صفقات سندات الشركات بمليارات الدولارات تضرب سندات الخزانة

تعرضت أسواق سندات الخزانة إلى موجة جديدة من البيع، وسط أرقام القطاع الصناعي التي لم تجلب الراحة إلى جبهة معدل التضخم، علاوة على حفنة من الشركات التي تطرح سندات قبيل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

بينما تستعد وول ستريت لرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة العاشرة على التوالي منذ مارس من العام الماضي، تقوم العديد من المؤسسات المقترضة بزيادة محفظة قروضها بعد الخروج من فترة الغموض المرتبطة بالربحية، إذ سجلت قيمة إصدارات السندات ذات الدرجة الاستثمارية في الولايات المتحدة ما يزيد على 22 مليار دولار في واحدة من أكثر جلسات التداول نشاطاً في 2023.

من بين أبرز الشركات التي لجأت إلى سوق السندات "ميتا بلاتفورمز"، وجمعت 8.5 مليار دولار، و"كومكاست كورب" (Comcast Corp) في صفقة قيمتها 5 مليارات دولار، وشركة "هيرشي" (Hershey) التي باعت سندات بقيمة 750 مليون دولار.

"ميتا" تسعى لجمع 7 مليارات دولار من إصدارها الثاني للسندات

هذه الطروح الكبيرة تمثل عادة ضربة مزدوجة بالنسبة إلى سندات الخزانة، التي تميل أسعارها إلى الانخفاض بسبب المنافسة من إصدارات الديون الجديدة، ولأن جهات الاكتتاب في الديون الجديدة تبيع سندات الحكومة بهدف ضمان تسعير الإصدار بالنسبة للمؤسسات المشترية.

عامل آخر شكل ضغطا على أسعار السندات يوم الإثنين هو استقرار معنويات المستثمرين بعد أن قرر بنك "جيه بي مورغان تشيز" الاستحواذ على مصرف "فيرست ريبابليك بنك".

بالنسبة إلى كريشنا غوها من شركة "إيفركور" (Evercore)، تشير حركة التداول إلى تأثير ضئيل أو معدوم نتيجة هذه التطورات، وهو ما يتوافق مع فكرة أنه لا توجد مفاجأة تقريباً في هذا الحدث، وأن السوق مهيأة ومستعدة للتمييز بين مصرف "فيرست ريبابليك بنك" والمؤسسات المالية الأخرى.

تمهيد الطريق

لاحظ غوها أن "الإجراء الحاسم الذي اتخذته الجهات التنظيمية يمهد الطريق أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي للمضي قدماً ورفع أسعار الفائدة في اجتماعه في مايو". وأضاف أن: "السيناريو الأساسي لدينا يفترض أن الاقتصاد يتباطأ بداية من هذه اللحظة، ولن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة مرة أخرى بعد مايو، وستكون الخطوة التالية هي تخفيض الفائدة في ديسمبر".

"جيه بي مورغان" يستحوذ على "فيرست ريبابليك بنك"

قام متداولو عقود المقايضة برفع احتمالات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بزيادة سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء. وشهدت سندات الخزانة موجة بيع على مختلف آجال الاستحقاق. وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 30 عاماً بأكبر قدر في عام 2023، واقترب عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات من مستوى 3.6%.

لم يطرأ تغير يذكر على الأسهم بعد أن حققت مكاسب على مدى شهرين متتاليين حيث درس المتعاملون مجموعة من نتائج أعمال الشركات.

قد يصاب مستثمرو الأسهم الذين يتمسكون بالآمال في أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في النصف الثاني بخيبة أمل هذا الأسبوع، وفقاً لمايكل ويلسون من بنك "مورغان ستانلي".

كتب ويلسون في مذكرة: "إذا اتسمت الرسالة التي سيبثها بنك الاحتياطي الفيدرالي في هذا الاجتماع بميل إلى تشديد السياسة النقدية، فقد تتسبب في مفاجأة سلبية في المدى القريب بالنسبة لأسواق الأسهم".

يقول أندرو برينر من شركة "نات ألايانس سيكيوريتيز" (NatAlliance Securities) إن السؤال الذي سيحتاج المستثمرون إلى طرحه على أنفسهم بعد مؤتمر باول يتعلق بما إذا كان البنك سيتوقف مؤقتاً عن رفع الفائدة بعد يوم الأربعاء - وما إذا كانت تلك الوقفة "بتوجه متشدد أم وقفة حقيقية".

أشار برينر إلى أن "بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخبر الأسواق ألاَّ تتوقع أسعار فائدة منخفضة في نهاية العام، غير أن الأسواق لن تصدق ذلك، إذ أن نبوءات بنك الاحتياطي الفيدرالي وتوقعاته على المدى الطويل مروعة. وما زلنا نتوقع خفضاً لأسعار الفائدة مرتين بحلول شهر يناير".