هل تتأثر الاستثمارات بانتهاء حملة رفع أسعار الفائدة؟

تلميحات بانتهاء أعنف حملات التقشف النقدي منذ الثمانينيات بعد رفع "الاحتياطي الفيدرالي" الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس

جيروم باول، رئيس "الاحتياطي الفيدرالي الأميركي" يغادر بعد المؤتمر الصحفي يوم الأربعاء، واشنطن.
جيروم باول، رئيس "الاحتياطي الفيدرالي الأميركي" يغادر بعد المؤتمر الصحفي يوم الأربعاء، واشنطن. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ربما بلغت حملة رفع أسعار الفائدة نقطة النهاية. فقد ألمح "الاحتياطي الفيدرالي" إلى أن زيادة أسعار الفائدة في الأسبوع الجاري قد تكون الأخيرة، بعد أعنف حملة للتشديد النقدي منذ الثمانينيات، حيث أومأ البنك المركزي إلى أنه لم يعد يتوقع أي زيادات مستقبلية، في ظل تراجع التضخم واستقرار سوق العمل.

إنها لحظة مهمة للمستثمرين الذي شاهدوا الفوضى التي أحدثها رفع "الاحتياطي الفيدرالي" للفائدة في حركة أسعار الأسهم، لكنها تأتي أيضاً بينما يبدي كثير من البنوك إشارات على التعثر، إلى جانب زيادة تسريح الموظفين في عدة قطاعات، ما يثير المخاوف بأن الركود وشيك.

هذا ما يجب أن تعرفه:

ما تأثير ذلك على استثماراتي؟

قد يكون لانتهاء رفع أسعار الفائدة أثر إيجابي على سوق الأسهم، في المدى القصير على الأقل، طالما لم يعقبه الركود.

قال جون بوفارد، صاحب شركة "إنكلاين ويلث أدفايزرز" (Incline Wealth Advisors)، ومقرها في أوهايو، إن رفع أسعار الفائدة عادةً ما يؤثر سلباً على أسعار الأسهم، فالغالب أنها تقلل مكاسب الشركات، لذلك؛ يتيح التوقف المؤقت عن رفعها فرصة لزيادة حصة الأسهم بمحفظتك الاستثمارية.

الذهب يصعد مع تلميح الاحتياطي الفيدرالي بوقف رفع الفائدة

وهذا هو الوضع، لا سيما لأسهم النمو، مثل أسهم شركات التكنولوجيا، حسب مارك سترذرز، مؤسس شركة "سونا ويلث" (Sona Wealth) في مينيابوليس، إذ تضررت تلك الشركات من زيادة أسعار الفائدة بشكل أكبر من الشركات الأخرى لأن قيمتها تأتي من أرباحها المستقبلية المحتملة. لذا، قد تستفيد من ذلك التوقف المؤقت.

بالطبع، لا ينصح أغلب المستشارين باتخاذ قرارات قصيرة الأجل استناداً إلى الأخبار. فيوصي نِك هولمان، مدير التخطيط المالي بشركة "بيترمنت" (Betterment)، بالتركيز على ما يمكنك السيطرة عليه، أي زيادة أموال الطوارئ وسداد الديون مرتفعة الفائدة.

كيف تتأثر المحافظ الاستثمارية المقسمة بنظام 60-40؟

مرّ الهيكل التقليدي للمحفظة الاستثمارية المقسمة إلى 60% أسهم و40% سندات بأوقات عصيبة في 2022، في ظل المبيعات الكثيفة للأصول من الفئتين. كما ظهرت صعوبات في العام الجاري أيضاً، حيث شهدت السندات، التي عادةً ما تُعتبر استثماراً آمناً لتعويض خسائر الأسهم عالية المخاطر، أعلى درجة من التذبذبات تحدث خلال أكثر من عقد.

سوق العمل الأميركية تفاجئ المحللين بانخفاض البطالة إلى 3.4%

ربما لم ينتهِ عدم الاستقرار، حسب دانا منارد، مؤسس "توين سيتيز ويلث ستراتيجيز" (Twin Cities Wealth Strategies) في مينيسوتا، فقد أدى ارتفاع الفائدة لخفض أسعار السندات، ورغم أن الضعف الاقتصادي يضر بأسعار الأسهم، فالأرجح أن يكون مجرد ظاهرة مؤقتة.

وقال: "تاريخياً، ما زال هيكل المحفظة الاستثمارية المنقسم إلى 60-40 هو التنويع الأفضل للمحفظة في أحوال السوق العادية. لكن السيناريو الذي حدث يخالف القاعدة".

يتوقع سترذرز تحسن أداء المحافظ المنقسمة إلى 60-40 في العام الجاري، وقال إن هذا أمر جيد، على الأخص للمتقاعدين الذين يستنزفون حساباتهم التقاعدية ويحتاجون لارتفاع أسعار السندات لتساعدهم على تحمل تقلبات سوق الأسهم.

