النفط يتجه إلى تحقيق أسوأ أداء لهذا العام بسبب مخاوف الركود

مضخة لاستخراج النفط الخام في ميدلاند، تكساس، الولايات المتحدة، يوم الخميس 2 مارس 2023
مضخة لاستخراج النفط الخام في ميدلاند، تكساس، الولايات المتحدة، يوم الخميس 2 مارس 2023 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتجه أسعار النفط إلى تسجيل هبوط أسبوعي للمرة الثالثة على التوالي، في أطول فترة من الخسائر تشهدها منذ بداية العام، ويعود ذلك إلى مخاوف السوق من تباطؤ الاقتصاد، وأزمة القطاع المصرفي في الولايات المتحدة التي دفعت المستثمرين إلى الابتعاد عن المخاطرة.

برغم ذلك، ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط نحو مستوى 69 دولاراً للبرميل اليوم الجمعة، وقد تراجع الخام المعياري للولايات المتحدة بنحو 10% خلال تعاملات الأسبوع الحالي بعد تدهور على مدى أربعة أيام. اتسمت حركة التداول بهبوط درامي سريع في بداية تعاملات الخميس، عندما انهارت الأسعار حتى لامست أدنى مستوى في منتصف الجلسة منذ عام 2021.

تأثر النفط سلباً بتصاعد القلق من أن يكون الاقتصاد الأميركي في سبيله إلى أن يسقط في براثن الركود، ما يحتمل معه الإضرار بمعدلات استهلاك الطاقة، في وقت يتتبّع فيه المستثمرون علامات على استمرار الاستقرار وسط البنوك الإقليمية. علاوة على ذلك، قامت المملكة العربية السعودية، وهي الدولة الرئيسية في تصدير النفط وزعيمة تحالف "أوبك+"، بتخفيض أسعار بيع النفط إلى آسيا.

"أرامكو" السعودية تخفّض سعر بيع النفط لآسيا بعد هبوط العقود الآجلة

هبطت أسعار النفط بنسبة 14% منذ بداية العام حتى بعد قرار منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائها تخفيض الإنتاج بداية من الشهر الحالي. وجاء هذا التراجع في الأسعار برغم علامات القوة في سوق النفط للتعاملات المباشرة، مما يشير إلى أنَّ موجة البيع الكثيف ربما بُولغ فيها. وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة "شل" وائل صوان هذا الأسبوع إنَّ سوق النفط تعاني فعلاً من "نقص شديد في المعروض".

أما وارين باترسون، رئيس استراتيجية السلع في شركة "آي إن جي غروب" (ING Groep)، فقال: "بينما تسود المشاعر السلبية في الوقت الراهن؛ فإنَّ السوق في منطقة التشبع البيعي، وتكشف حساباتنا أنَّ سوق النفط سوف تعاني عجزاً على مدى النصف الثاني من العام، ما ينبغي أن يدفع الأسعار نحو الارتفاع".

أسعار عقود النفط

ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر يونيو بنسبة 0.5%، إلى 68.87 دولار للبرميل في تمام الساعة 10:55 صباحاً في سنغافورة
سجلت عقود مزيج برنت تسوية شهر يوليو ارتفاعاً بنسبة 0.4% إلى 72.82 دولار للبرميل

أزمة صادرات العراق

تقلّص الهامش الزمني لعقود النفط في جلسات التداول الأخيرة في إشارة إلى زيادة المعروض في الأسواق. وقد بلغ الهامش الزمني في عقود الخام المعياري العالمي مزيج برنت – أي الفارق بين أقرب عقدين له – 15 سنتاً في البرميل في منطقة "الباكورديشن" – حيث تنخفض أسعار العقود الآجلة للخام عن أسعار العقود الأقرب أجلاً أو الأسعار الفورية. ومنذ شهر مضى، سجل هذا الفارق 37 سنتاً في البرميل في منطقة "الباكورديشن" أيضاً.

في الشرق الأوسط، أعلن العراق أنَّه لم يتوصل بعد إلى اتفاق مع أنقرة يسمح باستئناف صادرات عراقية تبلغ 500 ألف برميل يومياً تقريباً عبر تركيا. وتسبّب الخلاف بين بغداد وحكومة إقليم كردستان في وقف الصادرات من ميناء جيهان منذ أواخر مارس الماضي.

قال ييب جون رونغ، محلل استراتيجي للسوق في شركة "آي جي آسيا" (IG Asia): "هناك بعض المحاولات التي اتجهت خلال جلسة اليوم نحو جلب الاستقرار إلى أسعار النفط في أعقاب موجة البيع الكثيف"، وذلك برغم أنَّه أضاف ملاحظة حول استمرار الحذر في التعاملات. وقال: "ظهرت بعض الإشارات إلى من يقومون بشراء النفط عند القاع عند مستوى 70 دولاراً بالنسبة إلى خام برنت، وربما يبدو ذلك مستوى شديد الأهمية".

نفط