو أن تخصيص الموارد لكشف "التفاح الفاسد" بات أكثر أهمية بعد تعرض الصندوق لضربة من انهيار مصرف "سيليكون فالي بنك".

مع ذلك، قال نائب الرئيس التنفيذي تروند غراندي، يوم الجمعة، إن أداء الصندوق السيادي كان "جيداً جداً" خلال الاضطرابات المرتبطة بالمصارف الإقليمية الأميركية، وحقق عائداً قدره 5.9% في الربع الأول، متأثراً كذلك باستحواذ "يو بي إس غروب" على "كريدي سويس".

استغلال الأحداث غير المواتية

قال فيرتادو ريس في مقابلة في أوسلو إن مصرف "سيليكون فالي بنك" ومجموعة "كريدي سويس" يمثلان "حالتين مختلفتين، مرتبطتين بعنصر رئيسي في القطاع المصرفي، وهو الثقة". أضاف أن انهيار "سيليكون فالي بنك" بدد الثقة بالنظام، ولم يُتِح للبنك السويسري وقتاً لأن يجد حلاً لمشكلاته.

قال الرئيس التنفيذي: "أنتم تدركون نوع الاختلالات وعدم التطابق في نضج بعض أجزاء القطاع المالي، التي من البديهي أن يكون لها تداعيات عالمياً إذا حدثت في عديد من الأماكن في نفس الوقت بدرجة كبيرة.. وهذه الأنواع من الأحداث هي بالفعل بمثابة نداءات صحوة".

صندوق النرويج السيادي يخسر 74 مليار دولار في 3 أشهر

وفي ظل تشجيع الرئيس التنفيذي للصندوق السيادي النرويجي لمديري المحافظ على تبني نهج استثمار مخالف لاتجاه السوق، فإن استغلال هذه الأحداث لتحسين العائدات مهم.

قال بلتازار: "الشيء الأكثر أهمية بالنسبة إلينا هو أننا في وضع يمكننا من التعلم من أخطائنا والاستفادة مما قد يحدث في السوق"، ما يزيد السمات الفريدة للصندوق وميزاته التنافسية.

أضاف: "إحدى مميزات الاستثمار لآجال طويلة هي أن بإمكانك تحمل التقلبات، مع ذلك يبقى عليك أن تنجح في تحديد أنسب سعر للاستثمار".