لأول مرة.. الخام الأميركي يحدد معيار النفط الأهم في العالم

انضمام خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند إلى معيار "برنت المؤرخ" أثبت نجاحاً سريعاً فاجأ المتداولين

مضخات النفط تعمل  في حقل النفط بحوض برميان في ميدلاند، تكساس
مضخات النفط تعمل في حقل النفط بحوض برميان في ميدلاند، تكساس المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يؤثر النفط الأميركي بالفعل وبشكل كبير في أهم معيار لأسعار الخام في العالم، حيث بات يحدد السعر تقريباً بعد إدراجه في المقياس.

انضم خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند -المنتج من حقول النفط الصخري في غرب تكساس- إلى معيار "برنت المؤرخ" (Dated Brent) يوم الثلاثاء، في محاولة لتجديد مقياس يُستخدم لتحديد سعر أكثر من ثلثي نفط العالم. حتى الآن، ثبت نجاح هذا الدمج.

كانت شركة "بي بي" (BP Plc) تعرض ذلك الخام المخصص لمطلع يونيو عند مستوى منخفض في نافذة التسعير التي تديرها "ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس"، المعروفة بين المتداولين بـ"بلاتس" (Platts). ونظراً لأن أسعار الخامات الخمسة الأخرى التي تشكل المعيار كانت أعلى بكثير، فقد لعب خام "غرب تكساس الوسيط" عملياً دور المحدد الرئيسي للسعر.

دور مفصلي سريع

في رد على أسئلة عبر البريد الإلكتروني، قالت "بلاتس": "بمجرد تعديلها للشحن على أساس التسليم على ظهر السفينة، كانت العروض تنافسية وساعدت على تحديد مؤشر (برنت المؤرخ) خلال تلك الأيام من منحنى التقييم".

يعتبر إدراج خام غرب تكساس الوسيط في معيار "برنت المؤرخ" (وهو سلة تسعير يتكون تقليدياً من أصناف خام بحر الشمال: "برنت"، و"فورتيز"، و"أوسبرغ"، و"إيكوفيسك"، و"ترول") أهم تغيير يشهده هذا المقياس منذ عقود. لكن المتداولين لم يتوقعوا أن يتحول خام تكساس إلى صانع الأسعار الرئيسي في السلة بهذه السرعة، نظراً لأن جودته مشابهة لـ"إيكوفيسك"، لكنها أفضل بكثير من "فورتيز"، صانع الأسعار المعتاد.

قيّمت "بلاتس" يوم الأربعاء سعر الخام الأميركي بعلاوة بلغت نحو 33 سنتاً للبرميل للتحميل في أوائل يونيو. وهذا أقل بحوالي 30 سنتاً من "فورتيز"، الذي يعتبر الأسوأ جودة بين الأصناف الستة.

تضاؤل الإمدادات

استغرق إصلاح مقياس خام "برنت المؤرخ" سنوات من العمل، نظراً لتضاؤل الإمدادات من مكوناته في بحر الشمال. ومن المقرر أن تنخفض شحنات أصناف الخام فيه التي يطلق عليها اختصاراً (BFOET) إلى ما يزيد قليلاً عن 600 ألف برميل يومياً الشهر المقبل، وهو أدنى مستوى خلال عام، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". لكن إضافة الصنف الأميركي ستجلب السيولة التي يحتاجها المقياس للغاية.

منذ الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، عززت مصافي التكرير الأوروبية مشترياتها من الخام الأميركي، وكانت معظمها من خام غرب تكساس الوسيط. وكشفت بيانات تتبع حركة الناقلات التي جمعتها "بلومبرغ" أن الشحنات من الخليج الأميركي إلى أوروبا توشك أن تصل إلى حوالي 1.7 مليون برميل يومياً في أبريل، وهو ما يُطابق الرقم القياسي في مارس.

سلاسل التوريد المستقبلية

اشترت شركة تداول السلع التجارية "ترافيغورا غروب"، بالإضافة إلى "بي بي"، و"توتال"، سبع شحنات من خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند -كل منها حوالي 700 ألف برميل - فيما يسمى بالسلاسل الآجلة على مدى اليومين الماضيين، وهي المرة الأولى على الإطلاق بالنسبة لهذا الصنف.

تتيح سلاسل التوريد هذه للمتداول الذي لديه عقود آجلة بيع شحنة من النفط الفعلي إلى تاجر آخر، ما يوفر رابطاً بين أسواق العود الورقية والفعلية لبحر الشمال. ويعتبر إدراج صنف الخام الأميركي في السلاسل الآجلة أحد المؤشرات الرئيسية لنجاح انتقاله إلى معيار "برنت المؤرخ"، وفقاً للمتداولين المشاركين في السوق.

ذكرت "بلاتس" أنه تم الاحتفاظ بشحنات السلاسل "من قبل مجموعة من المشاركين، ما يعكس سيولة جيدة في عملية تقييم برنت الجديدة".