موسكو تصادر مصانع فورتوم ويونيبر رداً على تجميد أصول روسية

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرسوم ليلة الثلاثاء

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء حضور الاجتماع الأسبوعي مع وزراء الحكومة في قصره في "نوفو أوغاريوفو"، 29 أكتوبر 2014، موسكو، روسيا.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء حضور الاجتماع الأسبوعي مع وزراء الحكومة في قصره في "نوفو أوغاريوفو"، 29 أكتوبر 2014، موسكو، روسيا. المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وضعت روسيا شركتين مملوكتين لصالح "فورتوم أويج" (Fortum Oyj) الفنلندية التي تسيطر عليها الدولة، وشركة "يونيبر" (Uniper) الألمانية، تحت إدارة الدولة بشكل مؤقت رداً على تجميد الولايات المتحدة وحلفائها أصولاً لموسكو.

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليلة الثلاثاء مرسوماً يسمح للحكومة بفرض سيطرة الدولة المؤقتة على الممتلكات أو الأوراق المالية المملوكة لشركات أو أفراد من ما يسمى بالدول "غير الصديقة".

تتولى "الوكالة الفيدرالية الروسية لإدارة أملاك الدولة"، وهي قسم من وزارة المالية، إدارة الأصول المُصادرة بشكل مؤقت.

وشمل ملحق المرسوم الذي أصدره بوتين بشأن مصادرة الأملاك حتى الآن حصة "يونيبر" في "يونيبرو" (Unipro) ونسبتها 83.7%، وحصة "فورتوم" في شركة "فورتوم" المحلية ونسبتها 98.2%.

حاولت الشركتان بيع حصصهما بعد أن أمر بوتين بدخول القوات أوكرانيا العام الماضي، لكن الكرملين أوقف الخطوة، وحظر على المستثمرين الأجانب بيع الأصول الروسية دون الحصول على إذن خاص، وطلب أن يكون البيع مقابل خصم كبير من القيمة السوقية.

انخفاض الأسهم

هبطت أسهم "فورتوم" بنسبة 3% في الدقائق الأولى من بدء التعاملات الساعة 10:02 صباحاً (بالتوقيت المحلي) في هلسنكي.

هددت روسيا العام الماضي بمصادرة أصول الشركات الأجنبية بعد أن سيطرت ألمانيا على الذراع المحلية لشركة إنتاج الغاز الطبيعي "غازبروم" التي قامت بتأميمها لاحقاً.

كما صادرت حكومة المستشار أولاف شولتس أصول التكرير المملوكة جزئياً لشركة النفط الحكومية الخاضعة للعقوبات "روسنفت" (Rosneft).

ألمانيا تصادر أصول شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت"

قالت الوكالة الحكومية لإدارة أملاك الدولة في بيانها: "يتلقى المدير الخارجي صلاحيات تسمح له بضمان كفاءة الشركات وفقاً لأهميتها بالنسبة للاقتصاد الروسي". وأوضحت أن المالك الأصلي "لم يعد له الحق في اتخاذ قرارات إدارية".

أشارت الوكالة إلى أن المرسوم ينص على الإدارة الخارجية المؤقتة على أساس كل حالة على حدة، ويمكن توسيع قائمة الأصول إذا لزم الأمر. وأضافت أنه لا يمكن إنهاء الإجراء الروسي إلا بصدور مرسوم رئاسي.

"فورتوم"

من جهتها، قالت شركة "فورتوم" في بيان اليوم الأربعاء إنه ليس لديها تأكيد رسمي بشأن خطوة روسيا أو تداعياتها المحتملة على الأصول، وستُصدر تعليقاً عند توافر المزيد من المعلومات.

كانت شركة المرافق التي تسيطر عليها الدولة الفنلندية، من بين أكبر المستثمرين الأجانب في قطاع الطاقة الكهربائية لدى روسيا، بواقع سبع محطات طاقة حرارية في منطقة الأورال وغرب سيبيريا، بالإضافة إلى أكبر محفظة للطاقة الشمسية والرياح في البلاد.

كانت الشركة قد أعلنت خلال مايو 2022 عن خطة لطرح الأصول للبيع، لكن العملية توقفت بعدما رفض الكرملين الموافقة على الصفقات.

"يونيبر"

من جانب آخر، تكبدت "يونيبر" خسائر بلغت 4.4 مليار يورو (4.8 مليار دولار) في وحدتها الروسية "يونيبرو" في وقت سابق من 2023، قائلة إنها لم تعد تسيطر على العمليات في الشركة التابعة.

سعت الشركة الألمانية لبيع "يونيبرو" وقالت في فبراير إنها وجدت مشترياً من روسيا، لكن الصفقة توقفت في انتظار موافقة بوتين.

كانت "يونيبر" شركة تابعة سابقة لشركة "فورتوم"، قبل أن تستحوذ عليها ألمانيا العام الماضي لمنع انهيارها.

وحتى الآن، تعرضت شركة "فورتوم" لشطب 1.7 مليار يورو من أصولها، وتبلغ قيمتها الدفترية حاليا 1.7 مليار يورو.

يونيبر تتكبد خسائر بقيمة 40 مليار يورو وسط خفض إمدادات الغاز الروسي

كتب جاكوب ماغنوسن المحلل لدى مصرف "دانسك بنك" عبر مذكرة أنه من غير المحتمل أن تستعيد شركة "فورتوم" السيطرة على أصولها في روسيا ما لم يحدث "تغيير جوهري في المشهد السياسي"، وهو أمر يبدو حالياً "غير مرجح" خلال المدى القصير إلى المتوسط.

أضاف ماغنوسن:" نظرا لأن (فورتوم) لم تعد تسيطر رسمياً على أصولها في روسيا، فإننا نرى وجود فرصة عادلة لاستعداد بعض المستثمرين حالياً للاستثمار في (فورتوم)، حيث قد لا يمثل الانكشاف على روسيا عقبة من وجهة نظر معايير البيئة والمجتمع والحوكمة".