هل لذلك تأثير على مدخراتي؟

نعيش حالياً العصر الذهبي للنقد، فزادت الفوائد على حسابات الادخار مرتفعة العائد، وشهادات الإيداع، والصناديق النقدية زيادة كبيرة خلال العام الماضي مع رفع "الاحتياطي الفيدرالي" لأسعار الفائدة.

"أبل" و"غولدمان" يطرحان لأول مرة حساباً ادخارياً بعوائد مغرية

يعرض بنك "ماركوس" (Marcus) الإلكتروني التابع لمجموعة "غولدمان ساكس" حالياً 3,9% عائداً سنوياً على حسابات الادخار لديه، بينما تطرح "أبل" منتجاً جديداً بالتعاون مع "غولدمان ساكس" يقدم عائد 4,15% لحاملي بطاقات "أبل كارد". وفي الوقت نفسه، يقدم بنكا "باركليز" و"آلاي" (Ally) شهادات إيداع بعائد يقارب 5%.

ربما شارف عصر "النقد هو الأفضل" على نهايته في الوقت الحالي مع نهاية رفع أسعار الفائدة، وفقاً لرأي غريغ مكبرايد، كبير المحللين الماليين بشركة "بانكريت" (Bankrate)، فقال إن عائدات شهادات الإيداع المستحقة خلال عام بلغت أعلى مستوياتها، وآن أوان تثبيت أسعار الفائدة.

هل سيخفض "الاحتياطي الفيدرالي" الفائدة قريباً؟

يرى جايسون برايد، مدير استراتيجية الاستثمار والبحوث في شركة "غلينميد ترست كومباني" (Glenemede Trust Company) في بنسلفانيا، أنه بينما قد يبدو خفض أسعار الفائدة أمراً جيداً نظرياً، فعلى الأرجح أن "الاحتياطي الفيدرالي" لن يفعل ذلك إلا إذا رأى إشارات على تدهور الاقتصاد. وقد قدم باول ما يبرر عدم الحاجة لخفض الفائدة حالياً.

وقال "ألمح (الاحتياطي الفيدرالي) إلى أن زيادة التقشف النقدي قد يحدث أو لا يحدث، لكن يبدو أن خفض الفائدة غير مطروح بعد".

الأسهم الأميركية تهبط وسط تصاعد دراما الأزمة المصرفية

تبث البيانات الاقتصادية إشارات متضاربة، فرغم أن بيانات أبريل أوضحت زيادة التوظيف بالشركات الأميركية في آخر 9 شهور، فإن موجة تسريح العاملين قد بدأت في قطاع التكنولوجيا، وتمتد حالياً إلى قطاعات أخرى مثل القطاع المالي والاستشارات. إلى جانب أن تعثر المزيد من البنوك الإقليمية يكشف أن أزمة القطاع المصرفي لم تنته بعد.

مع ذلك، قال باول في المؤتمر الصحفي الأربعاء إنه يتوقع نمواً اقتصادياً ضئيلاً في العام الجاري، وأوضح إشارات على زيادة التوزان في سوق العمل.

هل ستنخفض فوائد الرهون العقارية؟

تتحرك فوائد الرهون العقارية بالتوافق مع أسعار فائدة "الاحتياطي الفيدرالي" في بعض الأوقات، لكن ليس على الدوام، ما يجعل توقع تأثير توقف البنك المركزي مؤقتاً عن رفعها على تكاليف الاقتراض في غاية الصعوبة، هذا ما قاله ديفيد دود، مؤسس شركة "ذي أذر نايتي فاينانشيال" (The Other 90 Financial) في إنديانا.

وأضاف: "يُرجح أن نشهد استقرار أسعار الفائدة في المدى القصير. إذا انخفضت، فقد نرى بعض الارتياح لدى مشتري المنازل الذين يسعون للحصول على رهن عقاري بمعدل فائدة مناسب".

أشار مكبرايد من شركة "بانكريت" إلى أن فوائد الرهون العقارية تتبع اتجاه الاقتصاد، ويجب أن يتراجع التضخم قبل أن تنخفض بشكل واضح.

قالت إيمي هابل، كبيرة مستشاري الاستثمار في شركة "راديكس فاينانشيال" (Radix Financial) في أوكلاهوما، بالنسبة لمن يتعين عليهم الشراء الآن، فقد يساعدهم اللجوء إلى رهن عقاري بفائدة متغيرة، إذ تُعدل فائدته وفق التغيرات في أسعار الفائدة.

وقالت: "فور انخفاض أسعار الفائدة، يمكنهم إعادة التمويل باستخدام رهن عقاري بفائدة ثابتة، وتثبيت سعر الفائدة الأقل".