صناديق تواجه أزمة المصارف ببيع سندات خزانة.. فهل ينجح رهانها؟

صناديق التحوط تكثف بيعها على المكشوف لسندات الخزانة الأميركية فيما يراه وول ستريت رهاناً خاسراً

مبنى وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، يوم الإثنين 13 مارس 2023.
مبنى وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، يوم الإثنين 13 مارس 2023. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

رفعت صناديق التحوط الرهانات على هبوط سندات الخزانة إلى مستويات تاريخية قبل أيام فقط من تحول الاضطرابات المصرفية الأميركية إلى الأسوأ وتحفيزها للتدافع على الأصول الأكثر أماناً في العالم.

عززت صناديق التحوط ذات الرافعة المالية -القائمة على الاقتراض لتمويل مراكز الاستثمار- إجمالاً بيع العقود الآجلة للسندات الأميركية على المكشوف إلى مستوى قياسي جديد خلال الأسبوع المنتهي في 2 مايو الجاري، وفقاً لمؤشر للمراكز الصافية الإجمالية المستند على أحدث البيانات الصادرة عن لجنة تداول العقود الآجلة للسلع، ويشكل ذلك الأسبوع السابع على التوالي من زيادة الرهانات الهبوطية في أطول سلسلة منذ العام 2017.

سبق هذا الوضع أسبوعاً محموماً لسندات الخزانة شهد ارتفاعاً مدفوعاً بالقلق إزاء البنوك الإقليمية الأميركية وتوقعات بأن "الاحتياطي الفيدرالي" قد يوقف دورة التشديد الأكثر جرأة منذ الثمانينيات.

المستثمرون في أقصى مراحل التشاؤم بشأن الأسهم مقابل السندات منذ 2009

مع ذلك، ساءت المعنويات مرة أخرى يوم الجمعة إذ أحبطت بيانات الوظائف الأميركية التي جاءت أفضل من المتوقع التكهنات بشأن التحول في السياسة النقدية، ما رفع العوائد.

عائدات السندات الحكومية

انخفاض أكبر لأسعار السندات

المحللون الاستراتيجيون لدى مصرف الاستثمار العالمي "غولدمان ساكس"، بينهم برافين كوراباتي، كتبوا في مذكرة بحثية: "نقر بوجود بعض المخاطر على المدى القريب -مخاوف بشأن البنوك الأصغر وسقف الديون الذي لم يُتفق عليه- والتي يمكن أن تزيد عمق انخفاض أسعار السندات".

مع ذلك، فإن رهانات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة "قد تكون مبالغاً فيها عند النظر إليها في ضوء قوة أداء الاقتصاد الكلي".

تتعارض رهانات صناديق التحوط على هبوط السندات الحكومية الأميركية مع مواقف عمالقة "وول ستريت" بما في ذلك "مورغان ستانلي" و"جيه بي مورغان" الذين يعتقدون أن الأوراق المالية ذات الدخل الثابت بمثابة استثمار أكثر أماناً بينما يتجه أكبر اقتصاد في العالم نحو الركود.

صفقات سندات الشركات بمليارات الدولارات تضرب سندات الخزانة

أما الأسعار في سوق السندات، فترجح أن يخفض"الفيدرالي" أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال ديسمبر، رغم معارضة مسؤولي السياسة النقدية.

مع ذلك، فإن استمرار رهانات الصناديق ذات الرافعة المالية على هبوط سندات الخزانة، يشير إلى احتمال أن بعض المراكز على الأقل تكونت نتيجة لإحياء ما يُسمى بالتداول الأساسي، والذي يشتري المستثمرون بموجبه سندات الخزانة ويبيعون العقود الآجلة لنفس الأوراق المالية لجني ربح من أي فرق في الأسعار.

حذر واجب في المراهنة على السندات

قد تكون الرهانات المتشائمة علامة أيضاً على أن بعض المتداولين يعتقدون أن العوائد قد تراجعت إلى مستوى منخفض للغاية في وقت لم يوقف فيه الاحتياطي الفيدرالي بشكل نهائي رفع أسعار الفائدة.

بالنسبة للمستثمرين مثل إيمي شي باتريك، فإن التطورات في القطاع المصرفي تعني أن المراهنة على سندات الخزانة أصبحت الآن تتطلب حذراً أكبر.

سوق السندات العالمية تستعد لمخاطر كبرى بعد فترة من الازدهار

قالت شي باتريك، التي تساعد في إدارة صندوق تحوط "بيندال داينميك إنكم ترست" ( Pendal Dynamic Income Trust) الذي تفوق على 96% من أقرانه العام الماضي: "عندما استمر رفع أسعار الفائدة بعد انهيار (سيليكون فالي بنك)، فإن صفقات الشراء تتقلص ولن أذهب إلى البيع مطلقاً".

أضافت: "هذه ليست البيئة التي تتبنى فيها البيع على المكشوف لفئة الأصول الوحيدة التي توفر لك عائداً إيجابياً وحماية في مواجهة تطورات محفوفة بالمخاطر مثل أزمة أكثر خطورة في القطاع المصرفي".