فوضى في وول ستريت بسبب هبوط بـ15% في أسهم بنكين

متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 31 مايو 2022
متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 31 مايو 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد يوم واحد فقط من تنفس وول ستريت الصعداء عند إنقاذ مصرف "فيرست ريبابليك بنك"، أثارت موجة بيع كثيفة لأسهم البنوك الإقليمية بالولايات المتحدة قلقاً متجدداً حول استقرار النظام المالي، فدفعت الأسهم في مختلف القطاعات إلى الهبوط وفجرت موجة هروب إلى أركان السوق الأعلى أماناً.

هذا التوقيت هو الأسوأ على الإطلاق بالنسبة إلى كثير من المتعاملين.

في عشية قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة، اعتبر المستثمرون وقف التداول عدة مرات على سهمي مصرف "باك ويست بانكورب" (PacWest Bancorp) وبنك "ويسترن أليانس بانكورب" (Western Alliance Bancorp) بسبب تقلب أسعارهما بصورة حادة تطوراً مزعجاً. وقد تدهور سعر السهمين بنسبة 15% على الأقل. وضغطت أسهم قطاع المال ضغطاً شديداً على أداء مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، الذي هبط بنسبة 2% تقريباً عند نقطة معينة قبل أن يقلص من خسائره.

مستثمرو صناديق التحوط الذين يراهنون على الهبوط كان لهم حضور في موجة البيع الفوضوية التي انطلقت يوم الثلاثاء ودفعت في نهايتها مستثمري الأجل الطويل إلى بيع أسهمهم أيضاً، وفق مذكرة جون فلود، الشريك في "غولدمان ساكس غروب".

قال إدوارد مويا، محلل أول السوق في شركة "أواندا" (Oanda): "إن وول ستريت تضغط بسرعة على زر البيع، إذ يبدو أن الأزمة المصرفية لن تختفي في أي وقت قريب، والرغبة في المخاطرة لم تحصل على فرصة، بينما يركز المستثمرون على الشكوك التي تحيط بالبنوك الإقليمية، وزيادة احتمالات ركود الاقتصاد، والمخاطر الكبيرة بأن تتخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها الشهر المقبل".

كل هذه العوامل مجتمعة لا تؤدي إلا إلى تعميق الشعور بعدم الارتياح بين المستثمرين بشأن غموض موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي.

بالإضافة إلى الضغوط المالية الناجمة عن أزمة البنوك، ما يزال المسؤولون محاصرين بين ارتفاع التضخم واستمراره والبيانات التي تشير إلى تراجع الاقتصاد - مثل "مسح الوظائف الشاغرة ودوران العمالة" الذي صدر يوم الثلاثاء وكشف انخفاض فرص العمل إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من عامين.

الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة تهبط في مارس للشهر الثالث

سقف الدين

مما يعقد الأمور أن هناك قلقاً يختمر بشأن سقف الديون بالولايات المتحدة - وهو ما يضيف فقط إلى النقاش حول ما إذا كان ينبغي على بنك الاحتياطي الفيدرالي التوقف بعد رفع أسعار الفائدة في مايو لمنع ركود اقتصادي أشد عنفاً.

رغم أن عقود المقايضة مازالت تراهن على زيادة سعر الفائدة على أرصدة الاحتياطي الفيدرالي ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، قلص المتعاملون رهاناتهم على رفع لاحق للفائدة – بينما رفعوا رهاناتهم على تخفيض الفائدة قبل نهاية العام.

وسط كل هذه العوامل وتأثيرها على السوق، لا ينبغي أن نفاجأ بأن السندات شهدت طلباً هائلاً يوم الثلاثاء - خاصة بعد عمليات البيع الكثيف في الجلسة السابقة. وانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، التي تتسم بحساسية أكبر لقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الوشيكة، بما يصل إلى 21 نقطة أساس إلى أقل من 4%.

في الوقت نفسه، تجاوزت عوائد أذون الخزانة لشهر يونيو 5% في أعقاب تحذير جانيت يلين من أن الحكومة الأميركية قد تواجه قيوداً على سقف الديون في أقرب وقت مع بداية الشهر المقبل.

أبرز أخبار الشركات:

  • قال بنك "مورغان ستانلي" إنه يجري محادثات مع المدعين العامين والهيئات التنظيمية الأميركية لتسوية التحقيق في ممارسات التداول الجماعي.
  • حققت شركة "ستاربكس" مبيعات فاقت التقديرات مع زيادة نشاطها في الولايات المتحدة والصين.
  • أعلنت شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسيز" (Advanced Micro Devices)، الثانية بين أكبر شركات صناعة معالج الكمبيوتر، توقعات مبيعات ضعيفة للفترة الحالية، حيث تكافح للخروج من أزمة التباطؤ الحاد في سوق أجهزة الكمبيوتر.
  • حققت شركة "فورد موتور" أرباحاً تجاوزت تقديرات السوق، وسجلت مكاسب قوية بشكل غير متوقع بسبب ارتفاع أسعار السيارات وزيادة حجم المبيعات.

الأميركيتان