أرباح قوية ترفع الأسهم الأميركية ومخاوف البنوك تلوح في الأفق

شاشات إلكترونية تعرض أسعار الأسهم وتبرز معلومات حركة أسهم شركتي "إكسون" و"شيفرون" في "بورصة نيويورك"، نيويورك، الولايات المتحدة.
شاشات إلكترونية تعرض أسعار الأسهم وتبرز معلومات حركة أسهم شركتي "إكسون" و"شيفرون" في "بورصة نيويورك"، نيويورك، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واصلت الأسهم الأميركية ارتفاعها يوم الجمعة حيث وازن المستثمرون بين الأرباح القوية للشركات والمخاوف المتعلقة بأداء البنوك الإقليمية والتضخم. وارتفعت سندات الخزانة.

ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.8% بعد أرباح أفضل من المتوقعة من شركتي "إكسون موبيل" و "إنتل"، اللتين ارتفعت أسهمهما بنسبة 1.3% و4% على التوالي. ومع ذلك ، أثبتت المكاسب أنها غير مستقرة في تعاملات منتصف الجلسة بعد أن دعا مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى تغييرات واسعة في قواعد النظام المصرفي في أعقاب انهيار مصرف "سيليكون فالي بنك".

أرباح "إكسون" و"شيفرون" تزدهر وكأن سعر النفط 145 دولاراً

ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.7%، متأثراً بخسارة سهم "أمازون" بنسبة 4% بعد تحذير بشأن النمو في وحدة الحوسبة السحابية الرئيسية. وفي الوقت نفسه، انخفض سهم مصرف "فيرست ريبابليك بنك" بنسبة 43% بعد تقارير عن أن الحراسة القضائية من قبل "المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع" هي السيناريو المرجح بالنسبة للبنك بعد تسابق عملائه إلى سحب ودائعهم.

كتب سكوت كرونرت، العضو المنتدب في شركة "سيتي ريسيرش" (Citi Research): "يبدو أن الأرباح قوية مقارنة مع توقعات السوق، وذلك بعد إعلان تقارير الربحية من نحو نصف الشركات المدرجة على مؤشر (ستاندرد أند بورز 500). وقد استقرت أرقام السنة كاملة ومراجعاتها في الفترة الأخيرة، وما زال الأمر مرهوناً بثقة المستثمرين والمراكز الاستثمارية".

الأسواق في حالة توتر بسبب عدم اليقين بشأن رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن رفعت بيانات التضخم الجديدة يوم الجمعة من احتمال زيادة سعر الفائدة الأسبوع المقبل وربما في يونيو. وكان المتعاملون يتوقعون نهاية رفع أسعار الفائدة في المدى القريب، بل وتخفيضها قبل نهاية العام.

التضخم وأسعار الفائدة

ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة، وهو أحد مقاييس التضخم المفضلة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، بنسبة 0.3% في مارس، وذلك للشهر الثاني على التوالي. وارتفع المؤشر بنسبة 4.6% مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لبيانات وزارة التجارة.

كتب بادريك غارفي، رئيس استراتيجية الديون العالمية وأسعار الفائدة في شركة "آي إن جي فايننشال ماركتس" (ING Financial Markets): "إن ما يبدو تضخماً عنيداً في الفترة الحالية ما يزال يمثل مشكلة، بما يمنع السوق من أن تندفع اندفاعاً تلقائياً في مرحلة تخفيض أسعار الفائدة المنتظرة في الفصول التالية".

التضخم الأميركي يواصل الصعود مع تراجع إنفاق المستهلكين

انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات تسع نقاط أساس إلى 3.44%.

أنهت الأسهم الأميركية تعاملات شهر أبريل مرتفعة بنسبة 1.5%، حيث رفعت نتائج أعمال الشركات معنويات المستثمرين في مواجهة الغموض الذي يحيط بزيادة أسعار الفائدة والركود الاقتصادي المحتمل.

في أحدث دفعة من تقارير الأرباح، ارتفع سهم شركة "تشارتر كوميونيكيشنز" (Charter Communications) بنسبة 7.6% بعد الإعلان عن نتائج الأعمال، بينما انخفض سهم "سناب" (Snap) بنسبة 17% بعد أن سجلت الشركة إيرادات أقل من تقديرات السوق.

قال كيم فورست، رئيس شؤون الاستثمار في شركة "بوكيه كابيتال بارتنرز" (Bokeh Capital Partners): "أداء شهر أبريل جيد إلى حد كبير، ومرة أخرى، ربما اعتمد هذا الأداء على موسم الأرباح، غير أننا تلقينا بعض التقارير الاقتصادية التي تشير إلى أن الاقتصاد، وخاصة معدل التضخم، ربما يسير في الاتجاه الصحيح– وإن لم يكن ذلك بسرعة كافية، فهناك إنفاق من جانب الشركات والمستهلكين، وما زال التضخم يرتفع، غير أن البيانات تشير إلى أنه يتقدم بوتيرة بطيئة".

أسواق أخرى

في أوروبا، ارتفع مؤشر "ستوكس 600" بنسبة 0.6%، وذلك رغم الزيادة في مؤشر أسعار المستهلك التي تشير إلى تدخل البنك المركزي الأوروبي بمزيد من رفع أسعارالفائدة.

في المقابل، جدد بنك اليابان التزامه بتحفيز الاقتصاد بعد اجتماعه الأول تحت قيادة كازو أويدا. فقد ترك سعر الفائدة قصيرة الأجل عند سالب 0.1% وحافظ على سقف عائد السندات لأجل 10 سنوات عند مستوى 0.5%.

على صعيد آخر، ارتفعت أسعار النفط، ولم يطرأ تغير يُذكر على أسعار الذهب، وتقدم الدولار بنسبة متواضعة أمام نظرائه من العملات الرئيسية.

الأميركيتان